ناسا تكشف عن مروحية مريخ ضخمة بستة أذرع دوارة لتحسين استكشاف الكوكب الأحمر

أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا عن تصاميم جديدة لمروحية مريخ ضخمة تعد بمثابة خطوة تكنولوجية جديدة في استكشاف الكوكب الأحمر، كجزء من مشروع مستقبلي يهدف إلى استكمال نجاح مروحية "Ingenuity". 

المركبة الجديدة التي تتميز بستة أذرع دوارة، وهي بحجم سيارة دفع رباعي، ستكون قادرة على حمل معدات علمية متقدمة وتنفيذ مهمات طويلة المدى على سطح المريخ.

تصميم فريد لأداء متميز

المروحية الجديدة التي أزاحت ناسا الستار عنها تُعد نسخة موسعة من سابقتها "Ingenuity"، التي حققت نجاحاً كبيراً في رحلة استكشاف المريخ، ولكن المروحية الضخمة القادمة ستكون مختلفة تماماً، حيث تتميز بستة أذرع دوارة وبتصميم ثلاثي الأرجل يمكنها من الاستقرار بسهولة أثناء الطيران فوق التضاريس الوعرة على سطح المريخ.

تتمتع المركبة بحجم مشابه لحجم سيارة دفع رباعي، مما يمكنها من حمل معدات علمية تصل إلى 11 رطلاً (حوالي 5 كيلوغرامات)، وبفضل هذه القدرة، ستكون المروحية قادرة على القيام بمهمات استكشاف دقيقة وتحليل المناطق التي يصعب على المركبات الجوالة الوصول إليها، يمكنها التحليق لمسافة تصل إلى 1.9 ميل في اليوم المريخي الواحد (حوالي 3.1 كيلومترات)، مما يتيح لها تغطية مناطق واسعة ومختلفة.

أهداف المروحية الجديدة

المروحية الضخمة التي طورتها ناسا ستساعد العلماء في جمع البيانات من مناطق مريخية صعبة المنال، مثل المناطق الجبلية والوعرة، مما يتيح لهم دراسة تضاريس المريخ بشكل أكثر شمولاً ودقة. 

وتأتي هذه المروحية ضمن خطة ناسا لتحسين تقنيات الاستكشاف على كوكب المريخ، وتكمل النجاح الكبير الذي حققته مروحية "Ingenuity" التي أظهرت إمكانيات الطيران على كوكب آخر لأول مرة في التاريخ.

تعد هذه المروحية خطوة مهمة في استكشاف المريخ، حيث تفتح آفاقاً جديدة للبحث العلمي، حيث يمكن للمركبة الطيران لمسافات طويلة وتقديم رؤى تفصيلية لمناطق لم تكن قابلة للوصول إليها سابقاً باستخدام المركبات الجوالة التقليدية.

تكملة لمشروع "Ingenuity"

إن مروحية "Ingenuity" التي أصبحت أول جسم من صنع الإنسان يطير على كوكب آخر في عام 2021، قد نجحت في إنجاز 72 رحلة في أقل من ثلاث سنوات. 

ورغم التحطم الأخير للمروحية في رحلتها في 18 يناير 2024، إلا أن هذا المشروع كان له تأثير عميق في فهم إمكانية استخدام الطائرات المروحية في المهمات الفضائية.

مهمة "Ingenuity" كانت تاريخية لأنها أظهرت للمرة الأولى كيف يمكن للطائرات أن تعمل في بيئة مريخية على الرغم من الأجواء الباردة، الهواء الرقيق والتضاريس الوعرة. 

ورغم أن المروحية الكبيرة الجديدة قد تأتي بمزيد من التحسينات في التصميم، فإنها ستستفيد من التقنيات التي تم اختبارها وتطويرها خلال المهمة السابقة.

يظل المشروع في مراحل التصور والتصميم الأولية، لكن من المتوقع أن يكون له تأثير كبير على استكشاف المريخ في المستقبل، وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حققته "Ingenuity"، لا يزال العلماء والمهندسون في ناسا يحققون في الأسباب التي أدت إلى تحطم المروحية في رحلتها الأخيرة، مما سيعزز فهمهم للطريقة التي يجب أن يتم بها تصميم المروحيات الفضائية.

من المتوقع أن تساعد المروحية الجديدة في تسريع عملية استكشاف المريخ، حيث تتيح التقنيات المتطورة إمكانية جمع البيانات بشكل أكثر دقة عن الكوكب الأحمر. 

وكلما ازدادت إمكانيات الطيران على المريخ، ازدادت فرص ناسا في فتح أبواب جديدة لاستكشاف المزيد من الكواكب والأجرام السماوية في المستقبل.

يعد مشروع المروحية الجديدة خطوة رئيسية في رحلة استكشاف المريخ وفتح أفق جديد في مجال الأبحاث العلمية، مع قدراتها المتطورة على التحليق لمسافات طويلة وحمل معدات علمية متقدمة، ستكون هذه المروحية أداة قوية لمساعدة العلماء على فهم الكوكب الأحمر بشكل أفضل، مما يعزز قدرة البشر على استكشاف الفضاء الخارجي والتفاعل معه بشكل فعال في السنوات القادمة.