جوجل تغيّر عرض الروابط في تطبيق الأخبار وتربك المستخدمين بطريقة غير متوقعة

تعمل جوجل في الفترة الأخيرة على إعادة تصميم تطبيق أخبار جوجل بطرق تهدف إلى تبسيط الواجهة، لكنها تسببت هذه المرة في تقليص حجم المعلومات التي تظهر للمستخدم عند استقبال روابط الفيديو.

ويؤثر هذا التغيير على أسلوب تعامل المستخدم مع المحتوى، ويضعه أمام خيار واحد يتمثل في فتح الرابط للحصول على أي تفاصيل، وهو ما يراه الكثيرون خطوة غير مريحة، خاصة أن النسخة السابقة كانت تقدم بيانات واضحة تساعدك على اتخاذ قرار سريع قبل النقر.

يظهر التغيير مباشرة عندما تستقبل رابط فيديو من يوتيوب داخل المحادثة، حيث كانت النسخة السابقة تعرض عنوان الرابط واسم الصفحة والوصف الأساسي، وهي عناصر ساعدت المستخدمين على تقييم المحتوى، وتقديم صورة أولية قبل الضغط على الفيديو، ويظهر الآن جزء واحد فقط هو المعاينة المصغرة، وغالبًا تكون أصغر من السابق، ولا تحتوي أي معلومات إضافية إلا إذا أرفق المرسل نصًا، وهذا يضعك أمام رسالة فارغة تقريبًا باستثناء الصورة.

تعتمد جوجل على فكرة جعل العرض أنظف، وإزالة العناصر التي تراها مشتتة، لكن التطبيق العملي يكشف أن إزالة البيانات الأساسية تجعل استخدام التطبيق أصعب، وتضيف خطوة إجبارية لكل فيديو لمعرفة مصدره أو طبيعته، ويعني ذلك فقدان المستخدم مساحة مهمة كان يعتمد عليها لمعرفة الجهة الناشرة، ونوع المحتوى، وما إذا كان يستحق المشاهدة، وهو ما يفسر موجة الغضب التي ظهرت بين مستخدمين يرون أن التغيير يجري في اتجاه غير مناسب.

معلومات ناقصة

توضح الصور المسربة من النسخة الحالية أن جوجل أعادت ترتيب طريقة عرض الروابط، وألغت مجموعة من التفاصيل التي كانت تظهر تحت المعاينة، ويشمل ذلك وصف الصفحة والاسم الكامل للمصدر، واكتفت الشركة بعرض أيقونة صغيرة للدومين، لكنها لا تقدم أي قيمة حقيقية، ولا تساعدك على تحديد محتوى الرابط، وتسبب هذه الخطوة ارتباكًا واضحًا لمن يشارك الفيديوهات باستمرار.

ينتج عن هذا التغيير اعتماد كامل على النقر المباشر لمعرفة المعلومات، وهو ما لا يناسب عددًا كبيرًا من المستخدمين الذين يتجنبون فتح الروابط المجهولة، ويعتمدون على البيانات النصية لإجراء تقييم سريع، وتشير ردود الفعل إلى أن التعديل جاء بطريقة مبالغ فيها من حيث التبسيط، لأن عرض المعاينة فقط دون أي وصف يجعل المحادثة أقل وضوحًا، ويقلل قيمة مشاركة المحتوى عبر التطبيق.

يتيح التطبيق للمستخدم تعديل هذا السلوك، ويمكنك العودة لعرض المعلومات القديمة عبر قائمة الإعدادات في التطبيق، وتحديد خيار إلغاء تفعيل المعاينات التلقائية أو تعطيل إظهار الصور المصغرة للروابط، وتعيد هذه الخطوة إمكانية ظهور التفاصيل النصية، وهي ميزة يعتبرها كثيرون ضرورية، خاصة مع زيادة مشاركة الفيديوهات وتعدد مصادرها، ويمنح هذا الخيار المستخدم حرية تعديل واجهته دون انتظار تحديث جديد.

تحسينات لاحقة

تعمل جوجل في الوقت نفسه على تحسينات أخرى داخل التطبيق، وتشمل ميزة صورة داخل صورة التي تتيح تشغيل الفيديو أثناء الدردشة، ويعني ذلك إمكانية الرد على المرسل دون إغلاق الفيديو، ويظهر هذا الخيار في النسخة التجريبية الحالية من Google Messages، ويتوقع أن يصل للجميع قريبًا، ويعيد هذا التحديث بعض التوازن بعد التغيير الأخير الذي قلل من وضوح الروابط.

تشير البيانات إلى أن جوجل تحاول دمج مزايا إضافية دون تعقيد، وتسعى لتطوير تجربة تركز على السرعة، لكنها تحتاج إلى معالجة تأثير إزالة المعلومات الأساسية من واجهة العرض، وهو تأثير قد يدفع بعض المستخدمين للبحث عن بدائل تقدم تفاصيل أكبر في المحادثات، ويعتمد نجاح التعديلات الجديدة على مدى قبول المستخدمين لها بعد تجربتها لفترة أطول.

تقدم النسخة التجريبية مزايا متعددة يجري اختبارها حاليًا، وقد تتوسع لاحقًا لتشمل وظائف جديدة في عرض الرسائل، وتتيح للمستخدم تشغيل الفيديو والتفاعل دون مغادرة الشاشة، وهو اتجاه يساعد على تقليل التبديل بين التطبيقات، ويضيف إلى تجربة الاستخدام قيمة عملية، لكن المشكلة الأساسية تبقى في كيفية إعادة تنظيم بيانات الروابط، وهو ما ينتظر المستخدمون رؤيته في الإصدارات القادمة.