بعد أرباح بلغت 102.5 مليار دولار.. أبل تستعد لتوسيع شراكات الذكاء الاصطناعي عالميًا خلال 2026
أبل
ياسين عبد العزيز
تواصل شركة أبل ترسيخ مكانتها كأحد أعمدة الابتكار في العالم التقني، بعد أن أعلنت عن أرباح ضخمة بلغت 102.5 مليار دولار خلال الربع الرابع من عام 2025، في وقت تستعد فيه الشركة للدخول في مرحلة جديدة من التعاون مع شركات الذكاء الاصطناعي العالمية، هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية أبل لتوسيع منظومتها المعروفة باسم Apple Intelligence، التي تمثل محور تطوير الجيل القادم من خدماتها الذكية وأنظمتها التشغيلية.
توسع تقني جديد
أكد تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، في مقابلة مع شبكة CNBC، أن العام 2026 سيشهد تحولات مهمة في طريقة تعامل الشركة مع الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن أبل لا تنظر إلى هذه التقنية بوصفها منتجًا مستقلًا، بل باعتبارها جوهرًا مدمجًا في منظومة أجهزتها وخدماتها.
وقال كوك إن الشركة تعمل على إبرام شراكات جديدة مع شركات متخصصة في الذكاء الاصطناعي التوليدي، بهدف تحسين قدرات التحليل والتفاعل داخل أجهزتها، لاسيما بعد نجاح ميزات “Apple Intelligence” المدمجة في نظامي iOS 18 وmacOS Sequoia.
ويبدو أن تركيز أبل سينتقل خلال المرحلة المقبلة من تطوير البنية التحتية إلى تحسين تجربة المستخدم المبنية على الذكاء الاصطناعي التفاعلي، إذ تسعى الشركة إلى جعل أجهزتها قادرة على “الفهم” و“التعلّم” من سلوك المستخدم، وليس فقط تنفيذ الأوامر.
تحديات الإمدادات
ورغم الأداء المالي القوي، أقر كوك بأن الشركة ما زالت تواجه تحديات في الإمدادات لبعض طرازات سلسلة آيفون 17، بالإضافة إلى بعض إصدارات آيفون 16 التي أُطلقت العام الماضي.
وأوضح أن هذه الصعوبات ترتبط بسلاسل التوريد العالمية، إلا أن الطلب القوي على منتجات الشركة خفّف من تأثيرها على المبيعات الكلية.

وأشار كوك إلى أن الشركة تتوقع موسم عطلات قويًا، متنبئًا بنمو يتراوح بين 10% و12% في الإيرادات خلال الربع الأخير من العام، مدعومًا بمبيعات الأجهزة المحمولة، وساعات أبل، وخدمات الاشتراك الرقمي التي تمثل أحد أسرع القطاعات نموًا لدى الشركة.
وتراهن أبل على مبيعات أجهزة MacBook المزودة بمعالجات M4 الجديدة، وعلى توسع خدماتها السحابية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لتقوية موقعها في مواجهة المنافسين، خصوصًا بعد التوسع الكبير لشركات مثل Microsoft وGoogle في نفس المجال.
سيري الجديدة
أما المفاجأة الأبرز، فكانت إعلان كوك عن إطلاق النسخة الجديدة من المساعد الصوتي سيري Siri في عام 2026، بعد سلسلة من التأجيلات التقنية والتنظيمية.
وأكد أن هذا الإصدار سيكون بمثابة “قفزة نوعية” في تفاعل المستخدمين مع أجهزتهم، إذ سيعتمد على تقنيات فهم السياق اللغوي وتحليل النية، ليتمكن من الرد بطريقة طبيعية وشخصية أكثر.
وأوضح كوك أن سيري الجديدة ستُدمج بعمق مع منظومة Apple Intelligence، ما يجعلها قادرة على الوصول إلى البيانات من مختلف التطبيقات في الوقت الفعلي، وتنفيذ المهام المعقدة مثل تلخيص البريد الإلكتروني، أو اقتراح المواعيد، أو تنسيق العمل بين الأجهزة.
ولفت إلى أن الهدف النهائي هو جعل الذكاء الاصطناعي “شريكًا” في الاستخدام اليومي وليس مجرد أداة تنفيذ.
ضغوط اقتصادية
ورغم النجاحات التقنية والمالية، تواجه أبل ضغوطًا متزايدة نتيجة البيئة التجارية العالمية، إذ تكبدت الشركة 1.1 مليار دولار من الرسوم الجمركية الإضافية خلال الربع المنتهي في سبتمبر، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 1.4 مليار دولار في الربع الأخير من العام، نتيجة استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وعدد من الشركاء الآسيويين.
كما تعمل أبل على إعادة هيكلة بعض خطوط إنتاجها خارج الصين نحو دول أخرى مثل الهند وفيتنام، لتقليل الاعتماد على المصانع الصينية وضمان استقرار الإمدادات في المدى البعيد، وهو ما قد يعيد رسم خريطة التصنيع الخاصة بالشركة خلال السنوات المقبلة.
ويرى محللون أن التوجه الجديد نحو الذكاء الاصطناعي سيجعل أبل أكثر قدرة على المنافسة، خاصة مع زيادة استثماراتها في البحوث وتطوير البرمجيات الذكية، إذ تسعى إلى خلق تجربة متكاملة تجمع بين الأداء العالي، والخصوصية، وسهولة الاستخدام.
بهذا، تدخل أبل عام 2026 بخطة مزدوجة تجمع بين التوسع في الذكاء الاصطناعي وتحسين سلاسل التوريد، في مسار يبدو أنه سيمثل ملامح الجيل القادم من منتجات الشركة، حيث لم تعد أبل تراهن على الأجهزة فقط، بل على منظومة ذكية متكاملة تُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والتقنية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً