الجمعة، 26 ديسمبر 2025

09:06 م

ميتا تطلق "مانجو" و"أفوكادو" لاستعادة صدارتها في سباق الذكاء الاصطناعي

شركة ميتا

شركة ميتا

A A

تُسارع شركة ميتا الخطى لتطوير جيل ثوري من نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة، حيث تهدف الشركة إلى طرح تقنيات مبتكرة لمعالجة الصور والفيديو والنصوص خلال النصف الأول من عام 2026، وذلك في إطار سعيها المحموم لمواكبة التطورات المتسارعة التي فرضها المنافسون في هذا القطاع الحيوي والمتنامي.

تجري عمليات التطوير السريعة والمكثفة داخل مختبر "الذكاء الفائق" التابع للشركة، والذي يشرف عليه ألكسندر وانج الشريك المؤسس لشركة Scale AI التي استحوذت عليها ميتا مؤخراً، لضمان دمج أفضل الخبرات البشرية والتقنية في بناء نماذج قادرة على محاكاة القدرات الذهنية البشرية المعقدة.

كشفت التقارير المسربة عن وجود مشروعين طموحين يحملان أسماء رمزية هي "مانجو" و"أفوكادو"، حيث يركز الأول على ثورة في عالم الوسائط البصرية والفيديو الرقمي، بينما يستهدف الثاني تطوير القدرات النصية العميقة، تمهيداً لإعادة تسميتهما وطرحهما كأدوات رسمية للجمهور العالمي والمستخدمين.

نماذج العالم

تستعرض ميتا من خلال هذه النماذج مفهوماً تقنياً جديداً يُعرف باسم "نماذج العالم"، وهي أنظمة ذكية قادرة على فهم المشاهد البصرية والاستدلال المنطقي والتخطيط المستقبلي، دون الحاجة لتدريبها المسبق على كل سيناريو محتمل، مما يمثل طفرة في قدرة الآلة على اتخاذ القرارات الذاتية والمستقلة.

أوضح رئيس المنتجات كريس كوكس خلال جلسة داخلية أن الشركة تركز حالياً على مجالات البرمجة، حيث تسعى لتطوير نماذج نصية متخصصة تساعد المطورين على ابتكار حلول برمجية معقدة بجهد أقل، مما يعزز من مكانة ميتا كمنصة متكاملة تدعم الإبداع الرقمي والتقني في مختلف المجالات.

تطمح الشركة إلى تحويل مساعدها الذكي "Meta AI" من مجرد أداة تواصل بسيطة إلى منتج رائد، عبر دمج هذه النماذج الجديدة في تطبيقاتها التي تضم مليارات المستخدمين حول العالم، لضمان تحقيق اختراق حقيقي في السوق العالمي الذي تسيطر عليه حالياً شركات مثل OpenAI وجوجل وأنثروبيك.

تحديات إدارية

واجه قطاع الذكاء الاصطناعي في ميتا تحديات هيكلية وإدارية واسعة خلال العام الجاري، شملت تغييرات في المناصب القيادية واستقطاب باحثين من شركات منافسة لتعزيز الفرق البحثية، إلا أن مغادرة بعض الكفاءات لمختبر "الذكاء الفائق" أثارت تساؤلات حول مدى استقرار البيئة العمليّة والبحثيّة داخل الشركة.

تلقى طموح الشركة ضربة قوية بعد إعلان يان لوكون كبير علماء الذكاء الاصطناعي مغادرته، حيث قرر تأسيس مشروعه الخاص بعيداً عن أروقة ميتا، مما أدى إلى زيادة الضغوط على الفريق المتبقي لإثبات قدرة الشركة على الابتكار، دون الاعتماد على الأسماء التقليدية التي صاغت مسارها السابق.

تسعى الإدارة الحالية لتجاوز هذه الأزمات عبر استثمارات ضخمة في البنية التحتية للحوسبة، حيث تعتبر النماذج القادمة بمثابة اختبار حاسم ومصيري لقدرة ميتا على البقاء في حلبة المنافسة، في ظل التسارع الرهيب في إطلاق المنتجات الذكية التي باتت تشكل ملامح الاقتصاد الرقمي العالمي الجديد.

سباق الابتكار

تعتمد ميتا في انتشار مساعدها الذكي حالياً على دمجه داخل تطبيقات فيسبوك وواتساب وإنستغرام، وهو ما يمنحها ميزة تنافسية كبرى من حيث الوصول لقاعدة جماهيرية عريضة، لكنها لا تزال تفتقر إلى المنتج "المبهر" الذي يغير قواعد اللعبة، ويجعل المستخدمين يفضلونه كخيار أول ومستقل بعيداً عن التواصل.

يمثل مختبر "الذكاء الفائق" الأمل الأخير للشركة لاستعادة بريقها التقني المفقود في السنوات الأخيرة، حيث يراقب المستثمرون والخبراء نتائج تجارب نماذج "مانجو" و"أفوكادو" بكثير من الترقب، لمعرفة ما إذا كانت ميتا ستنجح في تقليص الفجوة التقنية مع المنافسين، أم ستظل تابعة لابتكارات الآخرين.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً