جوجل تطلق نموذج ذكاء اصطناعي جديد لرصد الأعاصير قبل حدوثها بأسبوعين

كشفت شركة جوجل عن تطوير نموذج ذكاء اصطناعي متقدم للتنبؤ بالعواصف والأعاصير من خلال ذراعها البحثي Google DeepMind وبالتعاون مع Google Research، النموذج الجديد يهدف إلى تحسين دقة التنبؤات الجوية وتقديم معلومات مبكرة حول الأعاصير قبل وصولها بفترة كافية.

جاء هذا التطوير ضمن مشروع جديد أطلقته جوجل على منصة Weather Lab التفاعلية التي تعرض النماذج المناخية بشكل مبسط وواضح للمستخدمين والباحثين.

قدرات متقدمة

النموذج الجديد الذي طورته جوجل يتمتع بقدرات غير مسبوقة حيث يستطيع إنشاء 50 سيناريو مختلف لمسارات وشدة وحجم الأعاصير قبل حدوثها بأسبوعين، النماذج التقليدية الحالية تقدم توقعات أقل دقة وضمن فترات زمنية أقصر.

جوجل تعمل بالتعاون مع المركز الوطني الأمريكي للأعاصير NHC لاختبار فعالية هذا النموذج في التنبؤ بالأعاصير في المحيط الأطلسي والهادئ الشرقي.

التعاون مع هذه المؤسسات يأتي بعد تراجع القدرات البحثية لبعض الجهات الحكومية مثل الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA وخدمة الأرصاد الجوية الوطنية NWS.

دعم القطاع الخاص

العديد من المؤسسات الفيدرالية في الولايات المتحدة أصبحت تعتمد بشكل أكبر على بيانات الطقس القادمة من شركات التكنولوجيا بسبب نقص التمويل وتراجع أعداد الباحثين لديها.

جوجل أكدت أن نموذجها الجديد يعتمد على بيانات من أرشيف ERA5 الأوروبي الذي يجمع معلومات جوية دقيقة من مختلف أنحاء العالم، النموذج يعتمد أيضًا على مخرجات نماذج مناخية تقليدية ويدمجها في تحليل واحد يقدم توقعات محسّنة.

جوجل نشرت ورقة بحثية لشرح كيفية عمل النموذج وأظهرت البيانات أن النتائج التي يقدمها تضاهي دقة النماذج الفيزيائية المستخدمة حاليًا في التنبؤ الجوي.

تفوق واضح

بيانات جوجل أثبتت أن النموذج الذي تم تطويره كان في المتوسط أقرب إلى المسار الفعلي للأعاصير بمقدار 140 كيلومتر مقارنة بتوقعات المركز الأوروبي للأرصاد ECMWF خلال عامي 2023 و2024، هذا الفارق الكبير في دقة التوقعات يساهم في تقليل المخاطر ويوفر وقتًا أكبر للجهات المعنية للاستعداد للأعاصير.

النموذج يعتمد على تحليل ضخم للبيانات الجوية القديمة مع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تعالج ملايين المعطيات في وقت قصير، الهدف من هذه التقنية هو تحسين سرعة اتخاذ القرار وتقليل الخسائر التي قد تنتج عن العواصف المفاجئة.

جوجل تواصل تطوير أدوات جديدة لدعم خدمات الطقس والتنبؤات المستقبلية من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي بشكل عملي لخدمة المجتمعات وتحسين جاهزية الدول لمواجهة الكوارث الطبيعية.

الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التنبؤ المناخي يمثل نقلة حقيقية في مجال علوم الطقس ويؤكد أهمية دمج التكنولوجيا في معالجة التحديات البيئية.