شركات التقنية تتحدى الحرب التجارية وتحقق أرباحًا قياسية رغم التصعيد

عمالقة التقنية
ياسين عبد العزيز
وسط أجواء التوترات التجارية المتصاعدة، تواصل شركات التقنية العملاقة إظهار قدرات لافتة في التكيف والتعامل مع الرياح الاقتصادية العاتية، وحققت خمس من أكبر هذه الشركات – آبل ومايكروسوفت وأمازون وألفابيت (جوجل) وميتا – إيرادات قياسية مجتمعة بلغت 450 مليار دولار خلال الربع الأول من عام 2025، ما يمثل زيادة بنسبة 10% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وتجاوزًا واضحًا لتوقعات كبار المحللين الماليين.
ورغم أن هذه الأرقام الإيجابية سبقت ذروة اشتداد الحرب التجارية بين القوى الكبرى، فإنها تكشف عن استراتيجيات متنوعة تعتمدها كل شركة لمواجهة تداعيات القيود الجمركية الجديدة، وخصوصًا في ظل التصعيد الأميركي-الصيني الأخير، وارتفاع الرسوم الجمركية على العديد من السلع التكنولوجية.
ضغط التصنيع
تُعد شركتا آبل وأمازون الأكثر تأثرًا بهذه القيود، وظهر ذلك في توقعاتهما المتحفظة للربع الثاني من العام، مما دفع بأسهم الشركتين إلى التراجع في تداولات ما بعد إغلاق السوق، بينما ارتفعت أسهم نظيراتهما، وخصوصًا مايكروسوفت وميتا.

وتحاول آبل تقليل اعتمادها على الصين من خلال نقل جزء كبير من إنتاجها إلى الهند وفيتنام، وتهدف إلى أن تُشحن معظم أجهزتها المخصصة للسوق الأميركية من هاتين الدولتين خلال الربع الحالي، وبلغت الكلفة الإضافية لهذه الخطوة حوالي 900 مليون دولار، إلا أن تأثيرها على هوامش الربح يُقدّر بنقطة مئوية واحدة فقط، وبهذا توازن آبل بين متطلبات السوق وتداعيات السياسات العالمية.
أما أمازون، فاتجهت إلى استراتيجية الشراء المسبق للبضائع، وطلبت من بائعي منصتها العالميين استخدام سياسة الاستيراد المقدم، وبهذا تُقلل من تأثير الرسوم على سلسلة التوريد، وصرّح المدير التنفيذي للشركة آندي جاسي بأن "الطلب ما زال قويًا"، مؤكدًا أن تنوع قاعدة البائعين الدوليين يمنح الشركة مرونة أكبر في تسعير المنتجات وتجاوز العقبات الجمركية.
استثمارات متواصلة
من ناحية أخرى، تبدو شركات الإعلانات الرقمية مثل ميتا وجوجل بمنأى نسبيًا عن الاضطرابات التجارية، إذ أعلنت كل منهما استقرار نشاطها الإعلاني في الأسواق الكبرى، بل ذهبت ميتا إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث رفعت إنفاقها الاستثماري المتوقع في عام 2025 إلى 72 مليار دولار، تُخصص نسبة كبيرة منه لمشاريع الذكاء الاصطناعي، وهو ما يمثل نحو 40% من إيراداتها السنوية المتوقعة.
وتؤكد ميتا بذلك عزمها على أن تصبح قوة رائدة في قطاع الذكاء الاصطناعي، في وقت بدأت فيه معظم الشركات الكبرى في التنافس على الريادة التكنولوجية، وخصوصًا في مجال الحوسبة التوليدية والروبوتات الذكية.
تفوق مايكروسوفت
أما مايكروسوفت، فحققت نتائج قوية أهلتها لتخطي حاجز 3 تريليونات دولار في القيمة السوقية، وتقدمت بذلك على آبل، ويرجع ذلك إلى اعتمادها على إنفاق الشركات والمؤسسات على البنية التحتية الرقمية، وهو إنفاق أقل تقلبًا أمام الظروف الاقتصادية العالمية، وارتفع سهم الشركة بنحو 8% بعد إعلان النتائج، في تأكيد على ثقة الأسواق باستقرارها المستقبلي.
ومع ذلك، لم تكن مايكروسوفت بمنأى تمامًا عن الضغوط، إذ اضطرت إلى رفع أسعار وحدات تحكم الألعاب Xbox وملحقاتها، وهو ما قد يشير إلى بداية موجة من ارتفاع الأسعار في القطاع، وخصوصًا في ظل تلميحات شركة آبل إلى إمكانية اتخاذ خطوة مشابهة دون إعلان رسمي حتى الآن.
وتبقى قدرة شركات التقنية الكبرى على امتصاص الصدمات الاقتصادية نابعة من تحول منتجاتها وخدماتها إلى أدوات لا يمكن الاستغناء عنها في العصر الرقمي، ويمتد تأثيرها من الهواتف الذكية وأنظمة التشغيل، إلى منصات الإعلانات والتجارة الإلكترونية، والخدمات السحابية، والشبكات الاجتماعية، وبهذا تحافظ على مرونتها واستقرارها حتى في أكثر الظروف العالمية تعقيدًا.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً