ارتفاع استهلاك الكهرباء بسبب الذكاء الاصطناعي يهدد البنية التحتية الأمريكية

يشهد العالم طفرة متسارعة في استخدام الذكاء الاصطناعي، من التطبيقات الترفيهية على الهواتف إلى الحوسبة الصناعية المتقدمة، ومع انتشار أدوات إنشاء الصور والفيديوهات الرقمية، ارتفع الطلب على مراكز البيانات السحابية بشكل كبير.

وكشفت تقارير اقتصادية أن المصريين أنفقوا نحو 12 مليون دولار في 24 ساعة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ما يعكس حجم الاهتمام، لكن ما لا يعرفه المستخدمون أن هذه العمليات تستهلك معدلات كهربائية ضخمة تؤثر على الشبكات الوطنية.

مراكز البيانات

تواجه مراكز البيانات الأمريكية تحديًا متزايدًا مع الطلب الكبير على الذكاء الصناعي، وتشير توقعات جولدمان ساكس إلى أن استهلاك هذه المراكز قد يصل إلى 500 تيراواط ساعة سنويًا بحلول 2030، أي أكثر من 10% من إجمالي الكهرباء الوطنية.

وتستهلك الشركات الكبرى مثل OpenAI وGoogle وMicrosoft وAmazon وMeta حاليًا نحو 40 جيجاواط، وهو ما يكفي لتشغيل 30 مليون منزل، ما يضع ضغطًا هائلًا على الشبكة الكهربائية ويستدعي استثمارات ضخمة لتلبية الطلب المستقبلي.

حلول بديلة

لمواجهة هذا الضغط، لجأت بعض الشركات إلى حلول مستقلة لتوليد الطاقة، ففي تكساس، يقوم مشروع Stargate الخاص بـOpenAI بإنشاء عشرات التوربينات الغازية، بينما تخطط شركات النفط مثل Chevron لتوفير 5 غيغاواط من الطاقة بحلول 2027.

كما بنت Google خطة لمحطة نووية متقدمة في تينيسي لتغطية الطلب المتزايد على الكهرباء بحلول 2030، في حين تعتمد شركات أخرى على الطاقة الشمسية والغازية المؤقتة، إضافة إلى تحسين كفاءة الشبكات باستخدام الذكاء الصناعي ذاته لتقليل الفاقد وتحسين استغلال الموارد.

استدامة الشبكة

يشير الخبراء إلى أن دمج الذكاء الصناعي مع الطاقة يوفر فرصة استراتيجية للاقتصاد الأمريكي، فمشاريع بناء محطات جديدة وتوظيف تقنيات التحليل الذكي قد تعزز استدامة الشبكة وتقلل الانقطاعات، إضافة إلى الاستفادة من مفاعلات نووية صغيرة ومشاريع الفحم المؤقتة.

كما يُتوقع أن يحفز هذا النمو الابتكار في حلول الطاقة المستدامة، ويحول الطلب الكبير إلى فرصة اقتصادية ضخمة، مع ضمان قدرة الشبكة على التعامل مع موجات الاستهلاك المستقبلية دون انقطاع.