ون بلس تقع في الفخ.. مقارنة مضللة تضع OxygenOS 16 في مأزق أمام One UI 8

في سباق أنظمة التشغيل المستندة إلى أندرويد، كانت المنافسة بين سامسونج وون بلس دومًا مشتعلة، لكن ما حدث مؤخرًا جعل من الأخيرة حديث التقنية العالمي، ليس بسبب إنجاز تقني، بل بسبب إحراج غير متوقع، فخلال عرض نظام التشغيل الجديد OxygenOS 16، حاولت ون بلس إثبات تفوقها على واجهة One UI 8 من سامسونج، لكنها سقطت في فخّ المقارنة المضللة، بعد أن اكتشف المستخدمون أن جزءًا من العرض الدعائي اعتمد على خدعة بصرية لتصوير النظام على أنه أسرع مما هو عليه في الواقع.

النظام الجديد

أعلنت ون بلس رسميًا عن إطلاق OxygenOS 16 في السادس عشر من أكتوبر الجاري، وهو الإصدار الذي يعتمد على أندرويد 16، ويُنتظر أن يصل إلى تسعة عشر جهازًا من هواتفها وأجهزتها اللوحية خلال أكتوبر ونوفمبر. 

وقد جاء النظام الجديد محمّلًا بعدد كبير من التحسينات التقنية وميزات الذكاء الاصطناعي التي تهدف إلى تعزيز تجربة المستخدم، مع وعد بسرعة أعلى واستجابة فورية للتطبيقات مقارنة بالواجهة المنافسة من سامسونج.

الحدث الذي بثّ عبر الإنترنت استقطب اهتمامًا واسعًا، خصوصًا بين مستخدمي OnePlus 13 وOnePlus 12 وOnePlus Nord 3 الذين ينتظرون الإصدار المستقر قريبًا. 

وقد أشادت الشركة بنظامها الجديد، مؤكدة أنه يمثل قفزة نوعية في الأداء وسلاسة الاستخدام، إذ زعمت أن OxygenOS 16 يتفوق في سرعة التبديل بين التطبيقات بفضل تقنية المعالجة المتوازية التي تم تطويرها داخليًا.

المقارنة المثيرة

لكنّ الحملة الترويجية التي رافقت الإطلاق تحولت إلى مادة للسخرية، بعدما نشرت ون بلس مقطع فيديو يقارن بشكل مباشر بين نظامها الجديد وواجهة One UI 8 الخاصة بسامسونج. 

وظهر في المقطع أن OxygenOS 16 يتفوق بوضوح في تشغيل الألعاب وسرعة الانتقال بين التطبيقات، فيما بدا أن هاتف سامسونج يتأخر في الاستجابة، هذا المشهد أثار الإعجاب في البداية، إلى أن بدأ بعض المستخدمين في تحليل المقطع بدقة، ليكتشفوا ما وراء الكواليس.

المستخدم المعروف باسم uyagoda_ على منصة Threads كان أول من كشف الحقيقة، موضحًا أن الشخص الذي أجرى التجربة على هاتف سامسونج ضغط على زر الصفحة الرئيسية أثناء تشغيل اللعبة، وهو ما جعل النظام يتوقف مؤقتًا عن العرض، ليبدو كأنه متعطل. 

بمعنى آخر، لم يكن هناك بطء حقيقي في نظام One UI 8، بل مجرد خطأ بشري محسوب بدقة جعل ون بلس تبدو وكأنها حققت تفوقًا غير واقعي.

فضيحة التقنية

ما إن انتشرت تفاصيل الخدعة حتى تحولت ون بلس إلى محور انتقاد واسع على الإنترنت، وصف البعض الخطوة بأنها "تلاعب تسويقي غير احترافي"، بينما رأى آخرون أنها "فضيحة تسيء إلى مصداقية الشركة"، خصوصًا أن سامسونج لم تدخل المنافسة أصلًا ولم ترد رسميًا على المقارنة. 

الفيديو الذي يظهر الخدعة عند الدقيقة 19:27 من العرض الرسمي بات دليلًا واضحًا على محاولة ون بلس تضليل الجمهور لتحقيق تفوق دعائي مؤقت.

ورغم أن OxygenOS 16 يُعتبر تحديثًا ناجحًا من حيث السرعة وسلاسة الاستخدام، إلا أن الطريقة التي اختارتها الشركة لتسويق النظام طغت على المزايا الحقيقية التي كان يمكن أن تتحدث عنها بثقة، فبدلًا من الاحتفاء بخصائص الذكاء الاصطناعي الجديدة أو واجهته السلسة، أصبح النقاش يدور حول الخطأ الترويجي الذي قلّل من مكانة ون بلس أمام منافسيها.

دروس المنافسة

تجربة ون بلس مع OxygenOS 16 تكشف مجددًا كيف يمكن لحماس التسويق أن يتحول إلى عبء على الشركات عندما يتجاوز حدود الشفافية، فالمقارنات بين أنظمة التشغيل يجب أن تستند إلى اختبارات موثوقة ونتائج واقعية، لا إلى عروض مصممة للإبهار. 

ومع اقتراب سامسونج من طرح One UI 8.5 مطلع العام المقبل بالتزامن مع سلسلة Galaxy S26، ستزداد المنافسة حدة، لكن الدرس الأهم الذي يجب أن تتعلمه ون بلس هو أن المصداقية تبقى أقوى من أي دعاية.

في النهاية، يمكن القول إن ون بلس نجحت في تطوير نظام تشغيل متقدم وقوي، لكنها أخفقت في إدارة الصورة الذهنية حول منتجها، بعدما سمحت لعرض دعائي واحد أن يبدد ما بنته من ثقة لدى جمهورها، وربما سيكون عليها الآن أن تثبت كفاءتها بالأداء الفعلي لا بالمقارنات المضللة، حتى تستعيد مكانتها كشركة كانت يومًا تُعرف بشفافيتها وجرأتها التقنية.