مدفوعة بتراجع الدولار.. أسعار الذهب تواصل الارتفاع محليًا وعالميًا

شهدت أسواق الذهب اليوم، ارتفاعًا جديدًا في الأسعار على الصعيدين المحلي والعالمي، وسط تقلبات حادة في المؤشرات الاقتصادية العالمية، وانعكاسات مباشرة للسياسات النقدية والتجارية الأمريكية. 

ويأتي هذا الصعود في وقت يتزايد فيه الإقبال على الذهب كملاذ آمن، في ظل تزايد المخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي محتمل، وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية، ما جعل المعدن الأصفر في بؤرة اهتمام المستثمرين.

ووفقًا لمنصة "آي صاغة" المتخصصة في متابعة أسواق الذهب والمجوهرات، فإن هذا الارتفاع جاء نتيجة عدة عوامل، أبرزها تراجع مؤشر الدولار، وتصريحات أعضاء الاحتياطي الفيدرالي، إضافة إلى قرارات تجارية مفاجئة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما أعاد رسم خريطة الاستثمارات الآمنة حول العالم.

ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية والعالمية

أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة "آي صاغة"، أن أسعار الذهب في السوق المحلي سجلت ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم، حيث زاد سعر جرام الذهب عيار 21 بنحو 5 جنيهات ليصل إلى 4655 جنيهًا، مقارنة بـ4660 جنيهًا في تداولات الأسبوع الماضي.

أما على المستوى العالمي، فقد ارتفع سعر أوقية الذهب بقيمة 17 دولارًا ليصل إلى 3567 دولارًا، مقارنة بـ3350 دولارًا في نهاية الأسبوع الماضي.

قائمة أسعار الذهب في السوق المحلية اليوم:

عيار 24: 5320 جنيهًا

عيار 21: 4655 جنيهًا

عيار 18: 3990 جنيهًا

عيار 14: 3104 جنيهات

الجنيه الذهب: 37240 جنيهًا

أسباب صعود الذهب

كشف التقرير أن من أبرز المحركات لصعود أسعار الذهب هو تراجع مؤشر الدولار الأمريكي من أعلى مستوياته خلال الشهر، عقب تصريحات تميل إلى التيسير أدلى بها كريستوفر والر، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، والتي دعمت احتمالات خفض سعر الفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل.

فتح هذا التوجه شهية المستثمرين نحو الذهب، باعتباره ملاذًا آمنًا لا يتأثر سلبًا بضعف العائد على أدوات الدين.

توترات تجارية ترفع المخاوف وتدفع الذهب للصعود

في مشهد موازٍ، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 20% على عدد من الواردات الأوروبية بدءًا من 1 أغسطس، وهو ما أثار قلقًا واسعًا في الأسواق العالمية، ودفع المستثمرين إلى التحوط بالذهب، هربًا من تقلبات محتملة في أسعار السلع والعملات.

الغموض ما يزال يخيّم على الأسواق رغم التوقعات

رغم الزخم الإيجابي للذهب، لا تزال الأسواق تتعامل بحذر. فهناك مؤشرات متزايدة على أن الاحتياطي الفيدرالي قد لا يُعجّل باتخاذ قرار خفض الفائدة، خاصة مع تأثير الرسوم الجمركية على مستويات الأسعار الاستهلاكية، ما قد يؤدي إلى دعم الدولار مجددًا.

وفي هذا السياق، جاءت تصريحات جيروم باول، رئيس الفيدرالي الأمريكي، لتحمل إشارات مزدوجة، إذ أشار إلى احتمال ارتفاع التضخم بسبب الرسوم الجمركية، ما قد يدفع الفيدرالي لتأجيل خفض الفائدة، وهو ما يُبقي الغموض قائمًا بشأن مصير الذهب خلال الأشهر المقبلة.

خلاصة وتوقعات مستقبلية

في ظل المعطيات الحالية، يبدو أن الذهب سيواصل التقلب ضمن نطاقات سعرية متأثرة بالتطورات الجيوسياسية، وقرارات البنوك المركزية العالمية.

 ويترقب المستثمرون عن كثب ما ستؤول إليه التطورات في السياسة النقدية الأمريكية، والتي ستظل العامل الأكثر تأثيرًا على اتجاه الذهب خلال النصف الثاني من عام 2025.