الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025

01:15 ص

دراسة صادمة: "الذكاء الاصطناعي" يتجاوز الكُتاب للمرة الأولى في كمية المقالات المنشورة رقمياً

ai writer

ai writer

A A

كشفت دراسة تحليلية شاملة ودقيقة أجرتها شركة "Graphite" المتخصصة في تحسين محركات البحث (SEO)، أن حجم المحتوى النصي الذي يتم إنتاجه باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي قد تجاوز، وللمرة الأولى في التاريخ الرقمي، كمية المحتوى الذي يكتبه البشر من حيث الكمية الإجمالية المنشورة على شبكة الإنترنت، مما يشير إلى تحول جذري في صناعة المحتوى، وبحلول نوفمبر $2024$، تجاوز عدد المقالات التي أنتجتها نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية، مثل "ChatGPT" و "Claude" و "Gemini"، نظيرتها المكتوبة بالكامل بواسطة الكُتّاب البشر.

تشير البيانات التي توصلت إليها الدراسة إلى أن "نسبة المحتوى المنشأ آلياً" قد استقرت عند نحو 52% من إجمالي المحتوى المنشور على الإنترنت حتى شهر مايو 2025، وهو ما يؤكد على هيمنة هذه الأدوات الجديدة، وقد ارتفعت نسبة المحتوى الذي أنتجه الذكاء الاصطناعي بسرعة هائلة وغير متوقعة منذ نهاية عام 2022.

جودة عالية

وصلت هذه النسبة إلى حوالي 39% من إجمالي المقالات التي نُشرت في نوفمبر 2023، قبل أن تتجاوز المقالات البشرية في غضون عام واحد فقط، مما يدل على "النمو المتسارع" والقبول الواسع لتقنيات الكتابة الآلية، وقد اعتمدت العديد من الشركات والمؤسسات الإعلامية الكبرى والصغيرة على نماذج الذكاء الاصطناعي.

جاء هذا الاعتماد كبديل "منخفض التكلفة" عن توظيف كُتّاب محتوى بشريين بشكل دائم ومكلف، وهو ما يسرّع من وتيرة الإنتاج، وقد أكدت دراسات منفصلة أخرى، مثل تلك التي أجراها معهد "MIT" المرموق، أن جودة المحتوى الآلي أصبحت "تنافس المحتوى البشري" في كثير من الحالات، بل وتتفوق عليه أحياناً في الدقة والاتساق.

الأخطر من ذلك هو أنه أصبح من "الصعب جداً" على الجمهور العادي تمييز المحتوى الذي كُتب بواسطة الذكاء الاصطناعي عن المحتوى الذي أنتجه إنسان، مما يطرح تحديات أخلاقية جديدة، لكن الدراسة نبهت إلى وجود "مفارقة مهمة" ومثيرة للاهتمام في بيانات الأشهر الأخيرة، وهي مرتبطة بأداء هذا المحتوى في محركات البحث.

تظهر الأشهر اللاحقة لاستيلاء الذكاء الاصطناعي على صدارة كمية المحتوى، "استقراراً" في نسبة المحتوى الآلي دون تحقيق نمو كبير يذكر، وهو ما يعد مؤشراً غير متوقع، ويرجّح الباحثون أن هذا "التباطؤ" ناتج بشكل أساسي عن انخفاض أداء هذا النوع من المحتوى في محركات البحث الكبرى مثل "جوجل".

أداء ضعيف

تشير البيانات الإحصائية للدراسة إلى أن حوالي 86% من المقالات التي تظهر في النتائج الأولى لـ "جوجل" ما زالت "مكتوبة بواسطة البشر"، مقابل نسبة ضئيلة جداً لا تتجاوز 14% فقط من المحتوى المنشور تعتبر من إنتاج آلي خالص، وهو ما يفسر عدم نمو المحتوى الآلي بالكمية نفسها.

يُرجّح الباحثون أن المقالات التي تنتجها الأدوات الآلية لا تحظى بمشاهدات عالية أو "تفاعل كبير" من المستخدمين، مما يقلل من الحافز لدى الناشرين والمواقع الإلكترونية للاستمرار في إنتاجها بكميات هائلة جداً، حتى لو كانت تكلفة الإنتاج منخفضة، والسبب هو عدم وصولها للجمهور المستهدف.

اعتمدت الدراسة في منهجيتها على قاعدة بيانات "Common Crawl" الضخمة لتحليل المحتوى المتاح، واستخدم الباحثون خوارزمية دقيقة من شركة "SurferSEO" للكشف المباشر عن المحتوى المكتوب بالذكاء الاصطناعي، وذلك عن طريق تصنيف المقال كـ "آلي" إذا كان أكثر من $50\%$ منه قد كُتب بهذه التقنية.

يشير الخبراء الآن إلى أن العلاقة بين الكُتّاب البشر والذكاء الاصطناعي في مجال الكتابة لم تعد تقوم على "التنافس المطلق"، بل تتحول بشكل واضح إلى "شراكة تكاملية" أو شكل من أشكال "التعايش" الإلزامي في عالم النشر الرقمي الجديد.

شراكة تكاملية

يظهر هذا التحول في وجود نوع جديد من "المحتوى الهجين"، حيث يبدأ الكاتب البشري بصياغة مسودات أولية سريعة باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، ثم يقوم بتحرير هذه المسودات وتعديلها وتحسينها لاحقاً لإضافة اللمسة البشرية القيمة، وهو نوع لم تشمله الدراسة في التصنيف.

وهذا الأمر يعني أن النسبة الحقيقية لاعتماد المحتوى المنشور على أدوات الذكاء الاصطناعي قد تكون "أعلى مما تم الكشف عنه" في الدراسة التحليلية الأولية، مما يشير إلى أن مرحلة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الكتابة قد تجاوزت نقطة اللاعودة بشكل واضح.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً