عرض استحواذ تاريخي من Perplexity على متصفح Chrome

أعلنت شركة Perplexity AI عن تقدمها بعرض نقدي ضخم للاستحواذ على متصفح Google Chrome مقابل 34.5 مليار دولار، وهو ما يعد أحد أكبر التحركات المفاجئة خلال عام 2025، ويثير جدلاً واسعاً حول مستقبل سوق المتصفحات الذي يهيمن عليه Chrome منذ أكثر من عقد.

صفقة مثيرة

تبلغ القيمة السوقية لشركة Perplexity نحو 18 مليار دولار، وقد عُرفت في الفترة الأخيرة بمحاولاتها الجريئة لاختراق أسواق كبرى، كان آخرها محاولة فاشلة هذا العام للاستحواذ على عمليات TikTok في الولايات المتحدة.

وتخطط الشركة لتمويل الصفقة الجديدة عبر مجموعة من المستثمرين الذين لم تكشف عن هويتهم بعد، رغم أنها لم تجمع سوى مليار دولار في جولات تمويل سابقة.

ويأتي هذا التحرك في توقيت حساس بالنسبة لشركة Google، إذ تواجه ضغوطاً متزايدة من وزارة العدل الأمريكية التي تسعى إلى تقليص هيمنتها على سوق البحث، وذلك بعد حكم قضائي صدر العام الماضي أكد انتهاك الشركة لقوانين مكافحة الاحتكار.

ومع اقتراب صدور قرار جديد خلال هذا الشهر، يبدو أن مصير Chrome أصبح محط أنظار العديد من الشركات، ومنها OpenAI وYahoo وApollo Global Management التي تترقب التطورات عن كثب.

أهمية كبرى

يمتلك متصفح Chrome قاعدة مستخدمين تتجاوز ثلاثة مليارات مستخدم حول العالم، وهو ما يجعله من أكثر الأصول قيمة في محفظة Google، وقد طرحت Perplexity خلال الفترة الماضية متصفحها الجديد Comet الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتهدف من وراء صفقة Chrome إلى تعزيز مكانتها في السوق ومواجهة المنافسة المتنامية من جانب OpenAI التي تعمل بدورها على تطوير متصفح يعتمد على تقنيات ذكية متقدمة.

وتعهدت الشركة في بيانها بأنها ستستمر في الإبقاء على مشروع Chromium مفتوح المصدر، كما ستستثمر ثلاثة مليارات دولار على مدى العامين القادمين لتطوير Chrome وتحسين أدائه، وأكدت أنها ستبقي على Google كمحرك البحث الافتراضي في المتصفح، في خطوة واضحة تهدف إلى طمأنة الهيئات التنظيمية وتقليل المخاوف المتعلقة بالاحتكار.

موقف جوجل

أشارت شركة Google في ردها الأولي على العرض إلى أنها لا تعتزم بيع Chrome بأي حال، وأكدت أنها ستواصل الدفاع عن موقفها القانوني عبر الاستئناف على الحكم القضائي.

وترى الشركة أن التخلي عن Chrome سيؤثر بشكل سلبي على أعمالها الأساسية في مجال البحث والإعلانات، خاصة أن حصتها السوقية في الولايات المتحدة ما زالت تتجاوز 50%، ما يجعلها في موقع قوة رغم التحديات المتزايدة.

ويرى محللون أن قرار المحكمة المرتقب سيكون محورياً في تحديد ما إذا كان من الممكن المضي في مثل هذه الصفقة، إذ أن فرض أي إجراءات لتقليص نفوذ Google قد يفتح الباب أمام عروض استحواذ مشابهة، بينما يعتقد آخرون أن Google ستقاتل بشراسة للحفاظ على واحد من أهم منتجاتها وأكثرها تأثيراً في السوق.

ومع أن العرض قد يظل بعيداً عن التنفيذ الفعلي، إلا أنه يعكس طموح شركات الذكاء الاصطناعي في التوسع خارج نطاقها التقليدي، والسعي نحو السيطرة على منصات يستخدمها مئات الملايين يومياً، وهو ما يعيد رسم ملامح المنافسة داخل قطاع التكنولوجيا العالمي خلال السنوات المقبلة.