الأحد، 06 يوليو 2025

10:53 م

tru

آبل قد تدخل عالم الحوسبة السحابية بمنافس جديد لـ AWS

أمازون السحابية AWS

أمازون السحابية AWS

ياسين عبد العزيز

A A

تدرس شركة آبل بجدية إطلاق خدمة حوسبة سحابية جديدة قد تنافس بها Amazon Web Services (AWS)، في خطوة تُعد من بين أكثر تحركاتها طموحًا لتوسيع حضورها في سوق البرمجيات والبنى التحتية الرقمية، بعيدًا عن تركيزها التقليدي على الأجهزة والأنظمة المغلقة. 

وبحسب ما كشفه تقرير حديث نشره موقع ذا إنفورميشن التقني، فإن الشركة أجرت خلال السنوات الماضية مناقشات داخلية واسعة النطاق لدراسة جدوى الدخول إلى هذا القطاع شديد التنافس، وتقديم خدمات سحابية قائمة على بنيتها التكنولوجية الخاصة، لا سيما المعالجات المتقدمة من سلسلة M المستخدمة في حواسيب "ماك".

نقاشات داخلية

وبحسب التقرير، فإن هذه الفكرة كانت محور نقاش في أروقة آبل حتى منتصف عام 2024، وقد حظيت بدعم قوي من قبل مايكل أبوت، أحد أبرز مسؤولي قطاع الخدمات سابقًا في الشركة، والذي غادر منصبه في عام 2023. 

ورغم غياب تأكيد رسمي من آبل بشأن مدى تقدم المشروع، إلا أن مجرد التفكير في دخول هذا السوق يعكس تطورًا كبيرًا في استراتيجية الشركة، وسعيها لتقليل الاعتماد على مزودي الخدمات السحابية الآخرين، بل وربما منافستهم مستقبلاً.

خدمة سحابية

وتعتمد الفكرة الجوهرية للمشروع على إتاحة بنية سحابية حديثة للمطورين، تتيح لهم استئجار خوادم افتراضية تعمل بمعالجات آبل من طراز M1 وM2 وربما الإصدارات الأحدث، دون الحاجة إلى شراء عتاد فعلي أو تحمّل تكاليف الصيانة والتشغيل التقليدية، هذه الخطوة قد تتيح لآبل تقديم خدمة موثوقة وفعّالة من حيث استهلاك الطاقة، وهو جانب يشكّل ميزة تنافسية محتملة عند مقارنتها بمنصات مثل AWS التابعة لأمازون أو Azure التابعة لمايكروسوفت.

كفاءة المعالجات

من أبرز النقاط التي دفعت بعض المسؤولين داخل آبل إلى دعم المشروع، هي الكفاءة العالية لمعالجات سلسلة M في استهلاك الطاقة، إضافة إلى أدائها الفائق في معالجة البيانات، هذه المعالجات لم تُثبت قدراتها فقط في أجهزة "ماك بوك" و"ماك ميني"، بل أيضًا في بعض مراكز بيانات الشركة التي تعتمد عليها لتشغيل خدمات مثل Apple Music وApple Wallet، ما يؤكد قدرتها على تحمل أعباء العمل السحابي وتقديم تجربة أداء مستقرة وآمنة.

ويعتقد مراقبون أن استخدام هذه المعالجات في خدمات سحابية سيوفر لشركة آبل أداة قوية للمنافسة من حيث التكلفة والكفاءة، خاصة إذا استطاعت بناء منظومة متكاملة تستند إلى تصميمها للمعالجات ونظام macOS، ما سيُشكل بديلاً جذابًا لبعض المطورين الذين يبحثون عن بيئات تشغيل مختلفة عن تلك التي تقدمها AWS أو Google Cloud.

مستقبل iCloud

في حال مضت آبل في تنفيذ هذا المشروع، فمن المتوقع أن تحمل الخدمة اسم iCloud Pro أو امتدادًا لخدمة iCloud الحالية، لتكون بمثابة نسخة احترافية موجهة للمطورين والشركات، وهو ما يتماشى مع التوسعات الأخيرة التي تنفذها آبل في قطاع الخدمات الرقمية. 

وتجدر الإشارة إلى أن قطاع الخدمات أصبح يمثل أحد أكبر مصادر الإيرادات للشركة، متفوقًا في بعض الفصول المالية على مبيعات أجهزة "آيفون" نفسها.

ومع أن المشروع لا يزال في نطاق السرية ولم يُعلن رسميًا بعد، فإن مجرد طرحه للنقاش داخل آبل يعكس رغبة حقيقية في كسر الحواجز التقليدية وتوسيع نفوذ الشركة نحو آفاق جديدة في عالم التكنولوجيا. 

وإذا قررت آبل إطلاق هذه الخدمة فعليًا، فسيكون ذلك أحد أكثر التحولات الإستراتيجية إثارة للاهتمام في تاريخها الحديث، وسيفتح الباب أمام منافسة محتدمة في سوق الخدمات السحابية الذي تسيطر عليه اليوم شركات بحجم أمازون ومايكروسوفت.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً