الأحد، 27 يوليو 2025

04:08 م

tru

حماية خصوصية المستخدمين في أبل تتفوق على منافسيها بفضل الذكاء الاصطناعي

أبل

أبل

ياسين عبد العزيز

A A

أثبتت شركة أبل خلال السنوات الأخيرة أنها تسير في اتجاه مغاير لمعظم الشركات التقنية الكبرى فيما يتعلق بتوظيف الذكاء الاصطناعي دون المساس بخصوصية المستخدمين، حيث ركزت الشركة على تطوير حلول ذكية تعتمد على التشغيل المحلي داخل الجهاز بدلًا من إرسال البيانات إلى الخوادم السحابية، وهي خطوة وصفها كثيرون بأنها تحول جذري في طريقة عمل المساعدات الرقمية والخدمات الذكية، مقابل ما اعتاد عليه المستخدمون في تطبيقات منافسة تعتمد كليًا على السحابة.

تشغيل محلي

اعتمدت أبل في ميزة Apple Intelligence على نماذج متقدمة مصممة للعمل مباشرة من خلال جهاز المستخدم دون الحاجة للاتصال بالإنترنت، مما يعزز مستوى الأمان ويحافظ على سرية البيانات الشخصية، ويفسر هذا التوجه سبب اقتصار بعض المزايا على أجهزة مثل iPhone 15 Pro وما بعده، التي توفر ذاكرة موحدة لا تقل عن 8 جيجابايت، وهي سعة ضرورية لتشغيل الذكاء الاصطناعي محليًا بكفاءة وسرعة.

وتسعى أبل من خلال هذه المنهجية إلى فصل تجربة المستخدم عن مخاطر التتبع والتخزين، وهو أمر أصبح يثير مخاوف متزايدة لدى المستخدمين حول العالم، خصوصًا بعد تكرار حوادث تسريب البيانات واستغلالها تجاريًا من قبل بعض المنصات.

أبل

سحابة خاصة

لكن أبل لم تكتف بالتشغيل المحلي فقط، بل طورت أيضًا بنية سحابية خاصة بها لا تعتمد على أساليب المعالجة التقليدية، إذ صممت الشركة هذه الحوسبة السحابية لحماية خصوصية المستخدمين من خلال تطبيقات مشفرة بالكامل، كما أعلنت أنها لن تحتفظ بأي بيانات أو سجلات من خلال هذه الخدمة، وهو ما أتاح للباحثين المستقلين التحقق منه بعد إتاحة الشيفرة البرمجية الخاصة بالنظام للمراجعة العامة.

ويعد ذلك بمثابة خطوة نادرة في صناعة التقنية، التي عادة ما تحجب آليات العمل لحماية مصالحها التجارية، بينما ترى أبل أن الشفافية جزء أساسي من بناء الثقة مع المستخدم، خصوصًا في ظل ازدياد القلق من الذكاء الاصطناعي وتداخله مع الحياة اليومية.

تعاون حذر

ولتوسيع إمكانيات الذكاء الاصطناعي، لجأت أبل إلى التعاون مع OpenAI، لكنها اشترطت ألا يتم تخزين أي بيانات ناتجة عن التفاعل مع نظام ChatGPT أو استخدامها لتدريب النماذج، كما اشترطت موافقة المستخدم الصريحة قبل إرسال أي طلب إلى خوادم OpenAI، مع تفعيل خيار التبديل بين المساعد المحلي وخدمات الطرف الثالث حسب رغبة المستخدم.

هذا التعاون جاء في وقت اتجهت فيه معظم الشركات إلى نماذج مفتوحة تعتمد على مشاركة البيانات دون قيود، بينما فضلت أبل السير في اتجاه أكثر تحفظًا، وهو ما يعكس فلسفتها الطويلة في التعامل مع خصوصية المستخدم كأولوية وليست ميزة إضافية، مما ساهم في ترسيخ مكانتها كخيار آمن بين مستخدمي الهواتف الذكية، خاصة من فئة رجال الأعمال والعاملين في القطاعات الحساسة.

بهذا التوجه، تقدم أبل نموذجًا مختلفًا في عصر الذكاء الاصطناعي، يعتمد على التقنيات نفسها التي يستخدمها الآخرون ولكن بطريقة تحترم المستخدم وتحمي بياناته، في وقت لم تعد فيه الخصوصية ترفًا، بل مطلبًا ضروريًا، يفرض على الشركات إما الانصياع له أو مواجهة فقدان الثقة الجماهيرية.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً