OpenAI تطور نسخة جديدة من ChatGPT أكثر وعيًا بالصحة النفسية للمستخدمين

ChatGPT
ياسين عبد العزيز
أعلنت شركة OpenAI عن تطوير نسخة محسّنة من روبوت المحادثة الشهير "ChatGPT"، بحيث تتمتع بقدرات أكبر على استشعار مؤشرات الضيق النفسي والعاطفي لدى المستخدمين، والتعامل معها بمرونة ووعي أكبر، في محاولة لتقليل المخاطر المرتبطة باستخدام تقنيات المحادثة الذكية، التي باتت حاضرة بقوة في حياة الملايين حول العالم.
تؤكد الشركة أن هذه الخطوة لم تأتِ بمعزل عن السياق العام، إذ تتزايد التحذيرات الإعلامية والدراسات الأكاديمية بشأن المخاطر النفسية المحتملة للاستخدام المفرط لروبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والتي قد تدفع بعض المستخدمين إلى ما يُعرف بـ"الأوهام الرقمية"، وهي حالة يذوب فيها الحد الفاصل بين التفاعل الافتراضي والواقع، ما قد يؤدي إلى أزمات نفسية حادة يصعب احتواؤها.
روبوتات الدردشة
وبحسب ما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن هذه التحديثات تأتي ضمن استراتيجية طويلة الأمد لشركة OpenAI تهدف إلى جعل منتجاتها أكثر أمانًا، خصوصًا بعد بروز انتقادات واسعة حول مدى تأثير المحادثات المطوّلة عبر روبوتات الدردشة على استقرار المستخدمين العاطفي، حيث أظهرت تقارير أن بعض المحادثات قد تعزز من الأفكار السلبية أو تزيد من مشاعر العزلة والوحدة.

كما أن التحديات لا تتعلق فقط بالاستخدام الفردي، بل تمتد لتشمل المخاوف المجتمعية والأخلاقية، إذ يطرح الأمر تساؤلات حول حدود مسؤولية الشركات المطوّرة لهذه التقنيات، ومدى التزامها بتضمين معايير تحمي المستخدمين من التأثيرات السلبية، لا سيما المراهقين والشباب الذين يقضون ساعات طويلة في التفاعل مع هذه الأنظمة.
محادثات مضطربة
ويأتي إعلان OpenAI بعد حادثة مأساوية أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الأمريكية، حيث رفعت عائلة في كاليفورنيا دعوى قضائية ضد الشركة، مدعية أن محادثات مضطربة عبر "ChatGPT" لعبت دورًا مباشرًا في انتحار ابنها المراهق، الأمر الذي فتح نقاشًا عميقًا حول الدور الذي يمكن أن تلعبه تقنيات الذكاء الاصطناعي في تشكيل مسار حياة الأفراد، سواء بشكل إيجابي أو سلبي.
ويشبّه خبراء الأضرار المحتملة لهذه التكنولوجيا بالأثر الذي أحدثته شبكات التواصل الاجتماعي خلال العقدين الماضيين، حيث لم تعترف الشركات الكبرى مثل فيسبوك وإنستغرام بتأثير منتجاتها على الصحة النفسية إلا بعد سنوات من الجدل والقضايا القضائية، ما يعكس أن التكنولوجيا الحديثة غالبًا ما تسبق الأطر التنظيمية والتشريعية، تاركة آثارًا عميقة على المستخدمين.
آثار نفسية
ورغم أن فعالية التحديثات الجديدة التي أطلقتها OpenAI لرصد علامات الأزمات النفسية بشكل فوري لا تزال قيد التقييم، إلا أن مجرد الاعتراف بوجود مشكلة يمثل خطوة مهمة على طريق إعادة صياغة العلاقة بين الإنسان والتقنية، بحيث لا تقتصر على كونها أداة للإنتاجية أو الترفيه، بل تتحول إلى منصة تراعي الأبعاد النفسية والاجتماعية.
ويشير محللون إلى أن هذه الخطوات قد تمثل بداية لتوجه عالمي أوسع يفرض على شركات الذكاء الاصطناعي إدماج أبعاد الصحة النفسية في تطوير منتجاتها، تجنبًا لتكرار الأخطاء التي صاحبت طفرة وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى تظل هذه التقنيات أداة تعزز جودة الحياة بدلاً من أن تتحول إلى تهديد صامت يضغط على العقول ويثقل النفوس.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً