الأربعاء، 14 مايو 2025

11:01 م

tru

"هيوماين" السعودية و"AMD" تطلقان منصة عالمية للذكاء الاصطناعي

ترامب

ترامب

ياسين عبد العزيز

A A

أعلنت شركة هيوماين السعودية، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، عن توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية مع عملاق التقنية الأمريكي AMD، تهدف إلى بناء بنية تحتية عالمية للذكاء الاصطناعي باستثمارات تصل إلى 10 مليارات دولار خلال السنوات الخمس القادمة. 

وتأتي هذه الشراكة التاريخية في وقت يشهد فيه العالم سباقًا متسارعًا على صدارة مشهد الذكاء الاصطناعي، ما يعزز مكانة المملكة العربية السعودية كفاعل رئيسي في هذا المضمار المتقدم.

بنية عملاقة

تطمح الشركتان إلى تطوير شبكة متقدمة من مراكز الحوسبة المتخصصة بالذكاء الاصطناعي، تمتد من السعودية إلى الولايات المتحدة، وتشكل "جسرًا رقميًا عالميًا" يربط الشرق بالغرب عبر تقنية متطورة. 

وستعتمد هذه المراكز على قدرة حوسبة هائلة تصل إلى 500 ميجاواط، بما يعادل الأداء الحوسبي لحواسيب إكسافلوب العملاقة، كما ستستخدم أحدث تقنيات AMD بما فيها معالجاتها المتقدمة وأنظمتها المفتوحة المصدر لتسريع عمليات الذكاء الاصطناعي.

وتُعد البنية التحتية الجديدة الأولى من نوعها عالميًا من حيث الانفتاح وسهولة الوصول، إذ تم تصميمها لتكون مفتوحة المصدر، ما يعني إتاحة الوصول إليها وتطويرها من قبل مختلف الشركات والمطورين حول العالم، سواء من المؤسسات الكبرى أو الشركات الناشئة، وصولًا إلى الجهات السيادية والمراكز البحثية.

قدرات حوسبة

ستتولى شركة هيوماين الإشراف الكامل على تنفيذ المشروع الضخم، بدءًا من إنشاء مراكز البيانات المتطورة التي تعتمد على الطاقة المستدامة لتقليل الانبعاثات الكربونية، وصولًا إلى ربط هذه المراكز بشبكات ألياف ضوئية فائقة السرعة تضمن استقرار الاتصال وسرعة نقل البيانات. 

في المقابل، ستوفر AMD منظومة متكاملة من حلول الذكاء الاصطناعي، أبرزها منصة ROCm مفتوحة المصدر، التي تسهّل تطوير وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي عالية الأداء.

ترامب

الرؤية من هذا المشروع لا تقتصر على البنية التحتية فحسب، بل تمتد لتشمل تمكين المطورين في جميع أنحاء العالم من الوصول إلى موارد حوسبة متقدمة، مما يفتح المجال أمام ابتكارات واسعة النطاق. 

وقد عبّرت ليزا سو، الرئيسة التنفيذية لشركة AMD، عن حماسها للشراكة، مؤكدة أن "هذا التعاون يشكل حجر الزاوية لمنصة عالمية مفتوحة توفر قدرات غير مسبوقة للمبتكرين في جميع أنحاء العالم".

توسّع دولي

تشير البيانات الأولية إلى أن الشراكة ستبدأ بتفعيل البنية الحوسبية المتقدمة بحلول أوائل عام 2026، حيث ستُطلق مراكز البيانات في مواقع مختارة عالميًا، لتشكل نواة منصة عالمية تواكب النمو المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي. 

وتهدف هذه المراكز إلى تلبية الطلب الهائل على القدرات الحاسوبية في مختلف القطاعات، من التعليم والرعاية الصحية إلى الخدمات المالية والطاقة، ما يعكس فهمًا عميقًا لاحتياجات السوق العالمية.

أما الرئيس التنفيذي لشركة هيوماين، طارق أمين، فقد أكد أن هذه الشراكة لا تمثل مجرد مشروع تقني، بل رؤية استراتيجية لبناء مستقبل الذكاء الاصطناعي العالمي، مشددًا على أن "ما نفعله هو إطلاق دعوة مفتوحة للمبدعين حول العالم للاستفادة من هذه البنية التحتية الحديثة، وتوسيع حدود الممكن في عالم الذكاء الاصطناعي".

نقلة نوعية

يأتي هذا التعاون في وقت تشهد فيه السعودية تحولات اقتصادية رقمية واسعة النطاق ضمن رؤيتها الوطنية 2030، إذ تسعى المملكة إلى تقليل اعتمادها على النفط وتعزيز قطاعات التقنية والابتكار. 

وتُعد هذه الخطوة استكمالًا لجهود صندوق الاستثمارات العامة في تمويل المشاريع المستقبلية وبناء اقتصاد معرفي مستدام.

كما يُنظر إلى هذه المبادرة بوصفها رافعة قوية لتسريع وتيرة الابتكار في القطاعات الصناعية والتجارية والبحثية، من خلال إتاحة تقنيات الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، ودمجها في الأنظمة التشغيلية اليومية، بما يخلق فرصًا هائلة للنمو والتحول الرقمي عالميًا.

search

أكثر الكلمات انتشاراً