ماسك يراهن على "إكس إيه آي" لتحقيق الذكاء الفائق بحلول 2026

أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك عن رؤية استراتيجية طموحة لمستقبل شركته الناشئة "إكس إيه آي"، مؤكداً خلال اجتماع داخلي حاسم في سان فرانسيسكو أن العامين المقبلين سيمثلان الاختبار الحقيقي والفاصل، لتحديد قدرة الشركة على اعتلاء عرش المنافسة العالمية في قطاع التكنولوجيا المتقدمة.

أبدى ماسك تفاؤلاً كبيراً بقدرة فريقه التقني على الصمود في وجه العمالقة، مشدداً على أن النجاح في تأمين الصدارة يتطلب تركيزاً مطلقاً على الابتكار السريع، وتجاوز العقبات البرمجية التي تواجه النماذج الحالية، لضمان بناء منظومة ذكاء اصطناعي تتفوق على كل ما هو متاح حالياً.

اعتبر ماسك أن المرحلة الراهنة هي الفرصة الذهبية لترسيخ أقدام الشركة في سوق المستقبل، مشيراً إلى أن المتغيرات المتسارعة في عالم البرمجيات تفرض واقعاً جديداً، يتطلب من "إكس إيه آي" أن تكون أكثر مرونة وجرأة في طرح الحلول التقنية التي تخاطب احتياجات البشرية المعقدة.

صراع الحوسبة

أوضح الرئيس التنفيذي للشركة أن التوسع الهائل في قدرات الحوسبة ومعالجة البيانات، يمثل حجر الأساس والشرط الجوهري للوصول إلى مرحلة "الذكاء الفائق" التي تتجاوز القدرات البشرية، معتبراً أن التفوق في هذا المضمار التقني هو السبيل الوحيد لحسم الصدارة العالمية بشكل نهائي ومطلق.

توقع ماسك أن تنجح شركته في تحقيق "الذكاء الاصطناعي العام" بحلول عام 2026، وهو المستوى الذي يضاهي العقل البشري في التفكير والتحليل والاستنتاج، معرباً عن ثقته في نموذج "جروك 5" المرتقب إطلاقه مطلع العام المقبل، والذي يمثل طفرة برمجية غير مسبوقة في هذا المجال.

كشف الملياردير الطموح عن امتلاك شركته ميزة تنافسية مالية كبرى، حيث تستند إلى قدرة تمويلية سنوية تتراوح ما بين عشرين إلى ثلاثين مليار دولار، مما يسمح لها بالاستثمار بكثافة في العتاد الصلب ومراكز البيانات العملاقة، وتوظيف أفضل العقول البرمجية والباحثين من كافة أنحاء العالم.

تكامل التقنيات

شدد ماسك على أهمية التكامل الفريد بين "إكس إيه آي" وشركة "تسلا" للسيارات الكهربائية، حيث بدأ بالفعل دمج نظام "جروك" الذكي داخل قمرات القيادة لتعزيز تجربة المستخدم، مما يعكس توجهاً استراتيجياً لتوحيد كافة التقنيات الذكية تحت مظلة استثمارية واحدة تخدم أهدافاً وغايات متعددة.

تطرق الاجتماع لأفكار ثورية وصفت بأنها خيالية من قبل بعض الحاضرين، شملت تصورات لبناء مراكز بيانات ضخمة في الفضاء الخارجي لضمان استمرارية المعالجة، وربط هذه المشاريع بخطط ماسك طويلة الأمد الرامية لاستعمار كوكب المريخ، وتوفير بنية تحتية رقمية خارج حدود كوكب الأرض.

اقترح ماسك إمكانية تكليف الروبوت "أوبتيموس" الذي تطوره تسلا بإدارة هذه المراكز الفضائية، وهو ما يجسد رؤيته لدمج الروبوتات الفيزيائية مع العقول الاصطناعية الرقمية، لخلق منظومة عمل مستقلة تماماً وقادرة على العمل في بيئات قاسية لا تستطيع الكوادر البشرية التقليدية الصمود فيها.

طموح فضائي

أبدى الموظفون المشاركون في اللقاء حماساً كبيراً تجاه هذه التوجهات الجريئة، مؤكدين أن أجواء العمل داخل الشركة تتميز بالتحدي والرغبة في كسر الحواجز التقنية المألوفة، رغم الانتقادات والشكوك التي يبديها بعض الخبراء والمنافسين حول واقعية تنفيذ هذه المشاريع الفضائية في المدى المنظور.

ردت شركة "إكس إيه آي" على استفسارات الصحافة العالمية برسائل آلية حادة، وصفت فيها التقارير التي تتحدث عن صعوبات تواجه الشركة بأنها مجرد أكاذيب تروجها وسائل الإعلام التقليدية، مؤكدة أنها تمضي قدماً في تنفيذ خططها دون الالتفات للمشككين أو المحاولات الرامية لإحباط عزيمتها.

يمثل رهان ماسك على الذكاء الاصطناعي نقطة تحول في مسيرته المهنية الحافلة، إذ يسعى لإثبات أن شركته الناشئة قوية بما يكفي لإزاحة "أوبن إيه آي" وجوجل عن عرشهما، عبر استغلال الموارد الضخمة المتاحة له، والإيمان المطلق بأن التكنولوجيا هي المفتاح الوحيد لتأمين مستقبل البشرية وتطوره.