"بلاك بيري".. هل يعود هذا الأسطورة في ثوب 5G وذكاء اصطناعي؟

في عام 2003، ظهر هاتف BlackBerry Quark كخطوة ثورية في عالم الهواتف المحمولة، حيث مثّل انطلاقة حقيقية لعلامة بلاك بيري التجارية. تميّز الجهاز بإطلاق نظام التشغيل الخاص ببلاك بيري لأول مرة، ما أتاح تجربة استخدام فريدة ومتكاملة. كما قدّم الهاتف أول اتصال صوتي متكامل ضمن أجهزته، مما عزز من مكانته بين المستخدمين المهنيين. إلى جانب ذلك، وفر الهاتف مجموعة من الميزات الجديدة مثل التراسل الفوري ودعم البريد الإلكتروني الآمن. وقد ساهم Quark في ترسيخ مكانة بلاك بيري كأيقونة في الاتصالات الذكية آنذاك.

العودة للواجهة.. معلومة أثارت الضجة

عاد اسم "بلاك بيري" إلى الواجهة مجددًا، بعد سنوات من الغياب والصمت، وصارت وسائل إعلام عالمية وعربية تتداول المعلومة، إثر منشور أثار ضجة كبيرة على منصة "ريديت"، حيث ادعى أحد المستخدمين أن شركة ناشئة في المملكة المتحدة تعمل بجد لإعادة إحياء الهواتف الشهيرة التي ميّزت العقد الأول من الألفية، والتي لا تزال تحتفظ بمكانة خاصة في قلوب عشاق التقنية الكلاسيكية.

فهل سنشهد بالفعل عودة هاتف بلوحة مفاتيح QWERTY في زمن الشاشات الكاملة؟ وما الذي ستقدمه "بلاك بيري الجديدة" في عصر الذكاء الاصطناعي؟

مشروع غامض.. لكن واعد؟

المصدر الأساسي للتسريبات هو منشور غير موثّق على Reddit، يشير إلى وجود شركة بريطانية ناشئة – لم يُكشف عن اسمها حتى الآن – تخطط لإطلاق هاتف جديد يحمل روح "بلاك بيري"، ويستهدف جمهورًا محددًا من المهنيين ومحبي التصميم الكلاسيكي.

الشركة تسعى حاليًا لجمع تمويل أولي من مستثمرين، كما أنها في مفاوضات للحصول على حقوق استخدام براءات اختراع "بلاك بيري"، وهي خطوة محورية لضمان الأصالة والتميّز، بعيدًا عن مجرد "تقليد" الشكل الخارجي للهاتف.

لوحة المفاتيح تعود من بعيد

في زمن أصبحت فيه الشاشات اللمسية هي القاعدة، تبرز عودة لوحة المفاتيح الفيزيائية QWERTY كعنصر مفاجئ وجريء. هذا التصميم، الذي كان أحد أبرز ما ميّز "بلاك بيري" في السابق، يبدو أنه سيعود بشكل مطور، مستندًا إلى مفهوم "الحنين التقني" الذي أصبح توجهًا ملحوظًا في عالم الأجهزة الذكية.

الهدف؟ إرضاء شريحة من المستخدمين الذين ما زالوا يجدون في الكتابة اليدوية على المفاتيح دقة وسرعة لا توفرها الشاشات الرقمية.

مواصفات تليق بعام 2026

رغم أن المشروع لا يزال في مراحله الأولى، فإن التسريبات تشير إلى أن الهاتف المرتقب لن يكتفي بالشكل الكلاسيكي، بل سيحمل معه قوة عتادية وبرمجية تواكب أحدث ما في السوق:

اتصال 5G فائق السرعة

شاشة AMOLED عالية الدقة

ذاكرة عشوائية RAM بحجم 12 غيغابايت

خيارات تخزين تصل إلى 512 غيغابايت

معالج من نوع MediaTek Dimensity

نظام التشغيل Android 15

دعم تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI)

الجمع بين هذه المواصفات والتصميم القديم سيُنتج جهازًا فريدًا من نوعه، يمزج بين الأداء العصري والطابع الكلاسيكي.

تجربة "أونوارد موبيليتي".. دروس الماضي

ليست هذه المرة الأولى التي يُحاول فيها أحدهم إعادة إحياء "بلاك بيري". ففي عام 2020، حاولت شركة Onward Mobility الأميركية تنفيذ المهمة نفسها، لكنها فشلت في إيصال المنتج إلى السوق، وانتهى المشروع رسميًا في 2022.

الفرق هذه المرة يكمن في الموقع الجغرافي والتركيز المبكر على التمويل، إضافة إلى الحديث عن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما لم يكن حاضرًا بقوة في محاولات الإحياء السابقة.

هل هناك فرصة حقيقية للنجاح؟

بين الحنين للماضي والواقع التقني المتسارع، يقف مشروع "بلاك بيري الجديدة" على مفترق طرق. فهناك شريحة من المستخدمين، خاصة في قطاع الأعمال، لا تزال تفتقد لتجربة الكتابة الدقيقة على المفاتيح المادية. وفي المقابل، يواجه المشروع تحديات ضخمة، أهمها:

• صعوبة إقناع المستخدمين بالعودة لتصميم قديم
• منافسة شرسة من عمالقة السوق مثل Apple وSamsung
• ضرورة تقديم قيمة مضافة فعلية، وليس مجرد حنين عاطفي

لكن في حال نجحت الشركة في تقديم مزيج مقنع من الأداء والتصميم والمميزات الحقيقية، فقد يكون هناك مكان لهاتف "بلاك بيري" جديد في السوق، خاصة لمن يبحث عن تجربة كتابة مختلفة أو خصوصية أعلى.

الختام: حلم أم حقيقة قريبة؟

حتى اللحظة، لا توجد تأكيدات رسمية من شركة "بلاك بيري" نفسها أو من الجهة البريطانية التي تسعى لإعادة إحياء الاسم، ما يعني أن المشروع لا يزال في طور الشائعات. ولكن كثافة التفاعل مع المنشور الأخير على Reddit تشير إلى أن السوق ما زال يحتفظ ببعض الولاء لهذه العلامة الأسطورية.

السؤال الآن ليس فقط "هل تعود بلاك بيري؟" بل: "هل يمكن لهاتف كلاسيكي أن يُثبت نفسه في عصر الشاشات الذكية والذكاء الاصطناعي؟"

الأيام القادمة قد تحمل الإجابة.