انتهاء دعم ويندوز 10 يغيّر خريطة سوق الحواسيب العالمية
آبل
أنهت شركة مايكروسوفت رسميًا دعمها لنظام ويندوز 10 منتصف أكتوبر، بعد ما يقارب عشر سنوات من هيمنته على أغلب أجهزة الحواسيب في العالم، لتبدأ مرحلة جديدة تدفع المستخدمين والشركات إلى إعادة التفكير في خياراتهم التقنية، خصوصًا مع ارتفاع متطلبات الترقية إلى ويندوز 11 وصعوبة توافق الأجهزة القديمة مع معايير العتاد الحديثة مثل شريحة TPM 2.0.
صعود آبل
البيانات الصادرة عن مؤسسة Counterpoint Research أظهرت أن توقف دعم ويندوز 10 انعكس مباشرة على حركة السوق، إذ ارتفعت مبيعات أجهزة ماك بنسبة 14.9 في المئة خلال الربع الثالث من 2025، لتصبح آبل ثاني أسرع الشركات نموًا بعد لينوفو التي سجلت زيادة بلغت 17.4 في المئة على أساس سنوي، هذه القفزة جاءت في وقت شهدت فيه شركات أخرى مثل ديل انخفاضًا طفيفًا في الشحنات بنسبة 0.9 في المئة، بينما حققت آسوس وHP نموًا متوازنًا بلغ 14 و10 في المئة على التوالي.
ويرى محللون أن المستخدمين الذين لم يتمكنوا من ترقية أجهزتهم إلى ويندوز 11 بسبب قيود العتاد اتجهوا إلى شراء حواسيب ماك، خاصة بعد أن قدمت آبل خلال العامين الماضيين سلسلة من الأجهزة المزودة بشرائح M3 وM4 التي أثبتت كفاءة عالية في الأداء واستهلاك الطاقة، هذا التحول عزز مكانة الشركة في سوق الحواسيب الشخصية، وفتح أمامها قاعدة جديدة من المستخدمين القادمين من بيئة ويندوز.
تحولات السوق
نهاية دعم ويندوز 10 لم تكن الحدث الوحيد الذي أثّر في حركة السوق، إذ ساهمت السياسات الجمركية الجديدة التي فرضتها الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب في دفع الشركات إلى زيادة مخزونها من الأجهزة قبل ارتفاع الأسعار.

وبحسب تقرير Counterpoint، فإن هذه الخطوة أسهمت في نمو سوق الحواسيب الشخصية العالمي بنسبة 8.1 في المئة مقارنة بالعام الماضي.
ورغم استمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وما تسببه من اضطرابات في سلاسل التوريد، فإن الشركات الكبرى مثل لينوفو وآبل تمكنت من التكيف بسرعة مع الأوضاع الجديدة عبر تنويع خطوط الإنتاج ونقل بعض عمليات التصنيع إلى أسواق بديلة مثل الهند وفيتنام، هذا التوجه ساعدها في الحفاظ على استقرار الإمدادات وتلبية الطلب المتزايد خلال فترة الترقية التقنية الحالية.
تراجع الحماس
اللافت أن أجهزة Copilot Plus التي روجت لها مايكروسوفت كجيل جديد من الحواسيب المدعومة بالذكاء الاصطناعي لم تحقق الانتشار المتوقع بعد أكثر من عام على إطلاقها، حيث أظهرت الأرقام أن المستهلكين لم ينجذبوا بعد إلى فكرة "الحاسوب الذكي"، بل ما زالوا يركزون على عناصر الأداء التقليدية مثل سرعة المعالج وسعة الذاكرة ومساحة التخزين.
في المقابل رفعت إنتل أسعار معالجاتها Raptor Lake نتيجة زيادة الطلب العالمي، بينما تستعد لإطلاق معمارية Xe3 الرسومية لتقديم أداء أفضل في فئة الحواسيب المحمولة، هذا يعكس استمرار اعتماد السوق على المنافسة في الأداء والقدرة الفعلية، لا على الوعود المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التي لم تتحول بعد إلى قيمة ملموسة لدى المستخدم العادي.
نظرة مستقبلية
تتوقع مؤسسة Counterpoint أن يشهد عام 2026 نموًا جديدًا في سوق الحواسيب بفضل الشرائح القادمة من كوالكوم مثل Snapdragon X2 Elite، التي تستهدف تشغيل نظام ويندوز على معالجات ARM بكفاءة أعلى.
كما يُتوقع أن يسهم هذا التنوع في كسر احتكار إنتل للسوق وخلق موجة جديدة من الابتكار في تصميم الحواسيب.
ومع ذلك، يبدو أن المستفيد الأكبر من انتهاء دعم ويندوز 10 هي آبل، التي تستغل اللحظة لتوسيع نفوذها في سوق الحواسيب المحمولة والمكتبية، بفضل نظام macOS المتكامل مع بيئة iOS والأداء الثابت الذي تقدمه أجهزتها، هذا التكامل يمنح المستخدمين تجربة مستقرة وآمنة دون الحاجة لمتطلبات تقنية معقدة.
في ظل التحولات الجارية، يبدو أن نهاية ويندوز 10 لم تكن مجرد محطة في تاريخ نظام تشغيل، بل نقطة تحول كبرى في سوق الحواسيب الشخصية، حيث يعاد رسم ملامح المنافسة بين الشركات الكبرى، ويتحول تركيز المستخدمين نحو الأداء والاستقرار بدلًا من الترقية الإلزامية لأنظمة التشغيل.
ومع استمرار مايكروسوفت في مواجهة التحديات المتعلقة بانتشار ويندوز 11، تبدو آبل في وضع يسمح لها بتعزيز موقعها كبديل رئيسي لكل من يبحث عن تجربة حوسبة متكاملة بعيدة عن التعقيد.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً