هواوي تكسر الأرقام القياسية ببيع مليون جهاز "Mate 80"

تعتلي شركة هواوي عرش المبيعات الرقمية في السوق الصيني من جديد، حيث حققت سلسلة هواتفها الرائدة "Mate 80" إنجازاً تاريخياً بتجاوز حاجز المليون وحدة مباعة خلال ثمانية عشر يوماً فقط، لتعكس هذه الأرقام الثقة المتجددة للمستهلكين في قدرة العملاق الآسيوي على الابتكار والمنافسة رغم كل التحديات التقنية الدولية.

تفوقت السلسلة الجديدة على الجيل السابق "Mate 70" بنسبة نمو بلغت مائة وخمسة عشر بالمائة، وهو ما يعد قفزة نوعية في تاريخ مبيعات فئة "Mate" الشهيرة التي تحظى بمكانة خاصة لدى عشاق التقنية، خاصة وأن الانطلاقة القوية تزامنت مع استراتيجيات تسويقية ذكية تضمنت تغيير مسميات الطرازات العليا لجذب شرائح أوسع.

تجسد هذه النتائج المذهلة قدرة هواوي على استعادة زخمها المفقود في قطاع الهواتف الذكية، حيث اعتمدت الشركة في إصداراتها الأخيرة على دمج التقنيات السيادية مع التصاميم العصرية الجذابة، الأمر الذي أدى إلى تدافع المشترين نحو مراكز البيع الرسمية والمتاجر الإلكترونية لتسجيل طلباتهم المسبقة للحصول على الإصدار الجديد.

طفرة مبيعات

يستحوذ الطراز العادي من هاتف "Mate 80" على نصيب الأسد من إجمالي الشحنات بنسبة تقدر بنحو ستة وسبعين بالمائة، ويعزى هذا الإقبال الكثيف إلى التوازن المثالي بين السعر الاقتصادي والمواصفات العالية التي يقدمها، مما جعله الخيار المفضل للمستخدمين الباحثين عن التجديد دون تكبد تكاليف باهظة جداً.

تحاول هواوي تعزيز حضورها في قطاع الهواتف الفاخرة عبر طرازي "Pro Max" والنسخة الخاصة "RS"، وعلى الرغم من أن حصتهما السوقية الحالية بلغت أربعة وعشرين بالمائة فقط، إلا أن هذا الرقم لا يعكس الطلب الحقيقي، بل يرتبط بشكل مباشر ببعض العوائق اللوجستية التي واجهتها خطوط الإنتاج خلال فترة الإطلاق الأولي.

تشير التقارير الميدانية إلى أن مشكلات سلاسل التوريد حالت دون توفر النسخ العليا بكثافة في الأسواق، فلو كانت القدرة الإنتاجية تعمل بكامل طاقتها الاستيعابية لقفزت الأرقام إلى مستويات قياسية تفوق التوقعات الحالية، وهو ما دفع الشركة لإعادة جدولة خطط الشحن لضمان تلبية كافة الطلبات المتراكمة بحلول العام المقبل.

قدرات تقنية

تخطط الشركة لبدء عملية الشحن المكثف للإصدارات الفاخرة خلال شهر يناير القادم، حيث يتوقع الخبراء أن يشهد السوق انتعاشة إضافية تساهم في رفع إجمالي المبيعات الإجمالية للسلسلة، لاسيما مع حلحلة المشكلات التقنية التي أبطأت وصول هاتف "Mate 80 RS" إلى أيدي المستخدمين الشغوفين بالتميز والسرعة.

تعتمد السلسلة الجديدة في قوتها الضاربة على معالج "Kirin" المطور كلياً داخل مختبرات هواوي، إذ يدعم هذا المعالج أداءً مستقراً وسريعاً يتكامل مع ذاكرة عشوائية ضخمة تصل سعتها إلى عشرين جيجابايت، مما يجعل الهاتف قادراً على معالجة أعتى المهام البرمجية والألعاب الثقيلة دون أي تباطؤ أو ارتفاع في الحرارة.

تتضمن منظومة التصوير في الأجهزة الجديدة خمسة مستشعرات متقدمة تعمل بتناغم تام لالتقاط أدق التفاصيل، فدائماً ما تراهن هواوي على جودة الكاميرات كعنصر جذب أساسي في هواتفها، وهو ما نجحت فيه مجدداً عبر تقديم تقنيات معالجة صور تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم لقطات احترافية في مختلف الظروف الضوئية.

هيمنة صينية

تبرز مهارة المهندسين الصينيين في تحسين تقنيات الاتصال للتعامل مع مختلف سيناريوهات الاستخدام اليومية، حيث توفر هواتف "Mate 80" استقراراً فائقاً في الشبكات وقدرة عالية على استقبال الإشارات الضعيفة، وهو ما يمنح المستخدم تجربة تواصل فريدة تعزز من قيمة الجهاز كأداة عملية لا غنى عنها في الحياة المعاصرة.

يؤكد النجاح الساحق لهذه السلسلة أن السوق العالمي ما زال متعطشاً لابتكارات هواوي المتميزة، رغم القيود التي تفرضها بعض القوى الاقتصادية، حيث تثبت الأرقام أن الجودة التقنية والولاء للعلامة التجارية هما المحركان الأساسيان لنمو المبيعات، وليس فقط التوفر في المتاجر العالمية أو دعم الأنظمة البرمجية الخارجية المشهورة.