الثلاثاء، 30 ديسمبر 2025

07:56 ص

برمجيات MacSync الخبيثة تخترق جدار حماية آبل عبر شهادات موثقة

برمجيات MacSync

برمجيات MacSync

ياسين عبد العزيز

A A

كشفت مختبرات Jamf Threat Labs في بحث تقني جديد، عن تطور خطير يهدد أمن نظام macOS العالمي، حيث رصد الخبراء نسخة إضافية من عائلة MacSync Stealer القادرة على تضليل أنظمة آبل الأمنية، وتستغل هذه البرمجية الخبيثة ثغرة في آلية Gatekeeper الشهيرة، مما يسمح لها بالعمل داخل بيئة النظام دون إثارة أي شكوك أو تنبيهات أمنية مسبقة، وهو ما يضع خصوصية ملايين المستخدمين على المحك في عام 2026 الحالي.

يستخدم المهاجمون استراتيجية ذكية تعتمد على تطبيقات خبيثة تحمل توقيع مطور صحيح، حيث يتم توثيق هذه التطبيقات رسمياً عبر نظام notarization التابع لشركة آبل، وهذا التوثيق يمنح البرمجية الضارة صك الغفران للعمل بحرية كاملة، حيث يفترض النموذج الأمني للشركة أن التوقيع الرقمي دليل قاطع على النية الحسنة للمطور، بينما الواقع يكشف عن شراء شهادات حقيقية من قنوات غير قانونية لتنفيذ هجمات سيبرانية معقدة ومنظمة.

يعتمد المخطط الإجرامي على ملف تنفيذي أول مبني بلغة Swift البرمجية، ويظهر هذا الملف أثناء الفحص الساكن الذي تجريه آبل كملف بسيط وغير ضار تماماً، مما يجعله يتجاوز مرحلة المراجعة الأولية بنجاح باهر، ولا تظهر أي سلوكيات مريبة في هذه المرحلة الحرجة من التقييم، وهو ما يعكس الفجوة الكبيرة بين ما تقدمه آبل من حماية وبين الأساليب الملتوية التي يبتكرها القراصنة للالتفاف على القوانين والأنظمة الصارمة.

فجوة التوثيق

يبدأ النشاط التخريبي الفعلي بعد استقرار التطبيق داخل جهاز الضحية بفترة وجيزة، حيث يقوم البرنامج بالاتصال ببنية تحتية بعيدة لجلب حمولات برمجية إضافية شديدة الخطورة، وبما أن هذه الحمولات لا تكون موجودة وقت عملية التوثيق والمراجعة الرسمية، فإن أدوات الفحص التلقائية تفشل تماماً في رصد أي نشاط مشبوه، مما يسمح للمهاجمين بتصميم مخططاتهم وفقاً لهذه الثغرة الزمنية والتقنية القاتلة التي تهدد سلامة البيانات الشخصية.

تتحقق عمليات التوثيق في أنظمة آبل مما يقدم لها في لحظة المراجعة فقط، ولا تمتلك القدرة على التنبؤ بما قد يجلبه التطبيق من أوامر خارجية لاحقاً، وهذا القصور التقني بات معروفاً لدى مجموعات القراصنة الذين يطورون شفراتهم باستمرار، وقد تكررت حالات مشابهة منذ عام 2020 وحتى يوليو الماضي، مما يشير إلى أن المشكلة ليست عارضة بل هي منهجية هجومية متطورة تهدف لزعزعة الثقة في بيئة عمل الماك المستقرة.

يرى المحللون الأمنيون أن النظام يعمل في إطار ما صُمم لأجله تقنياً، فالتوقيع والتوثيق لم يكونا يوماً ضماناً مطلقاً لسلامة التطبيقات إلى الأبد، بل هما وسيلة لربط البرمجيات بمطورين حقيقيين يمكن تتبعهم وسحب شهاداتهم عند اكتشاف التجاوزات، ومع ذلك فإن تزايد هذه الحالات يثير تساؤلات حول فعالية الرقابة على منح شهادات المطورين، ومدى سهولة اختراق حسابات المطورين الموثوقين لاستغلال سمعتهم في تمرير برامج التجسس والسرقة الرقمية.

مسار الحماية

تمثل هذه الطريقة في الهجوم مساراً مقلقاً يستحق المتابعة الدقيقة خلال عام 2026، وتذكرنا هذه الحوادث بأن الحذر الفردي يظل خط الدفاع الأول والأساسي لكل مستخدم، حيث ينصح الخبراء بضرورة تنزيل التطبيقات من مصادرها الرسمية فقط أو من متجر Mac App Store، وتجنب الروابط المشبوهة التي تدعي تقديم أدوات مجانية أو مقرصنة، لأنها غالباً ما تكون مغلفة بشهادات توثيق شرعية تخفي وراءها برمجيات خبيثة ومدمرة.

يؤكد التقرير الأخير أن وصول المشكلة إلى هذه المرحلة لا يعني انهيار النظام بالكامل، بل هو تنبيه لضرورة تطوير آليات الفحص لتشمل السلوك الديناميكي للتطبيقات بعد التثبيت، فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يلعب دوراً حاسماً في مراقبة الاتصالات الخارجية غير المبررة للبرامج الموثقة، وهو ما ننتظر رؤيته في تحديثات macOS القادمة، لضمان سد كافة الثغرات التي يستغلها القراصنة في سرقة كلمات المرور والبيانات البنكية الحساسة.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً