البريد المصري يسهّل استقبال الحوالات الدولية بخدمة سريعة وآمنة بالرقم القومي فقط

في إطار خطتها لتطوير خدماتها المالية وجعلها أكثر شمولًا لجميع فئات المجتمع، أعلنت الهيئة القومية للبريد عن إتاحة خدمة استقبال الحوالات الدولية باستخدام بطاقة الرقم القومي فقط، دون الحاجة إلى حساب مصرفي أو أي إجراءات معقدة. 

وتأتي هذه الخطوة لتؤكد الدور المتنامي للبريد المصري كمؤسسة وطنية قادرة على تقديم حلول مالية متكاملة تواكب التطور التكنولوجي وتدعم التحول نحو الشمول المالي في مصر.

تُعد الخدمة الجديدة واحدة من أبرز الابتكارات التي تتيح للمواطنين استلام أموالهم من الخارج بسهولة وسرعة غير مسبوقة، حيث يمكن صرف المبلغ في مدة لا تتجاوز ساعتين فقط من لحظة الإرسال، في حين تضمن الأنظمة الإلكترونية الحديثة المستخدمة أعلى درجات الأمان والدقة في تنفيذ التحويلات المالية. 

وتأتي هذه الخطوة لتسهيل حياة ملايين المصريين العاملين بالخارج، الذين يعتمد ذووهم على الحوالات كمصدر رئيسي للدخل.

إجراءات بسيطة

تتميز الخدمة بكونها متاحة لجميع المواطنين دون تمييز، إذ يمكن لأي شخص يحمل بطاقة رقم قومي سارية استلام الحوالة مباشرة من أي مكتب بريد على مستوى الجمهورية، دون الحاجة إلى فتح حساب بنكي أو تقديم مستندات إضافية. 

وتُصرف جميع التحويلات بالعملة المحلية بما يضمن الوضوح والسهولة للمستفيدين، ويجنّبهم تقلبات أسعار الصرف أو التعقيدات المرتبطة بالتعامل بالعملات الأجنبية.

وتسعى الهيئة القومية للبريد من خلال هذه الخدمة إلى استقطاب شرائح واسعة من المواطنين، خصوصًا في المناطق الريفية والنائية التي لا تتوفر فيها خدمات مصرفية كافية، لتصبح مكاتب البريد بمثابة بوابات مالية موثوقة تسهّل حياة الناس اليومية وتقرّب الخدمات من أماكن إقامتهم. 

وتندرج هذه المبادرة ضمن استراتيجية البريد المصري للتحول إلى مؤسسة مالية متكاملة تقدم خدمات دفع إلكتروني وتحويلات وحلول ادخارية بجانب خدماتها التقليدية.

سرعة وأمان

تُعد سرعة التنفيذ من أبرز مميزات الخدمة، إذ يمكن استلام المبلغ في أقل من ساعتين من لحظة إرساله من الخارج، وهو ما يجعل البريد المصري منافسًا قويًا للبنوك وشركات التحويل الخاصة. 

وتعتمد الهيئة على منظومة إلكترونية متطورة تضمن دقة المعاملات وتتبعها بشكل لحظي، إلى جانب ربطها بالمعايير المصرفية الدولية التي تكفل حماية بيانات العملاء ومنع أي أخطاء أو تأخير في التحويلات.

ويأتي ذلك ضمن جهود الدولة لتعزيز دور التكنولوجيا في دعم الاقتصاد الوطني وتسهيل الخدمات المالية، بما يتيح للمواطنين الوصول إلى أموالهم بسرعة وأمان، خصوصًا في ظل الزيادة المطردة في عدد المصريين المقيمين بالخارج الذين يرسلون تحويلاتهم لعائلاتهم في الداخل.

توسع مستمر

أكدت الهيئة القومية للبريد أن إطلاق خدمة استقبال الحوالات الدولية بالرقم القومي يأتي ضمن خطة توسعها في تقديم الخدمات الرقمية والمالية الحديثة، التي تهدف إلى جعل البريد المصري محورًا رئيسيًا في منظومة الشمول المالي. 

كما أشارت إلى أن الخدمة لا تقتصر على تلقي الحوالات فحسب، بل تمهد الطريق لمزيد من الخدمات المستقبلية مثل التحويل الإلكتروني المحلي والدفع عبر المحافظ الرقمية التي يديرها البريد.

ويبلغ عدد مكاتب البريد المنتشرة في أنحاء الجمهورية أكثر من أربعة آلاف مكتب، ما يجعل الخدمة متاحة على نطاق واسع، ويضمن وصولها إلى مختلف الفئات الاجتماعية والمناطق الجغرافية، بما في ذلك القرى والمراكز البعيدة. 

ويأتي هذا التوسع ليجعل البريد المصري حلقة وصل حقيقية بين الداخل والخارج، تجمع بين التكنولوجيا الحديثة والبساطة في الإجراءات، لتقديم تجربة مالية آمنة وسريعة تناسب احتياجات العصر.

وتبرز هذه الخطوة كدليل واضح على التوجه الجديد الذي تتبناه الهيئة نحو تحويل مكاتب البريد إلى مراكز خدمات مالية متكاملة، تدعم المواطنين في تلبية احتياجاتهم اليومية وتمنحهم الثقة في التعامل مع مؤسسة وطنية راسخة الجذور. 

ومع استمرار تطوير الأنظمة الإلكترونية وتوسيع نطاق الخدمات، يبدو أن البريد المصري يرسخ موقعه كمنافس قوي في سوق الخدمات المالية، يجمع بين التاريخ العريق والرؤية الرقمية للمستقبل.