السبت، 25 أكتوبر 2025

12:37 م

tru

تراجع الاهتمام بالهواتف فائقة النحافة يدفع آبل وسامسونج لتغيير استراتيجياتهما الإنتاجية

الهواتف الفائقة النحافة

الهواتف الفائقة النحافة

A A

تشهد سوق الهواتف الذكية تحولًا واضحًا في تفضيلات المستهلكين، إذ بدأت الحماسة تجاه الهواتف فائقة النحافة تتراجع بعد فترة قصيرة من الاهتمام الإعلامي، ما دفع شركات كبرى مثل آبل وسامسونج إلى مراجعة خططها الإنتاجية وتعديل استراتيجياتها لتتناسب مع واقع السوق الجديد الذي يفضل الأداء على التصميم الرفيع.

تراجع آيفون آير

كشفت تقارير حديثة أن شركة آبل قررت خفض إنتاج هاتفها النحيف “آيفون آير” بنحو مليون وحدة خلال العام الجاري بعد أن جاءت المبيعات دون التوقعات في الأسواق الأمريكية والأوروبية، رغم تحقيقه نتائج قوية في السوق الصينية. 

وتعد هذه الخطوة إشارة واضحة إلى أن الطلب العالمي على الهواتف النحيفة لا يزال محدودًا مقارنة بالنماذج التقليدية.

ووفقًا لتقديرات شركة Mizuho Securities اليابانية، فإن سلسلة آيفون 17 حققت أداءً قويًا في معظم الأسواق، إذ سجلت طرازات آيفون 17 برو وآيفون 17 برو ماكس مبيعات مرتفعة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، كما حقق الإصدار الأساسي من آيفون 17 نجاحًا فاق التوقعات، في حين بقي آيفون آير الاستثناء الوحيد بتراجع في المبيعات، مما اضطر آبل إلى تعديل خططها الإنتاجية.

وبناءً على هذه المعطيات، قررت الشركة زيادة إنتاج باقي الطرازات بمقدار مليوني وحدة لتعويض الانخفاض، لترتفع توقعات الإنتاج الكلي لسلسلة آيفون 17 من 88 إلى 94 مليون وحدة مع بداية عام 2026، في وقت تعمل فيه آبل أيضًا على تطوير أول هاتف آيفون قابل للطي ضمن خطة توسعية لتجديد محفظة منتجاتها.

إخفاق سامسونج

في المقابل، أعلنت تقارير تقنية متطابقة أن شركة سامسونج قررت رسميًا إلغاء خط إنتاج Galaxy S26 Edge وعدم طرح أي جيل ثانٍ من الهاتف فائق النحافة بعد الأداء التجاري الضعيف لإصدار S25 Edge الذي أطلقته في وقت سابق من العام الجاري.

وكانت الشركة قد سعت إلى منافسة آبل مبكرًا بطرح هاتفها الرفيع قبل وصول آيفون آير إلى الأسواق، لكنها واجهت نتائج مخيبة بعد أن سجل الجهاز مبيعات محدودة بسبب تنازلات تقنية أثرت سلبًا على تجربة المستخدم. 

وشملت هذه التنازلات تقليص سعة البطارية وضعف نظام التبريد والاكتفاء بكاميرا متوسطة الأداء مقارنة بالمنافسين في الفئة نفسها.

وأشارت مراجعات تقنية إلى أن التصميم النحيف جاء على حساب الكفاءة، إذ أدى ضعف التبريد إلى ارتفاع حرارة معالج Snapdragon 8 Elite وانخفاض الأداء أثناء الاستخدام المكثف، كما تراجع عمر البطارية البالغة سعتها 3900 ميلي أمبير، ما جعل الهاتف غير مناسب للمستخدمين الذين يبحثون عن أداء مستقر وطاقة طويلة الأمد.

رؤية السوق

يرى محللون أن ما حدث مع آبل وسامسونج يؤكد محدودية الإقبال على الهواتف فائقة النحافة التي لم تحقق الانتشار المتوقع رغم الجهود التسويقية الضخمة، حيث يفضل المستخدمون الهواتف ذات البطاريات الأقوى والكاميرات المتقدمة بدلًا من التركيز على تقليل السُمك بأي ثمن.

ويشير الخبراء إلى أن اتجاهات السوق الحالية تركز على تحسين الأداء والذكاء الاصطناعي وتجربة التصوير بدلًا من مواصفات الشكل الخارجي، وهو ما يدفع الشركات لإعادة ترتيب أولوياتها، فمن المتوقع أن تواصل آبل تعزيز مبيعات سلسلة “برو” عبر تطوير الأداء والمعالجة البصرية، بينما تسعى سامسونج إلى إعادة توظيف التقنيات التي استخدمتها في طراز Edge ضمن أجهزة أكثر عملية وانتشارًا في الفئات الأعلى.

ويبدو أن موجة “الهاتف فائق النحافة” التي اجتاحت الصناعة خلال العامين الماضيين تتراجع تدريجيًا، في إشارة إلى أن المستقبل سيكون للأجهزة المتوازنة التي تجمع بين التصميم الأنيق والقدرة العملية دون التضحية بالبطارية أو الأداء، وهو ما قد يعيد رسم معايير تصميم الهواتف في السنوات المقبلة.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً