أبل وميتا تتصدّيان لشركات التجسس الإسرائيلية داخل إدارة ترامب الأميركية

تواجه شركتا أبل وميتا، المالكة لتطبيق واتساب، تحديات أمنية متصاعدة بعد تحركات شركات التجسس الإسرائيلية لتعزيز وجودها داخل السوق الأميركية.

وتتعهد الشركتان بمواصلة تحذير المستخدمين حول العالم من أي محاولات لاختراق هواتفهم باستخدام برمجيات متطورة تُستخدم من قبل حكومات أو جهات أمنية.

ويأتي ذلك في ظل تصاعد المخاوف المتعلقة بالخصوصية والأمن الرقمي، حيث أصبحت أدوات التجسس أكثر قدرة على التسلل وجمع البيانات دون علم المستخدم.

تهديد مستمر

تسعى أبل وميتا إلى التصدي لأي نشاط مشبوه مرتبط بشركتي Paragon Solutions وNSO Group، اللتين كثفتا اتصالاتهما مع إدارة الرئيس دونالد ترامب في محاولة لإعادة الدخول إلى السوق الأميركية.

وتكشف الصحف البريطانية أن شركة Paragon Solutions المطورة لأداة التجسس Graphite وقّعت اتفاقًا مع إدارة ترامب يمنح وكالة الهجرة والجمارك الأميركية حق الوصول إلى واحدة من أكثر أدوات القرصنة تطورًا في العالم.

ويُعيد هذا الاتفاق الجدل حول العلاقة بين التكنولوجيا والأمن القومي بعد أن كانت وزارة الأمن الداخلي الأميركية قد جمّدت العقد ذاته خلال إدارة الرئيس جو بايدن.

جدل قانوني

ويرجع السبب وراء تجميد العقد سابقًا إلى مخاوف تتعلق بتوافقه مع الأمر التنفيذي الصادر عام 2023، الذي يحظر استخدام برامج تجسس أجنبية قد تشكل خطرًا على الأمن أو تمس بحقوق الإنسان.

وبدأت قصة الاتفاق عندما دخلت شركة Paragon في مفاوضات أولية مع وكالة الهجرة الأميركية عام 2024 في عهد بايدن، ومرّ العقد دون متابعة دقيقة من البيت الأبيض حتى كشفت عنه مجلة Wired لاحقًا.

وأدت المراجعة القانونية إلى تعليق مؤقت للعقد قبل أن تعيد إدارة ترامب تفعيله هذا العام، ما فتح الباب أمام استخدام أداة Graphite داخل الأراضي الأميركية رغم التحذيرات المتكررة من منظمات الخصوصية.

استعادة السمعة

تسعى NSO Group المطورة لبرنامج بيجاسوس الشهير إلى إعادة بناء سمعتها داخل الولايات المتحدة بعد سنوات من الملاحقة والعقوبات، وعينت الشركة سفيرًا أميركيًا سابقًا كمستشار جديد لها بهدف تسهيل رفع القيود واستعادة الثقة مع الجهات الحكومية.

وتندرج هذه الخطوة ضمن محاولات أوسع لإعادة تأهيل شركات التجسس الإسرائيلية التي تورطت سابقًا في عمليات اختراق طالت صحافيين ونشطاء وسياسيين حول العالم.

ويؤكد خبراء الأمن السيبراني أن تساهل الإدارة الأميركية الجديدة مع هذه الشركات قد يفتح الباب أمام انتهاكات واسعة للخصوصية، إذ تظل أدوات مثل Graphite وPegasus من أكثر البرمجيات قدرة على التسلل وجمع البيانات دون علم المستخدم.