السبت، 27 ديسمبر 2025

05:25 م

جوجل تنهي ميزة تقارير الدارك ويب رسمياً مطلع عام 2026

شركة جوجل

شركة جوجل

A A

تستعد شركة جوجل لإغلاق واحدة من أبرز أدواتها المعنية بمراقبة الخصوصية الرقمية، حيث قررت إنهاء خدمة تقارير الدارك ويب بشكل نهائي اعتباراً من شهر فبراير 2026، وذلك ضمن خطة إعادة هيكلة واسعة تستهدف التركيز على ميزات أمنية أكثر فاعلية ووضوحاً للمستخدمين الذين يعتمدون على خدماتها المتنوعة حول العالم.

بدأت الخدمة مسيرتها في عام ألفين وثلاثة وعشرين كخيار حصري لمشتركي الباقات المدفوعة، قبل أن يتم تعميمها لاحقاً لتشمل جميع أصحاب الحسابات المجانية بهدف رصد تسريبات البيانات الشخصية، حيث كانت الأداة تقوم بمسح الشبكة المظلمة للبحث عن عناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف المسربة، ثم تقديم تنبيهات فورية للمستخدمين عند العثور على أي تطابق يهدد أمنهم المعلوماتي.

تعتزم الشركة تنفيذ خطة الإغلاق التدريجي عبر وقف عمليات المسح الجديدة في منتصف شهر يناير المقبل، مما يعني أن أي اختراقات أمنية قد تحدث بعد هذا التاريخ لن تظهر في تقارير المستخدمين الحالية، وهو إجراء يمهد للحذف الكامل لكافة البيانات والملفات المرتبطة بمراقبة الشبكة المظلمة من خوادم الشركة بصفة نهائية في الموعد المحدد سلفاً.

أسباب الإغلاق

بررت جوجل هذا القرار المفاجئ بأن الأداة لم تحقق القيمة العملية المرجوة منها لدى قطاع عريض من الجمهور، إذ كشفت وثائق الدعم الفني أن الكثير من المشتركين أعربوا عن إحباطهم بسبب غياب الإرشادات الواضحة، حيث كان التقرير يكتفي بإخطار الشخص بوقوع التسريب دون تقديم مسار عملي أو خطوات تنفيذية لمواجهة التهديد بشكل احترافي ومضمون.

أظهرت النقاشات على المنصات التقنية المتخصصة وجود فجوة كبيرة بين تلقي التنبيه وفهم مستوى الخطورة الفعلي، حيث وجد المستخدمون أنفسهم أمام معلومات تثير القلق دون امتلاك الأدوات الكافية لتقييم حجم الضرر، وهو ما دفع الشركة لإعادة النظر في جدوى الاستمرار في تقديم تقارير قد تسبب إرباكاً للمستخدم بدلاً من توفير حلول أمنية متكاملة وسهلة التطبيق.

تؤكد التقارير أن التركيز على الكم دون الكيف في رصد التسريبات أضعف من فاعلية الميزة بمرور الوقت، مما جعل جوجل تفضل توجيه مواردها التقنية نحو تطوير أدوات أخرى توفر حماية استباقية وتفاعلية، بدلاً من نظام التنبيهات السلبي الذي لا يقدم سوى أخبار عن اختراقات قديمة قد يكون المستخدم قد فقد السيطرة على معالجتها أو تغيير بياناتها الحساسة.

بدائل أمنية

تنصح الشركة مستخدميها بضرورة الانتقال إلى أدوات بديلة متاحة ضمن منظومتها الأمنية المتكاملة، مثل صفحة النتائج عنك التي تتيح تتبع ظهور المعلومات الشخصية في محركات البحث العالمية، بالإضافة إلى الاعتماد على ميزة فحص الأمان لتحديث كلمات المرور وتفعيل خيارات الاسترداد المتقدمة، لضمان بقاء الحسابات بعيداً عن محاولات الاختراق المتزايدة.

يمكن للمستخدمين الراغبين في استمرار مراقبة بياناتهم اللجوء إلى خدمات خارجية متخصصة وموثوقة عالمياً، حيث توفر بعض المنصات المستقلة قواعد بيانات ضخمة ومحدثة لحظياً لكافة التسريبات الإلكترونية، مما يمنح الأفراد القدرة على حماية عدة عناوين بريد إلكتروني في آن واحد، والحصول على تفاصيل دقيقة حول مصدر الاختراق وتاريخ وقوعه الفعلي.

يشير الخبراء إلى أن توجه جوجل القادم سيركز بشكل مكثف على تقنيات مفاتيح المرور والمصادقة الثنائية، وهي حلول تهدف إلى إلغاء الاعتماد على كلمات المرور التقليدية التي يسهل تسريبها أو تخمينها، مما يجعل من الدارك ويب ساحة أقل خطورة بمرور الوقت نتيجة صعوبة استغلال البيانات المسربة في الدخول إلى الحسابات المحمية بالوسائل الحيوية المتطورة.

رؤية مستقبلية

يثير هذا القرار تساؤلات جوهرية حول فلسفة شركات التكنولوجيا في التعامل مع قضايا الأمن السيبراني الموجه للأفراد، حيث يبدو أن جوجل تبتعد عن دور المراقب السلبي لتلعب دوراً أكثر حزماً في تأمين الوصول، وذلك عبر تعزيز البنية التحتية للنظام البرمجي وجعل الاختراق أمراً شبه مستحيل تقنياً، بدلاً من ملاحقة نتائج التسريبات بعد وقوعها الكارثي.

تواصل الشركة عمليات المراقبة الداخلية للتهديدات الأمنية المعقدة لحماية أنظمتها الأساسية وخوادمها من الهجمات المباشرة، مع التأكيد على أن إيقاف التقارير الموجهة للجمهور لا يعني التخلي عن معايير الخصوصية الصارمة، بل هو تحول نحو أدوات توفر إرشادات عملية واضحة ومسارات محددة للتعامل مع المخاطر الرقمية المتنوعة التي تظهر يومياً.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً