هواوي تستعد لقلب موازين التقنية بإطلاق جهاز MatePad Edge بمواصفات خارقة تتحدى الحواسيب المحمولة

تتجه أنظار عشاق التقنية حول العالم صوب الصين يوم الخامس والعشرين من نوفمبر الجاري، حيث تستعد شركة هواوي لعقد حدث تقني ضخم، ولن يقتصر هذا الحدث المنتظر على الهواتف الذكية فحسب، بل سيكون منصة لاستعراض عضلات الشركة في سوق الأجهزة اللوحية.

وتعتزم الشركة الكشف عن سلسلة هواتف Mate المنتظرة، إلى جانب الجيل الجديد من الهواتف القابلة للطي Mate X7، إلا أن المفاجأة الأبرز تكمن في تقديم جهاز MatePad Edge الجديد كلياً، الذي يعد بنقلة نوعية في مفهوم الإنتاجية المتنقلة.

قفزة نوعية

يأتي هذا الجهاز ليردم الفجوة بين الأجهزة اللوحية والحواسيب المحمولة بشكل غير مسبوق، حيث يعتمد تصميماً هجيناً من نوع "2 في 1"، ما يمنح المستخدم مرونة عالية في التنقل بين أنماط العمل المختلفة، سواء للترفيه أو لإنجاز المهام المكتبية المعقدة.

ويستند الجهاز في عمله إلى نظام تشغيل HarmonyOS المتطور من هواوي، الذي صمم خصيصاً لتوحيد تجربة الاستخدام عبر أجهزة الشركة، موفراً سلاسة فائقة في الربط بين الهاتف والجهاز اللوحي، مع واجهة مستخدم تدعم تعدد المهام بكفاءة عالية.

ولعل أبرز ما يميز هذا الوحش التقني هو المواصفات الداخلية التي تتفوق على العديد من الحواسيب، إذ تشير التسريبات المؤكدة إلى أن الجهاز سيتوفر بذاكرة وصول عشوائي (RAM) تصل إلى 32 جيجابايت، وهو رقم قياسي في عالم الأجهزة اللوحية.

ولا تتوقف مفاجآت الذاكرة عند هذا الحد، بل تمتد لتشمل سعة تخزين داخلية ضخمة تصل إلى 2 تيرابايت، ما يعني قدرة الجهاز على تخزين مكتبات ضخمة من الملفات ومقاطع الفيديو عالية الدقة، دون الحاجة المستمرة للاعتماد على وحدات تخزين خارجية.

وقد رصد المراقبون إدراج هواوي للجهاز بالفعل عبر متجرها الرسمي Vmall، فاتحةً باب الطلب المسبق للجمهور، حيث ظهر الجهاز بعدة تكوينات تبدأ من 16 جيجابايت للرام مع مساحات تخزين تتراوح بين 256 و512 جيجابايت، وصولاً للنسخ الاحترافية العليا.

تصميم هندسي

وعلى صعيد التصميم الخارجي، حرصت هواوي على تقديم تحفة فنية تجمع بين الأناقة والمتانة، إذ يتوفر الجهاز بخيارين من الألوان الكلاسيكية هما الفضي والرمادي، ما يضفي عليه طابعاً رسمياً يناسب رواد الأعمال والمحترفين في مختلف المجالات.

ويتميز الهيكل الخلفي بوجود حامل مدمج قابل للطي، وهي ميزة تصميمية ذكية تتيح تثبيت الجهاز بوضعيات وزوايا رؤية متعددة دون الحاجة لأغلفة خارجية، مما يعزز من تجربة المشاهدة والرسم أو الكتابة لفترات طويلة.

وفيما يخص التصوير، لم تغفل الشركة هذا الجانب رغم طبيعة الجهاز العملية، حيث زودته بوحدة كاميرا خلفية دائرية الشكل تضم مستشعرين، ما يمنح الجهاز مظهراً متميزاً يتسق مع لغة التصميم الحديثة لهواتف هواوي الرائدة.

وبالانتقال إلى الواجهة الأمامية، يواجهنا الجهاز بشاشة عملاقة قياس 14.2 بوصة، وهي مساحة عرض هائلة تضع الجهاز في منافسة مباشرة مع أكبر الحواسيب المحمولة، مع توفر خيار لشاشة مضادة للوهج لضمان راحة العين أثناء العمل تحت الإضاءة القوية.

ووفقاً لما نشره المسرب التقني الشهير Digital Chat Station، فإن قلب هذا الجهاز ينبض بمعالج Kirin 9 PC، وهي شريحة معالجة جديدة يبدو من تسميتها أنها مصممة لتقديم أداء يحاكي أداء الحواسيب المكتبية، ما يعد بأداء رسومي ومعالجة بيانات فائق السرعة.

تكامل تقني

ولضمان استمرار هذا الأداء القوي دون تراجع، زودت هواوي الجهاز بمروحة تبريد نشطة مدمجة داخل الهيكل النحيف، وهي خطوة جريئة تهدف للحفاظ على استقرار درجات الحرارة أثناء تشغيل التطبيقات الثقيلة أو الألعاب المتطورة.

وتكتمل منظومة الإنتاجية مع لوحة المفاتيح المرفقة، التي صممت بعناية فائقة لتقدم تجربة كتابة مريحة، حيث تمتاز بمشوار مفاتيح عميق نسبياً يبلغ 1.8 مم، مما يوفر استجابة لمسية ممتازة تحاكي لوحات المفاتيح الميكانيكية الفاخرة.

كما تدعم هذه اللوحة تقنية الشحن السريع بقوة تصل إلى 65 واط، ما يعني إمكانية شحن الجهاز والعمل عليه بكفاءة عالية في آن واحد، بالإضافة إلى تزويدها بلوحة تتبع (Trackpad) حساسة للضغط تدعم الإيماءات المتعددة لتسهيل التصفح.

ويأتي هذا الإطلاق ليعزز مكانة هواوي كلاعب أساسي لا يمكن تجاهله في سوق الأجهزة الذكية، حيث يعكس الجهاز رؤية الشركة لمستقبل الحوسبة المتنقلة التي لا تساوم على الأداء مقابل خفة الوزن، مقدماً حلاً شاملاً للمبدعين وصناع المحتوى.

وبذلك، تضع هواوي منافسيها في موقف حرج قبل موسم الأعياد، إذ يقدم MatePad Edge مزيجاً نادراً من القوة المفرطة والتصميم العملي، ما يجعله خياراً مغرياً لمن يبحث عن بديل حقيقي للحاسوب المحمول التقليدي بنظام بيئي متكامل.