جوجل تعيد تشغيل محطة نووية أمريكية لتغذية مراكز ذكائها الاصطناعي بالطاقة النظيفة
شركة جوجل
ياسين عبد العزيز
أعلنت شركة “جوجل” عن اتفاق استراتيجي مع مجموعة “نيكستيرا إنرجي” الأمريكية لإعادة تشغيل محطة “دوان أرنولد” النووية الواقعة في ولاية آيوا، بعد نحو تسع سنوات من إغلاقها الكامل.
وتُعد هذه الخطوة جزءًا من خطة طموحة تسعى من خلالها عملاقة التكنولوجيا إلى تأمين إمدادات كهربائية نظيفة ومستقرة لتغذية مراكز البيانات العملاقة التابعة لها، خصوصًا في ولاية كاليفورنيا التي تواجه زيادة هائلة في استهلاك الطاقة نتيجة التوسع الكبير في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
شراكة استراتيجية
وبحسب البيان المشترك الذي أصدرته الشركتان، فإن إعادة تشغيل المحطة من المقرر أن تتم مطلع عام 2029، لتبدأ بتزويد الشبكة الكهربائية بطاقة نظيفة خلال الربع الأول من العام نفسه.
وأكد البيان أن هذا المشروع يمثل حجر الزاوية في شراكة طويلة الأمد بين “جوجل” و“نيكستيرا”، تهدف إلى تعزيز الاعتماد على الطاقة النووية بوصفها خيارًا مستدامًا وآمنًا، يوفر لجوجل قدرة تشغيلية مستقرة لمراكزها الرقمية التي أصبحت العمود الفقري للبنية التحتية الرقمية الحديثة.

ويأتي هذا المشروع ضمن رؤية جوجل للتحول إلى الاعتماد الكامل على الطاقة الخضراء بحلول عام 2030، إذ ترى الشركة في الطاقة النووية حلًا واقعيًا لتغطية الفجوة بين الطموحات البيئية والاحتياجات المتزايدة للطاقة التي تفرضها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، فبينما تُعتبر الطاقة الشمسية والرياح مصادر نظيفة، إلا أن تقلبها وعدم ثبات إنتاجها يجعل المفاعلات النووية أكثر موثوقية لتشغيل خوادم الذكاء الاصطناعي على مدار الساعة.
طفرة في الطاقة
ويمثل هذا الاتفاق المشروع النووي الثالث الذي تجمع فيه جوجل ونيكستيرا خلال ثلاث سنوات فقط، بعد مشروع “باليزاديس” في ولاية ميشيجان عام 2023، ومشروع “ثري مايل آيلاند” في بنسلفانيا عام 2024.
ويشير ذلك إلى عودة قوية للصناعة النووية في الولايات المتحدة بعد سنوات من التراجع وغياب الاستثمارات الجديدة.
وتزامن هذا التحرك مع طفرة عالمية في الطلب على الطاقة، مدفوعة بالتوسع الكبير في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على تشغيل نماذج ضخمة تتطلب خوادم متصلة ومراكز بيانات تعمل بلا انقطاع، وهو ما ضاعف من استهلاك الكهرباء في كبرى شركات التكنولوجيا.
وتؤكد التقارير أن استهلاك الطاقة في مراكز بيانات جوجل وحدها ارتفع بأكثر من 40% منذ عام 2022، ما دفع الشركة للبحث عن مصادر نظيفة وموثوقة لتلبية احتياجاتها.
مستقبل أكثر كفاءة
وتحاول الشركات التقنية الكبرى، مثل مايكروسوفت وأمازون، السير على نهج مماثل لضمان استدامة عملياتها الرقمية، وتُراهن هذه الشركات على المفاعلات النووية المعيارية الصغيرة (SMRs) التي تُعد الجيل القادم من الطاقة النووية، لما توفره من أمان أعلى وكفاءة تشغيلية أكبر، لكنها لا تزال في مراحل التطوير، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيلها على نطاق واسع بنهاية العقد الحالي.
وفي الوقت نفسه، تتجه الشركات نحو إعادة تأهيل المحطات النووية القديمة التي أُغلقت لأسباب اقتصادية أو تنظيمية، مثل محطة “دوان أرنولد”، لتوفير طاقة فورية تغذي مراكز البيانات دون الإضرار بالبيئة أو زيادة الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتُعد هذه السياسة بمثابة جسر مؤقت يربط بين احتياجات الطاقة الحالية والحلول المستقبلية المستدامة.
ومن المتوقع أن يُسهم تشغيل المحطة في دعم الاقتصاد المحلي بولاية آيوا من خلال توفير مئات الوظائف الفنية والهندسية، إلى جانب تعزيز شبكة الكهرباء الأمريكية بطاقة نظيفة ومستقرة.
ويرى محللون أن هذه الخطوة تعكس تحوّلًا استراتيجيًا في سياسة الطاقة لدى كبرى شركات التكنولوجيا، التي لم تعد تكتفي بدور المستهلك، بل باتت فاعلًا رئيسيًا في إعادة تشكيل ملامح سوق الطاقة العالمي.
وفي ظل تزايد الضغط لتقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق الحياد المناخي، يبدو أن الطاقة النووية قد استعادت موقعها كأحد الأعمدة الأساسية لمستقبل الطاقة النظيفة، حيث تسعى جوجل لأن تكون في مقدمة هذا التحول الذي سيحدد شكل الصناعة الرقمية خلال العقود المقبلة.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً