نيبال تعيد فتح منصات التواصل الاجتماعي بعد احتجاجات الجيل زد العنيفة

أعلنت الحكومة النيبالية عن رفع الحظر المفروض على 26 منصة تواصل اجتماعي، بعد أسابيع من الاضطرابات التي شهدتها البلاد نتيجة احتجاجات واسعة تحت شعار "الجيل زد"، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 51 شخصا بينهم مواطن هندي، حيث شكلت وسائل التواصل الاجتماعي خلال تلك الأحداث أداة حيوية للتنظيم والتعبئة، ما دفع السلطات في البداية إلى فرض قيود مشددة عليها، قبل أن تعود وتلغيها استجابة للواقع المتغير.

تطبيقات بديلة

رغم الحظر الواسع الذي شمل منصات كبرى مثل فيسبوك وإنستجرام ويوتيوب وواتساب، إلا أن بعض التطبيقات ظلت تعمل بشكل طبيعي واستخدمها المحتجون للتواصل، فقد سجلت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في نيبال رسميا خمسة تطبيقات كان أبرزها تيك توك وWetalk وNimbuzz وفايبر إلى جانب تطبيق آخر.

فيما كانت منصات مثل تيليجرام و"جلوبال داياري" في مرحلة التسجيل، كما لجأ المستخدمون إلى خدمات VPN للالتفاف على القيود، مما ساهم في انتشار تطبيقات بديلة لعبت دورا محوريا في الحفاظ على تدفق المعلومات.

صعود Bitchat

من بين التطبيقات التي حققت نموا لافتا، برز تطبيق Bitchat الذي أسسه جاك دورسي، إذ استطاع العمل دون الحاجة إلى اتصال بالإنترنت أو شبكات الهاتف المحمول، مستفيدا من تقنية البلوتوث التي سمحت للمستخدمين بالتواصل ضمن نطاق 100 متر، وقابل للتوسيع حتى 300 متر.

وخلال الاحتجاجات، سجل التطبيق أكثر من 48 ألف عملية تحميل في يوم واحد فقط، وفقا لما ذكره دورسي عبر منصة "إكس"، حيث اعتمد عليه المحتجون بشكل واسع في التنسيق الميداني، خصوصا في ظل مخاوف من قطع الإنترنت.

Discord وتيك توك

في ظل استقالة رئيس الوزراء ك.ب. شارما أولي ونزول الجيش إلى الشوارع، اتجه العديد من النشطاء إلى منصة Discord لتنظيم النقاشات وتحديد المسارات المقبلة، وقد ضم أحد الخوادم أكثر من 145 ألف عضو ناقشوا تعيين قيادة مؤقتة، لينتهي الأمر بتنصيب القاضية السابقة سوشيلا كاركي رئيسة وزراء مؤقتة بعد حل البرلمان.

أما منصة تيك توك فقد شهدت زخما كبيرا من خلال وسم #NepoKids الذي سلط الضوء على الفجوة بين حياة أبناء السياسيين ومعاناة الشعب، حيث انتشرت مقاطع الفيديو على نطاق واسع حتى في المناطق الريفية، مما زاد من الغضب الشعبي ورسخ دور المنصة كأداة احتجاج رئيسية رغم الحظر.

المشهد الحالي

مع رفع القيود، بات بإمكان المواطنين في نيبال العودة لاستخدام طيف واسع من منصات التواصل العالمية، حيث شملت القائمة المرفوعة عنها القيود فيسبوك، ماسنجر، إنستجرام، يوتيوب، واتساب، إكس، لينكد إن، سناب شات، ريديت، ديسكورد، بينتيريست، سيجنال، ثريدز، ويشات، كورا، تمبلر، كلوب هاوس، ماستودون، رومبل، في كي، لاين، إيمو، زالو، سول، هامرو باترو وبريال.

وبذلك تشهد نيبال عودة كاملة للتفاعل الرقمي بعد فترة من الانقطاع الجزئي، في خطوة تعكس إدراك السلطات لأهمية هذه المنصات في الحياة العامة، سواء كوسيلة للتواصل الاجتماعي أو كأداة للتعبير السياسي.