لماذا فشلت فكرة الكاميرا المنبثقة من جسم الموبايل؟
الكاميرات المنبثقة
عندما ظهرت فكرة الكاميرا المنبثقة من جسم الهاتف لأول مرة، أثارت ضجة كبيرة في عالم التقنية، إذ قدمت الشركات تصميمًا جديدًا يتيح الحصول على شاشة كاملة بلا نوتش أو ثقب، مع شكل أنيق جذب المستخدمين، وبدت هذه التقنية حينها كخطوة جريئة نحو هواتف المستقبل، لكن بعد فترة قصيرة اختفت الفكرة من معظم الأجهزة الحديثة.
وبدأت الشركات تتجه إلى حلول أخرى أكثر عملية واستدامة، ليصبح السؤال الأبرز بين المستخدمين هو لماذا فشلت هذه الفكرة رغم الإعجاب الكبير الذي لاقته في بدايتها؟
ضعف المتانة
أحد أهم الأسباب التي أدت إلى فشل الكاميرا المنبثقة هو ضعف الاعتمادية على المدى الطويل، فوجود جزء ميكانيكي متحرك داخل الهاتف يعني احتمالية تعرضه للتعطل أو الكسر، خاصة في الأجهزة التي تُستخدم بشكل مكثف أو تتعرض للسقوط.
ومع مرور الوقت كانت تقارير المستخدمين تشير إلى توقف المحركات عن العمل أو صدور أصوات غير طبيعية منها بعد عدة أشهر من الاستخدام، كما أن الأتربة والغبار كانت تتسبب في تعطيل آلية الصعود والنزول، وهو ما جعل التجربة اليومية غير مضمونة في كثير من الحالات.

الشركات التي تبنّت هذه الفكرة مثل أوبو وشاومي وون بلس حاولت تحسين جودة الموتور وتقليل مساحة الحركة، لكنها واجهت نفس التحدي المتكرر، وهو أن أي خلل بسيط في هذا الجزء يعني توقف الكاميرا الأمامية بالكامل، ما يؤثر على تجربة التصوير والفيديو والمكالمات، وهذا عكس ما يبحث عنه المستخدم العادي الذي يفضل البساطة والاعتمادية في كل استخدام.
مقاومة الماء
نقطة الضعف الثانية كانت في مقاومة الماء والغبار، فوجود فتحة ميكانيكية متحركة يجعل من المستحيل تقريبًا تحقيق معيار IP68 الذي أصبح معيارًا أساسيًا في معظم الهواتف الحديثة، وبالتالي كان من الصعب على الشركات ترويج فكرة الكاميرا المنبثقة في سوق أصبح فيه المستخدم يهتم بالحماية والمتانة أكثر من الشكل الجمالي.
كما أن الفتحات الصغيرة في التصميم جعلت الهاتف عرضة لتسرب الرطوبة، مما تسبب في تلف بعض المكونات الداخلية، وهو ما أجبر المصنعين على إعادة التفكير في جدوى استمرار هذه الميزة المكلفة.

ومع ازدياد المنافسة، أدركت الشركات أن المستخدم يفضل هاتفًا مقاومًا للعوامل الخارجية حتى لو كان يحتوي على ثقب صغير في الشاشة، بدلًا من نظام متحرك قد يتعطل في أي لحظة، لذلك بدأ الاتجاه نحو حلول أكثر ثباتًا مثل الكاميرات المدمجة تحت الشاشة أو الثقوب الصغيرة التي توفر توازنًا بين التصميم العملي والمظهر العصري.
التكلفة والتجربة
من الأسباب الأخرى وراء اختفاء الكاميرا المنبثقة ارتفاع تكلفتها، فالآلية الميكانيكية كانت تتطلب مساحة داخلية إضافية ومكونات خاصة، ما يقلل من حجم البطارية أو أنظمة التبريد، وهو ما لم يكن مقبولًا في سوق يبحث عن الأداء والكفاءة.
كما أن إضافة هذا النظام رفعت تكلفة الإنتاج بشكل واضح دون تقديم فائدة جوهرية للمستخدم النهائي، وهو ما انعكس على المبيعات التي لم تحقق التوقعات.
إلى جانب ذلك، واجه المستخدمون مشكلة في سرعة فتح الكاميرا، فانتظار بضع ثوانٍ حتى تخرج العدسة قبل التقاط الصورة جعل التجربة اليومية أقل سلاسة، خصوصًا مع الاستخدام المتكرر في التطبيقات الاجتماعية والمكالمات، ما دفع كثيرين إلى تفضيل الحلول التقليدية مثل الكاميرات الثابتة أو تلك المدمجة أسفل الشاشة.

ومع مرور الوقت، اتضح أن التصميم الميكانيكي لم يكن خطوة نحو التطور بقدر ما كان تجربة قصيرة المدى، إذ لم ينجح في تحقيق توازن بين الشكل والأداء العملي، لتقرر الشركات الكبرى التخلي عنه نهائيًا والتركيز على تطوير بدائل أكثر كفاءة، فاليوم أصبحت الكاميرات تحت الشاشة تقدم نفس الفائدة الجمالية ولكن دون أي أجزاء متحركة، ما يجعلها أكثر ملاءمة للاستخدام طويل الأمد.
تجربة الكاميرا المنبثقة قدمت درسًا واضحًا لصناع الهواتف، وهو أن الابتكار لا ينجح إلا عندما يخدم حاجة حقيقية للمستخدم، فالمظهر الجذاب وحده لا يكفي إذا كان يضر بالمتانة أو الأداء، ولهذا اختفت الفكرة تدريجيًا حتى أصبحت جزءًا من تاريخ التصميم أكثر من كونها تقنية قابلة للاستمرار.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً