الإثنين، 03 نوفمبر 2025

05:57 ص

استيكرات الواتساب تهدد الطلاب في ألمانيا بعقوبة السجن

الواتساب

الواتساب

ياسين عبد العزيز

A A

حذرت السلطات الألمانية من خطورة الاستخدام غير المنضبط لملصقات الواتساب، بعدما تحولت هذه الأداة الرقمية من وسيلة مرحة للتعبير إلى مصدر تهديد حقيقي يطال الأطفال والمراهقين، حيث يمكن أن تعرضهم للسجن لمدة تصل إلى عام كامل إذا تضمنت رموزًا أو محتويات محظورة، وهو ما فتح نقاشًا واسعًا حول تأثير هذه الظاهرة على النشء وعلى البيئة المدرسية بشكل خاص.

أصبحت الملصقات الرقمية جزءًا لا يتجزأ من المحادثات اليومية، إذ يلجأ إليها الشباب للتعبير عن مشاعرهم بطريقة ساخرة أو كوميدية، لكن المشكلة تكمن حينما تحمل تلك الاستيكرات رسائل عنصرية أو جنسية أو رموزًا محظورة قانونيًا، وهو ما اعتبرته السلطات تهديدًا مباشرًا لأمن المجتمع وقيمه، وأكدت أن مجرد تداول أو امتلاك مثل هذه الرموز قد يصنف كجريمة تستوجب المساءلة الجنائية.

خطورة الملصقات

أوضحت الشرطة الألمانية أن انتشار الاستيكرات بين الطلاب لم يعد مقتصرًا على مجرد المزاح، بل تحول إلى وسيلة خطيرة تحمل رسائل غير مقبولة نفسيًا واجتماعيًا، حيث يقوم الأطفال والمراهقون بتبادلها دون إدراك لمعناها الحقيقي أو العواقب التي قد تترتب عليها، سواء على مستوى الأثر النفسي أو على مستوى القانون، وهو ما جعل السلطات ترفع من مستوى التحذير الرسمي للأهالي.

الواتساب 

ويقول خبراء إن تداول مثل هذه الرموز يسهم في تكريس أنماط سلوكية سلبية، إذ قد يشعر الأطفال المتضررون بالعزلة أو الخوف من التفاعل مع محيطهم، بينما يتعامل آخرون معها باستخفاف، مما يزيد من خطورة الظاهرة، إذ تبقى آثارها النفسية متراكمة، وقد تنعكس على الأداء الدراسي والعلاقات الاجتماعية للأطفال.

عقوبة صارمة

أعلنت الشرطة الألمانية أن القانون يتعامل بجدية مع هذه القضية، حيث يمكن أن تصل العقوبة إلى السجن لمدة عام واحد لمجرد امتلاك أو مشاركة ملصقات تحتوي على رموز عنصرية أو معادية للسامية أو تحمل محتويات غير لائقة، وهو أمر قد يغيب تمامًا عن وعي الطلاب الذين ينظرون إلى تلك الملصقات كوسيلة للمرح فقط، دون إدراك أن القانون يضعها في خانة الجرائم الرقمية.

وأشار فولكر كان، المسؤول عن التوعية في شرطة مدينة أوسترهوده، إلى أن الظاهرة تشمل مختلف المراحل التعليمية، موضحًا أن خاصية إنشاء الملصقات التي وفرها واتساب منذ عام 2018 ساعدت في تفاقم المشكلة، حيث بات من السهل تصميم ملصقات غير مناسبة تنتشر بسرعة بين الطلاب وتؤثر سلبًا على بيئتهم التعليمية والنفسية.

رسالة عاجلة

حرصت الشرطة الألمانية على إرسال رسائل تحذيرية إلى المدارس، دعت فيها أولياء الأمور إلى متابعة محادثات أطفالهم عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي، مع التأكيد على أهمية الحوار الصريح معهم حول المخاطر الرقمية، وشددت على أن الهدف ليس فرض رقابة صارمة، وإنما حماية النشء من الانزلاق إلى ممارسات قد تضعهم في مواجهة القانون أو تهدد استقرارهم النفسي.

كما نصحت الجهات المعنية بضرورة التوازن بين احترام خصوصية الأبناء وبين مراقبة أنشطتهم الرقمية، وذلك عبر التوعية المستمرة وإرشادهم إلى ما هو مقبول وما هو مرفوض، مؤكدة أن بيئة الإنترنت المتغيرة تتطلب من الأسر وعيًا أكبر لحماية الأطفال من التأثيرات الضارة التي قد تصاحب الاستخدام السيئ للتكنولوجيا.

ويأتي هذا الموقف الرسمي ليبرز أهمية إدراك المجتمعات الحديثة لخطورة بعض الاستخدامات الرقمية البسيطة التي قد تتحول إلى جرائم يعاقب عليها القانون، وليؤكد أن التربية الرقمية لم تعد خيارًا، بل ضرورة لحماية الأجيال الجديدة من مخاطر عالم افتراضي يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً