Cloudflare تتهم Perplexity بخرق قواعد الزحف وتصعيد معركة المحتوى الرقمية

دخلت شركة Cloudflare، المزود الرائد لخدمات البنية التحتية للإنترنت، في مواجهة جديدة مع شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة Perplexity، بعد أن اتهمتها بتجاهل قواعد حظر الزحف والنسخ الآلي للمحتوى من مواقع إلكترونية. 

وأشارت Cloudflare إلى أن Perplexity استخدمت أساليب تقنية متعمدة لتجاوز القيود المفروضة، ما أثار جدلًا واسعًا حول مستقبل العلاقة بين منصات الذكاء الاصطناعي والناشرين الرقميين.

تقنيات تحايل

بحسب ما نشرته Cloudflare، فقد اعتمدت Perplexity على تغيير "User Agent"، وهو المعرف البرمجي الذي يكشف هوية الزائر أو البوت عند طلب صفحات الويب، في محاولة لتجاوز الحظر المخصص لأدوات الذكاء الاصطناعي. 

كما لجأت الشركة إلى تغيير أرقام الشبكات المعروفة بـ ASN، وهي المعرفات التي تشير إلى الشبكات الكبرى المرتبطة بالإنترنت، بما يتيح إخفاء مصدر الطلبات المتكررة.

وكشفت Cloudflare أن هذه الأنشطة جرى رصدها عبر عشرات الآلاف من النطاقات الإلكترونية، موضحة أن ملايين الطلبات يوميًا كانت تمر عبر هذه الآليات للتحايل على بروتوكولات الحماية. 

وأكدت الشركة أنها استعانت بخوارزميات تعلم الآلة إلى جانب إشارات شبكية دقيقة لتعقب البوتات المشتبه في تورطها بهذه العمليات.

رد Perplexity

من جانبها، نفت Perplexity هذه الاتهامات على لسان المتحدث باسمها جيسي دواير، الذي وصف منشور Cloudflare بأنه لا يعدو كونه "عرضًا ترويجيًا" يستهدف التسويق التجاري. 

وأوضح دواير أن الصور والأدلة التي أرفقتها Cloudflare لا تثبت بشكل قاطع أن الشركة قامت بالفعل بجمع أو نسخ أي محتوى محمي.

وأضاف دواير في بيان لاحق أن البوت المشار إليه في منشور Cloudflare لا يعود إلى Perplexity أصلًا، مشددًا على أن شركته ملتزمة بالمعايير الأخلاقية في جمع البيانات وتدريب النماذج. 

ورغم هذا النفي، لم ينجح الرد في تهدئة الجدل الدائر، إذ يرى خبراء أن الاتهامات الموجهة تعكس تصعيدًا في معركة مستمرة بين ناشري المحتوى وشركات الذكاء الاصطناعي.

تصعيد مستمر

تأتي هذه القضية في سياق أوسع يتصاعد فيه الخلاف بين المواقع الإلكترونية الراغبة في حماية محتواها، والشركات المطورة لأدوات الذكاء الاصطناعي التي تحتاج كميات ضخمة من البيانات لتدريب نماذجها. 

ومع اتساع رقعة هذه المعركة، تزداد المخاوف المرتبطة بالخصوصية، وحقوق الملكية الفكرية، والشفافية في آليات جمع البيانات.

كما أعادت هذه التطورات الجدل حول فاعلية بروتوكولات مثل robots.txt، التي جرى اعتمادها منذ سنوات كوسيلة لتحديد ما إذا كان يحق لمحركات البحث والزواحف الآلية الوصول إلى محتوى المواقع، لكن القضية الأخيرة مع Perplexity تثير تساؤلات عن مدى كفاية هذه البروتوكولات، خصوصًا إذا لجأت بعض الجهات إلى التحايل عليها بشكل متعمد.

ويحذر محللون من أن هذه النزاعات مرشحة للتصاعد في الفترة المقبلة، خاصة مع تزايد اعتماد المستخدمين على أدوات الذكاء الاصطناعي، وتنامي المنافسة بين الشركات المطورة لها. 

كما أن استمرار الخلافات دون حلول وسط قد يقود إلى تدخلات تشريعية أو تنظيمية أوسع، تهدف إلى ضمان التوازن بين الابتكار التكنولوجي وحماية حقوق الناشرين.

وبينما يتواصل تبادل الاتهامات بين Cloudflare وPerplexity، يبقى مستقبل العلاقة بين شركات التكنولوجيا والجهات المنتجة للمحتوى معلقًا على قدرة الأطراف المعنية على إيجاد صيغة واضحة، تضمن تطوير الذكاء الاصطناعي دون الإضرار بمنظومة حقوق النشر والملكية الفكرية.