روبوت Walker S2 يرفع وتيرة القلق حول مستقبل التوظيف

أعلنت شركة UBTech الصينية عن روبوتها البشري الجديد Walker S2، الذي يمثّل نقلة نوعية في مجال الروبوتات الذكية من خلال قدرته على تبديل بطاريته بنفسه خلال دقائق، ما يتيح له العمل بشكل مستمر على مدار الأسبوع دون توقف فعلي، ويعيد طرح تساؤلات واسعة حول مستقبل الوظائف البشرية، خاصة في القطاعات التي تعتمد على العمل البدني المتكرر أو المهام الروتينية.

ويبلغ طول الروبوت 162 سنتيمترًا، ووزنه 43 كيلوجرامًا، وهو ما يعادل بنية إنسان بالغ، مما يسمح له بالاندماج في البيئات التي أُنشئت في الأساس لتناسب البشر، سواء في مواقع الإنتاج أو الأماكن العامة أو المنشآت الخدمية، وقد صُمم هذا النموذج ليعتمد على بطارية ليثيوم 48 فولت تعمل لساعتين من المشي أو أربع ساعات من الوقوف، مع زمن شحن لا يتجاوز 90 دقيقة.

بطارية ذاتية

ويتميّز الروبوت بإمكانية فريدة من نوعها، إذ يستطيع استبدال بطاريته دون تدخل بشري خلال ثلاث دقائق فقط، وهو ما أظهرته الشركة في فيديو ترويجي نُشر على منصة يوتيوب، ظهر فيه الروبوت يتوجه إلى محطة شحن مخصصة، ويُخرج بنفسه البطارية المستنفدة ثم يركّب أخرى مشحونة، ما يجعله قادرًا على الاستمرار بالعمل دون الحاجة إلى الإيقاف الكامل أو الدعم البشري.

ولا يكتفي الروبوت بعملية التبديل التلقائي، بل يمتلك القدرة على تقييم مستوى طاقته المتبقية، واتخاذ القرار المناسب بين التوجه لمحطة الشحن أو استبدال البطارية، وفقًا لأولويات المهام المطلوبة، ما يمنحه استقلالية تشغيلية حقيقية لا تتوفر في كثير من النماذج المنافسة.

مرونة حركة

ويضم Walker S2 أكثر من 50 درجة حرية في الحركة، مما يتيح له تنفيذ حركات دقيقة تحاكي البشر مثل الإمساك بالأشياء أو التنقل في بيئات مزدحمة، إلى جانب امتلاكه قدرة دوران للخصر تصل إلى 160 درجة، ما يُسهّل عليه التعامل مع الأجسام المحيطة دون تغيير موضعه، ويجعله خيارًا مثاليًا في مواقع مثل المستشفيات والمستودعات.

ويُزوّد الروبوت بتقنيات اتصال تشمل الواي فاي والبلوتوث، إلى جانب الرؤية ثلاثية الأبعاد، مما يمكّنه من التواصل السلس مع الأنظمة الرقمية والتحكم فيه عن بُعد، كما يمكن دمجه مع بيئات العمل الحالية دون الحاجة إلى تعديل كبير في البنية التحتية.

تهديد الوظائف

ويُعدّ Walker S2 تهديدًا حقيقيًا لعدد من الوظائف التي تعتمد على الجهد البدني أو التكرار، مثل عمّال التعبئة، والنقل، والتنظيف، حيث يستطيع الروبوت العمل دون انقطاع وبكفاءة عالية، مما يجعله خيارًا جذّابًا للشركات الباحثة عن تقليص التكاليف وتحسين الإنتاج، خاصة أن الروبوت لا يحتاج إلى إجازة أو تأمين صحي.

ويحذر الخبراء من أن استبدال البشر بهذه التقنية قد يؤثر على ملايين العاملين في قطاعات متعددة، بدءًا من الخدمات وحتى الرعاية الصحية، حيث يمكن استخدام الروبوت في رعاية المسنين أو دعم المرضى، وهي تجربة بدأتها اليابان قبل سنوات وشهدت دعمًا حكوميًا واسعًا.

وتُشير تقارير اقتصادية إلى أن قطاع تجارة التجزئة، والخدمات اللوجستية، والرعاية الاجتماعية، من بين الأكثر عرضة للتحول إلى الأتمتة، في ظل تطور الروبوتات البشرية وزيادة قدرتها على أداء المهام بدقة وتفاعل ومرونة، وهو ما يدفع المؤسسات إلى إعادة النظر في خطط التوظيف والاستثمار البشري في المرحلة المقبلة.

ورغم أن هذه التحولات قد تؤدي إلى زيادة الكفاءة وخفض التكاليف، إلا أنها تتطلب أيضًا استعدادًا تشريعيًا ومؤسساتيًا لتقليل أثرها على سوق العمل، وإعادة توجيه المهارات البشرية إلى مجالات يصعب على الروبوتات دخولها.