الإثنين، 22 سبتمبر 2025

01:40 ص

tru

بأقل من 300 ألف دولار.. الصين تقتحم سباق الذكاء الاصطناعي العالمي بقوة

ديب سيك

ديب سيك

A A

شهدت صناعة الذكاء الاصطناعي العالمية تطورًا بارزًا بعد إعلان شركة ديب سيك الصينية عن نجاحها في تدريب نموذجها الجديد R1 بتكلفة لم تتجاوز 294 ألف دولار، وهو رقم يصعب تجاهله مقارنةً بما تنفقه شركات وادي السيليكون على تدريب نماذجها، حيث تصل الفاتورة في بعض الحالات إلى مئات الملايين من الدولارات، مما يضع بكين في موقع متقدم داخل المنافسة العالمية ويثير تساؤلات حول مستقبل الهيمنة الأمريكية على هذا القطاع الحيوي.

وأكدت الشركة، التي تتخذ من هانغتشو مقرًا لها، أن هذا الإعلان هو أول كشف رسمي لتفاصيل التكلفة، وجاء عبر مقالة علمية منشورة في مجلة Nature بمشاركة مؤسسها ليانغ وينفنغ، وهو ما منح الخطوة بعدًا أكاديميًا يوثق إنجاز الشركة ويعزز مصداقيتها في الأوساط العلمية والتجارية معًا، خصوصًا بعد حالة الغموض التي رافقت ظهورها منذ بداية العام.

تدريب محدود

أوضحت الوثائق أن تدريب النموذج اعتمد على 512 معالجًا من نوع H800 طورتها إنفيديا خصيصًا للسوق الصينية بعد القيود الأمريكية، واستغرقت العملية نحو 80 ساعة فقط، وهو ما يعكس قدرة فريق ديب سيك على ابتكار أساليب تدريبية أكثر كفاءة، ويكشف عن توجه مختلف يقوم على تعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة بدلًا من الإنفاق الضخم على العتاد.

وتشير المقارنة مع شركات أمريكية إلى فجوة كبيرة، فقد كان سام ألتمان الرئيس التنفيذي لـ OpenAI قد تحدث في عام 2023 عن تكاليف تجاوزت 100 مليون دولار لتدريب ما سماه النماذج التأسيسية، من دون أن يعلن عن أرقام دقيقة، وهو ما يعكس اختلافًا جوهريًا في فلسفة التطوير بين الطرفين، حيث تراهن الشركات الأمريكية على القوة الحاسوبية الضخمة بينما تركز ديب سيك على الخوارزميات والفعالية.

جدل الرقاقات

الإعلان أثار نقاشًا واسعًا حول مصادر الشرائح المستخدمة، إذ أقرّت ديب سيك للمرة الأولى باستخدام رقاقات A100 خلال المراحل التحضيرية قبل الاعتماد الكامل على H800 في التدريب النهائي، بينما أكدت إنفيديا أن بيع هذه الشرائح جرى ضمن الأطر القانونية، وقد أشار محللون إلى أن هذا الاعتراف يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها الشركات الصينية في ظل القيود الأمريكية المستمرة على تصدير أحدث المعالجات.

ويأتي هذا في وقت حساس تشهد فيه العلاقات التكنولوجية بين بكين وواشنطن توترًا متزايدًا، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تقليص وصول الصين إلى التقنيات المتقدمة، فيما تبحث الشركات الصينية عن بدائل محلية تسمح لها بالحفاظ على وتيرة التطوير وعدم التخلف عن المنافسة الدولية، وهو ما يجعل إنجاز ديب سيك محط أنظار المتابعين وصناع القرار على حد سواء.

فرص ناشئة

يرى محللون أن خفض التكلفة بهذا الشكل قد يمنح الشركات الصينية الناشئة قدرة أكبر على دخول السباق العالمي وتقديم نماذج منافسة بموارد أقل، وهو ما قد يشجع الحكومات في الأسواق الناشئة على الاستثمار في هذا المجال، كما قد يعيد رسم خريطة الذكاء الاصطناعي عبر فتح الباب أمام ابتكارات خارج الدائرة التقليدية لوادي السيليكون.

لكن في المقابل، يلفت خبراء إلى أن التركيز على التكلفة وحدها قد يحمل مخاطر، إذ تبقى جودة النماذج وموثوقيتها وأمان استخدامها هي المحدد الأساسي لقيمتها الحقيقية في السوق، وهو ما يجعل التحدي القادم أمام ديب سيك لا يقتصر على الأرقام المالية بل يمتد إلى إثبات قدرة نماذجها على منافسة اللاعبين الكبار من حيث الأداء والاستقرار.

ومع استمرار تصاعد التنافس بين الولايات المتحدة والصين، يتوقع أن يحمل المستقبل جولات جديدة من الصراع على النفوذ التكنولوجي، حيث تسعى واشنطن إلى إحكام قبضتها على المعالجات المتقدمة، بينما تراهن بكين على الخوارزميات والكفاءة لتجاوز الفجوة، في سباق يتجاوز الاقتصاد ليصل إلى عمق التوازنات الجيوسياسية العالمية.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً