الصين تبدأ تطبيق أنظمة توصيل روبوتية بدلًا من العمال البشريين داخل المدن

بدأت مدينة شنتشن الصينية تطبيق نظام جديد يعتمد على الروبوتات الذكية في مهام توصيل الطلبات بدلًا من الاعتماد على العمالة البشرية، وذلك ضمن تجربة حديثة تهدف إلى رفع كفاءة الخدمات وتقليل التكاليف التشغيلية في قطاع التوصيل السريع، وظهر ذلك من خلال مقطع فيديو جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر روبوتًا يتحرك في الشوارع ويستخدم المصاعد دون تدخل بشري.

تقنية حديثة

تعمل الروبوتات الجديدة بتقنيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، حيث تستعين بنظام الملاحة الليزري (ليدار) لتحديد الاتجاهات وتفادي العقبات، كما ترتبط بشبكات عصبية متقدمة تسمح لها بالتكيف مع تضاريس الطرق والمسارات الداخلية والخارجية داخل المباني، وتم تجهيزها بأجهزة استشعار دقيقة تُمكّنها من الوقوف عند الإشارات والمشي فوق الأرصفة والصعود إلى الطوابق المختلفة باستخدام المصاعد الكهربائية، وهو ما يجعلها قادرة على تنفيذ مهام التوصيل دون الحاجة لأي إشراف مباشر.

استجابة المجتمع

حظيت التجربة بتفاعل واسع على المنصات الرقمية في الصين، حيث أبدى الكثير من المستخدمين إعجابهم الشديد بمستوى التقدم الذي وصلت إليه هذه التقنية، واعتبر بعضهم أن هذه الروبوتات ستكون وسيلة فعالة لتوفير الوقت وتحسين سرعة إنجاز الطلبات اليومية، خاصة في المدن الكبرى التي تشهد كثافة سكانية عالية وتطلب خدمات لوجستية مستمرة، بينما رأى آخرون أنها خطوة تهدد مستقبل العمالة اليدوية وقد تُحدث تغييرات في سوق العمل إذا تم تعميمها على نطاق واسع.

نقلة نوعية

تمثل التجربة خطوة ضمن استراتيجية المدن الذكية التي تتبناها الحكومة الصينية، حيث تعتمد على دمج التكنولوجيا في الخدمات الحياتية اليومية مثل النقل والتوصيل والبنية التحتية، وتسعى الصين إلى أن تصبح نموذجًا عالميًا في استخدام الروبوتات ضمن بيئة مدنية متكاملة.

وقد تم تصميم الروبوتات لتكون مقاومة للعوامل الجوية مثل المطر والغبار، وتحتوي على أنظمة حماية ضد السرقة أو التلف، كما يمكن مراقبتها وتتبع مسارها عبر تطبيقات مخصصة على الهواتف الذكية.

وتوقعت وسائل إعلام محلية أن تمتد التجربة خلال الأشهر المقبلة إلى مدن أخرى مثل بكين وشنغهاي، في ظل توجه حكومي لخفض الاعتماد على العنصر البشري في بعض الوظائف البسيطة التي يمكن أن تُدار تلقائيًا، ويأتي هذا التحول في وقت ترتفع فيه تكلفة العمالة في بعض المناطق، مما يجعل الاستثمار في الأنظمة الذكية خيارًا اقتصاديًا لبعض الشركات.