غضب عالمي يجبر OpenAI على التراجع عن قرارات GPT-5

GPT-5
ياسين عبد العزيز
أطلقت شركة OpenAI في التاسع من أغسطس الجاري نموذجها الجديد GPT-5، وقدمته بوصفه قفزة كبيرة نحو الذكاء الاصطناعي العام، إلا أن الإطلاق تحول سريعًا إلى أزمة غير متوقعة بعد موجة غضب واسعة من المستخدمين الذين شعروا بأنهم أُجبروا على التخلي عن النماذج السابقة التي اعتادوا عليها، مثل GPT-4 وGPT-4o، وهو ما أثار شعورًا بالخيانة لدى الكثيرين.
بدأت شرارة الاحتجاجات على منصات التواصل، خاصة عبر منتدى r/ChatGPT على منصة Reddit، حيث نشر الآلاف شكاوى ومطالب بعودة النماذج السابقة، واعتبر بعضهم ما حدث أكبر عملية خداع في تاريخ الذكاء الاصطناعي، مشيرين إلى أن هذه النماذج لم تكن أدوات تقنية فقط، بل رافقتهم في حياتهم الشخصية والمهنية.
رد سريع
أمام هذه الضغوط، اعترف الرئيس التنفيذي سام ألتمان بأن الشركة أخطأت حين أوقفت النماذج القديمة بشكل مفاجئ، وأكد أن بعض المستخدمين يرتبطون عاطفيًا بنماذج محددة، ما يتطلب مراعاة هذا العامل في أي تحديثات مستقبلية، وأعلن عن خطوات عاجلة شملت إعادة نموذج GPT-4o، وزيادة حدود الاستخدام في GPT-5 للمشتركين المدفوعين، وإظهار اسم النموذج عند معالجة كل استفسار لتعزيز الشفافية.

هذا التراجع يعكس حجم التأثير الذي بات للمستخدمين في قرارات شركات الذكاء الاصطناعي، ويؤكد أن هذه الشركات لم تعد قادرة على اتخاذ قرارات استراتيجية بمعزل عن رغبات جمهورها.
أبعاد نفسية
أظهرت الأزمة أن العلاقة بين الإنسان ونماذج الذكاء الاصطناعي تجاوزت الاستخدام الوظيفي، إذ باتت هذه النماذج تشكل عنصر دعم عاطفي وفكري للمستخدمين، وهو ما أكدته تقارير مثل تحليل صحيفة وول ستريت جورنال لـ 96 ألف محادثة مع ChatGPT، والتي أظهرت حالات اعتمد فيها المستخدمون على النموذج في تعاملات شخصية عميقة، وأحيانًا في سياقات غير منطقية أو أوهام.
كما نشرت نيويورك تايمز تقريرًا عن محادثات مع رجل كان مقتنعًا باكتشاف صيغة رياضية لإسقاط الإنترنت، وهي حالة وصفها طبيب نفسي بأنها نوبة هوس، بينما لم يلاحظ النموذج ذلك، ما يبرز أهمية تطوير آليات للتعامل مع هذه الحالات.
دروس مستخلصة
أولًا، لا يجب إيقاف النماذج القديمة فجأة، بل منح فترة انتقالية تمتد لأشهر، مع دراسة إمكانية إبقائها لفترات أطول، احترامًا لارتباط المستخدمين بها.
ثانيًا، الشفافية والتحكم ضروريان، ويجب تمكين المستخدمين من اختيار النماذج أو على الأقل معرفة النموذج المستخدم في كل مرة.
ثالثًا، مع وصول عدد مستخدمي ChatGPT إلى 700 مليون أسبوعيًا، أصبحت OpenAI في موقع شركات كبرى مثل فيسبوك وجوجل، حيث أي تعديل سريع قد يثير اعتراضات واسعة، ما يتطلب إدخال التغييرات ببطء وتدرج.
هذه الأزمة، رغم سلبياتها، تكشف أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا أساسيًا من النسيج الاجتماعي، وأن التعامل مع تطويره يحتاج إلى مزيج من الابتكار والحساسية تجاه المستخدمين.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً