الثلاثاء، 06 مايو 2025

08:13 م

tru

من الطفولة إلى التخرج.. الإمارات تُرسّخ الذكاء الاصطناعي في مناهجها التعليمية

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

ياسين عبد العزيز

A A

في خطوة نوعية تُجسّد رؤية الإمارات المستقبلية لبناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار، أعلنت وزارة التربية والتعليم إدراج مادة الذكاء الاصطناعي كمقرر دراسي أساسي ضمن المنظومة التعليمية في المدارس الحكومية، وذلك بدءًا من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر، على أن يبدأ تطبيق المنهج الجديد اعتبارًا من العام الدراسي المقبل 2025-2026.

وتأتي هذه المبادرة ضمن إستراتيجية شاملة لتمكين الطلبة من فهم مفاهيم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، وتأهيلهم بالمعارف والمهارات اللازمة للتفاعل مع المتغيرات التكنولوجية المتسارعة، والانخراط الفعّال في سوق العمل الرقمي العالمي.

ريادة تعليمية

تُعدّ دولة الإمارات من أولى الدول عالميًا التي تُدرج الذكاء الاصطناعي كمادة دراسية متكاملة تغطي مختلف المراحل العمرية، بدءًا من الطفولة المبكرة. 

وتشير هذه الخطوة إلى إيمان الدولة بأهمية توظيف التكنولوجيا المتقدمة في بناء رأس مال بشري قادر على الابتكار والقيادة في المستقبل، تماشيًا مع رؤيتها للتحول نحو اقتصاد رقمي متكامل.

وأوضحت وزارة التربية والتعليم أن المنهج الجديد سيُسهم في تشكيل جيل ملمّ بأخلاقيات التقنية، وواعٍ بالتحديات المرتبطة بها، وقادر على تطوير حلول ذكية باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، ما يعزز من قدرة الدولة على المنافسة في ميادين الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا.

شراكات معرفية

ولتنفيذ هذا المشروع الطموح، عقدت الوزارة شراكات إستراتيجية مع جهات رائدة، أبرزها شركة "بريسايت" التابعة لمجموعة "جي 42"، وشركة "AI71"، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وكلية الإمارات للتطوير التربوي.

وتُجسّد هذه الشراكات توجهات الإمارات نحو تسريع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في بيئة التعليم، من خلال تطوير مناهج تعليمية حديثة ومعتمدة عالميًا، قادرة على تأهيل الطلبة بمهارات التفكير التحليلي، وتوظيف الخوارزميات، وتقييم النماذج الذكية، إلى جانب تعزيز الوعي الأخلاقي والتطبيقات المجتمعية المرتبطة بالتقنية.

منهج مرن

صُمم المنهج الإماراتي للذكاء الاصطناعي ليشمل سبعة مجالات محورية، تشمل المفاهيم الأساسية والخوارزميات والبيانات، إلى جانب الجوانب الأخلاقية والمجتمعية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي الواقعية، وتصميم المشاريع، والسياسات المرتبطة بالتقنية، وتمت مراعاة الفروقات العمرية في بناء وحدات المنهج، مع تحديد مخرجات تعليمية واضحة لكل مرحلة دراسية.

الذكاء الاصطناعي

في رياض الأطفال، تُقدّم المفاهيم الأولية من خلال أنشطة بصرية وألعاب تعليمية، بينما يتعلم طلبة الحلقة الأولى المبادئ الأساسية لعمل الأنظمة الذكية. 

ويخوض طلبة الحلقة الثانية تدريبات على تقييم النماذج الذكية والتعرف إلى مفاهيم التحيز في البيانات، وصولًا إلى المرحلة الثانوية التي تركز على المهارات التطبيقية المتقدمة، كالهندسة التفاعلية للأوامر واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في سيناريوهات واقعية.

تنفيذ تدريجي

أكدت الوزارة أن المنهج الجديد لن يتطلب أي تعديل في الجداول الزمنية الدراسية الحالية، بل سيتم دمجه ضمن إطار مادة "الحوسبة والتصميم الإبداعي والابتكار"، وسيُدرّس من قبل المعلمين المختصين الذين سيتلقون أدلة تعليمية متكاملة تتضمن أنشطة ونماذج وخطط دروس قابلة للتكييف بحسب طبيعة الصفوف.

وفي هذا السياق، قالت سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة التربية والتعليم، إن إدراج الذكاء الاصطناعي كمادة دراسية هو قرار إستراتيجي يعكس التزام الإمارات ببناء جيل متمكن من أدوات المستقبل. 

وأضافت أن المشروع يتجاوز مجرد تعليم التكنولوجيا، ليصل إلى تنمية الوعي التقني لدى الطلبة، وتعزيز قدرتهم على الابتكار والمنافسة محليًا وعالميًا.

وتُعدّ هذه الخطوة محطة محورية في مسيرة التعليم الإماراتي، تُترجم التزام الدولة بتعزيز مهارات القرن الحادي والعشرين، وبناء منظومة تعليمية تستبق تحديات المستقبل، وتُسهم في ترسيخ مكانة الإمارات كمركز عالمي متقدم في ميادين الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية.

search

أكثر الكلمات انتشاراً