“شاهين 3”.. حاسوب سعودي عملاق يقود التحوّل العلمي والتقني بالشرق الأوسط

أعلنت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) عن تشغيل الحاسوب العملاق “شاهين 3”، الذي يُعدّ الأقوى في الشرق الأوسط، ويعتمد على نظام HPE Cray EX مع تقنية التبريد المباشر بالسائل، ويضم 2800 وحدة من معالجات NVIDIA GH200 Grace Hopper Superchip، لتوفير قدرة معالجة تفوق ثلاثة أضعاف الجيل السابق، ما يعكس التزام المملكة بتعزيز مكانتها العلمية والبحثية، ضمن أهداف رؤية 2030 لتسريع الابتكار والتحوّل التقني والاقتصادي.

ريادة إقليمية

بحسب تصنيف TOP500 للحواسيب العملاقة، احتل شاهين 3 المركز الأول في الشرق الأوسط والمركز الثامن عشر عالميًا، ويشكل نقطة تحول تقنية بفضل تصميمه الفائق وكفاءته العالية.

كما حصلت كاوست على تراخيص رسمية من مكتب الصناعة والأمن الأمريكي لتشغيل وحدات معالجة الرسومات، ما يتيح فتح قسم GPU للباحثين في مطلع 2026، لتسريع المشاريع البحثية عالية المستوى في مختلف المجالات العلمية والتقنية.

تطبيقات علمية

يمثل شاهين 3 ركيزة أساسية لتطوير النماذج اللغوية العربية المتقدمة، مع مراعاة خصوصية اللهجات والسياق الثقافي، ما يمكّن الباحثين من إنشاء تطبيقات تعليمية وخدمات حكومية وإبداعية دقيقة وموثوقة، كما يدعم مشروع التوأم الرقمي لشبه الجزيرة العربية لمحاكاة العمليات الجوية والبحرية والبرية، وتحليل الظواهر المناخية والكوارث الطبيعية وإدارة الموارد البحرية بشكل دقيق، بما يعزز جاهزية المملكة لمواجهة التحديات البيئية.

قطاعات متعددة

في مجال الزراعة الذكية وإدارة الموارد المائية، يتيح الحاسوب تطوير نماذج متقدمة للمراقبة الآلية وتحليل البيانات الزراعية، بما يحسن إنتاجية المحاصيل الإستراتيجية ويعزز الأمن الغذائي، كما يسهم في قطاع الطاقة والعلوم الكيميائية عبر مختبر روبوتي ذكي (AIChemist) لتسريع تطوير المواد والعمليات الكيميائية، فيما يدعم الرعاية الصحية بتطوير تشخيص الأمراض النادرة، وتحسين التصوير الطبي، واكتشاف الأدوية، وتقديم رعاية صحية شخصية باستخدام الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار القابلة للارتداء.

أشاد البروفيسور إدوارد بيرن رئيس كاوست بأهمية شاهين 3، مؤكّدًا أن المملكة ستحتل مكانة رائدة في الاكتشافات العلمية القائمة على الحوسبة الفائقة، بينما قالت تريش دامكروجر من HPE إن الحاسوب يمثل محطة فارقة للشرق الأوسط ويعزز مساهمات كاوست في المجتمع العلمي العالمي، مع تقديم بنية تحتية متطورة لدفع حدود الابتكار بالذكاء الاصطناعي إلى مستويات جديدة.

مع وصول شاهين 3 للمرتبة الثامنة عشرة عالميًا، أصبح من الممكن تنفيذ أبحاث متقدمة في مختلف المجالات، ما يحوّل كاوست إلى منارة علمية عالمية تدعم التنمية المستدامة وتقديم حلول للتحديات الإقليمية والدولية، ويعكس بوضوح نمو قدرات المملكة في العلوم والتقنية، ويؤكد موقعها كلاعب محوري في مستقبل الابتكار والبحث العلمي.