مصر تسجل نموًا غير مسبوق في قطاع الاتصالات خلال العقد الأخير

شهد قطاع الاتصالات في مصر تحولًا كبيرًا خلال السنوات العشر الماضية، ليصبح أحد الركائز الأساسية للتحول الرقمي والتنمية الاقتصادية، ويرجع ذلك إلى الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية الرقمية والسياسات الحكومية الداعمة، والتي هدفت إلى توسيع خدمات الاتصالات لتشمل كل مناطق البلاد، بما في ذلك القرى والمناطق الريفية، وهو ما ساهم في دمج المواطنين في المنظومة الرقمية وتحسين جودة الاتصال.

توسعت الشبكات لتلبية احتياجات المواطنين، وتم توفير تقنيات متقدمة للجيل الرابع والجيل الخامس، ما جعل الإنترنت أكثر سرعة واستقرارًا، وعزز من انتشار الخدمات الرقمية في التعليم، التجارة، والحكومة الإلكترونية، وهو ما جعل الاعتماد على الإنترنت جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية.

مشتركو الإنترنت

ارتفع عدد مشتركي الإنترنت عبر الهاتف المحمول إلى 90.64 مليون مستخدم حتى يوليو 2025، مقارنة بـ88.51 مليون مستخدم في يونيو من نفس العام، وهو ما يعكس نموًا مستمرًا في الطلب على الخدمات الرقمية، ويؤكد نجاح السياسات التي تهدف إلى دمج التكنولوجيا في مختلف جوانب الحياة، بالإضافة إلى زيادة الاعتماد على التطبيقات الذكية والخدمات المالية الرقمية، التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من تجربة المستخدم.

تزامن هذا مع توسع خدمات الإنترنت الثابت، حيث بلغ عدد مشتركيه 12.18 مليون مستخدم، مدعومًا بمشروعات تطوير ضخمة لشبكات الألياف الضوئية، بالتعاون بين وزارة الاتصالات وشركات الاتصالات الوطنية، ما عزز من سرعة الشبكة واستقرارها، وخلق بيئة رقمية متقدمة تدعم التعليم عن بعد والخدمات الحكومية الذكية والتجارة الإلكترونية.

البنية التحتية

نفذت مصر استثمارات كبيرة لتحديث البنية التحتية لشبكات الاتصالات، بما في ذلك توسيع نطاق تغطية الشبكات في المناطق النائية، وتركيب محطات جديدة لتعزيز جودة الاتصال، مع تحديث الأنظمة القائمة لضمان استقرار الشبكة وتقديم خدمات عالية الأداء. كما تم تفعيل شبكات الجيل الخامس في عدد من المدن الكبرى، ما يجعل تجربة المستخدم أكثر سلاسة وسرعة، ويضع مصر ضمن الدول الرائدة في تبني التقنيات الحديثة.

مؤشرات دولية

شهدت مصر تحسنًا ملموسًا في المؤشرات العالمية، حيث ارتفعت نقاطها في مؤشر الأمم المتحدة لعدد مستخدمي الإنترنت بنحو 40 نقطة خلال العقد الماضي، وهو ما يعكس النجاح في بناء مجتمع رقمي يعتمد على التكنولوجيا والمعرفة، ويعزز من مكانة مصر على خريطة الاتصالات العالمية، كما يفتح المجال أمام فرص اقتصادية جديدة في قطاعات التجارة الإلكترونية، الخدمات المالية الرقمية، والتعليم عن بعد.

يؤكد هذا النمو المتواصل أن قطاع الاتصالات أصبح عنصرًا رئيسيًا في استراتيجية الدولة لتحقيق التنمية المستدامة، ويعكس قدرة مصر على مواكبة التطورات التقنية العالمية، وتوفير خدمات متقدمة لجميع فئات المجتمع، مع ضمان استمرارية التطوير والتحديث لمواكبة الطلب المتزايد على الإنترنت عالي السرعة.