الإثنين، 06 أكتوبر 2025

07:24 م

tru

صناعة اللوجستيات الذكية تحقق 80 مليار دولار وتعيد تشكيل حركة التجارة العالمية

الخدمات اللوجستية الذكية

الخدمات اللوجستية الذكية

A A

تشهد صناعة الخدمات اللوجستية تحولات جوهرية مع انتقالها من النمط التقليدي إلى الاعتماد الكلي على التكنولوجيا، حيث وصل حجم سوق اللوجستيات الذكية عالميًا إلى نحو 80 مليار دولار في عام 2024، مع توقعات بأن يستمر النمو بمعدل سنوي يفوق 16% حتى عام 2030.

ويأتي هذا التحول نتيجة مباشرة لتبني شركات كبرى مثل "أمازون" و"علي بابا" لشبكات الجيل الخامس وتقنيات التتبع الفوري، الأمر الذي أسهم في تقليص فترات الشحن وتجنب خسائر ضخمة كانت تكبد الشركات مئات الملايين من الدولارات سنويًا، وهو ما جعل الاستثمار في الحلول الذكية خيارًا استراتيجيًا وليس مجرد توجه تقني.

استثمارات ضخمة

في منطقة الشرق الأوسط، تسعى شركات كبرى إلى تعزيز مكانتها عبر ضخ استثمارات ضخمة في هذا القطاع، فقد استثمرت "موانئ دبي العالمية" أكثر من 4 مليارات دولار في تطوير أنظمة لوجستية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ما انعكس على تقليص زمن التخليص الجمركي بنسبة 35% وتحقيق كفاءة أكبر في حركة البضائع.

وفي السعودية بلغ حجم سوق النقل الذكي 25 مليار دولار عام 2023، مع توقعات بزيادة سنوية تصل إلى 12% مدعومة بمشاريع "رؤية 2030" التي تستهدف جعل المملكة مركزًا عالميًا للتجارة والخدمات اللوجستية، بينما تتنافس دول أخرى في المنطقة على تعزيز بنيتها التحتية الرقمية لمواكبة هذه التطورات.

ربط الموانئ

أظهرت شبكات الاتصالات المتقدمة دورًا محوريًا في ربط الموانئ والمطارات بمراكز التوزيع والمخازن، حيث ارتفعت نسبة دقة تتبع الشحنات عالميًا إلى أكثر من 95% بفضل أنظمة التتبع الفوري.

كما أدت هذه التطورات إلى خفض انبعاثات الكربون بنسبة 22% نتيجة تحسين طرق النقل وتقليل فترات الانتظار، وهو ما يتماشى مع السياسات البيئية للاتحاد الأوروبي الذي خصص أكثر من 30 مليار يورو حتى عام 2035 لدعم مشروعات البنية التحتية اللوجستية المستدامة، هذه الجهود تعكس التداخل المتزايد بين البنية التحتية الرقمية وحركة التجارة، وتؤكد أن الحلول الذكية أصبحت جزءًا أساسيًا من سلاسل الإمداد العالمية.

منصات ذكية

يشير خبراء الصناعة إلى أن المستقبل يتجه نحو نموذج "اللوجستيات كخدمة" أو ما يعرف بـ LaaS، وهو نموذج يسمح للشركات الصغيرة والمتوسطة بالاعتماد على منصات رقمية لإدارة عمليات النقل والشحن دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة، مما يفتح المجال أمام مشاركة أوسع في السوق العالمي ويعزز من مرونة التجارة الدولية، هذه المنصات تتيح مراقبة حركة البضائع وتوزيع الموارد بكفاءة عالية عبر تقنيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية، ما يعكس مسارًا جديدًا يغير قواعد اللعبة في إدارة سلاسل الإمداد.

كما أن تكامل هذه المنصات مع شبكات الجيل الخامس والتطبيقات السحابية جعل عملية ربط الأطراف المختلفة في سلسلة التوريد أكثر سلاسة ودقة، وهو ما يعزز من سرعة الاستجابة لمتغيرات السوق، ويقلل من المخاطر المرتبطة بالتأخير أو الفقدان، في الوقت الذي تتزايد فيه التحديات العالمية المتعلقة بالتغير المناخي والضغوط البيئية التي تفرض على الشركات تقليل انبعاثاتها وتحسين كفاءتها التشغيلية.

وتشير التقديرات إلى أن التحول الرقمي في قطاع الخدمات اللوجستية سيصبح أحد أبرز محركات الاقتصاد العالمي خلال السنوات المقبلة، حيث لا تقتصر أهميته على خفض التكاليف أو زيادة الكفاءة بل تمتد لتشمل تعزيز الاستدامة وتحقيق التكامل بين الأسواق.

ومع استمرار الاستثمارات الضخمة في هذا المجال، يتوقع أن تلعب اللوجستيات الذكية دورًا رئيسيًا في إعادة رسم خريطة التجارة العالمية وتحويلها إلى منظومة أكثر مرونة وشفافية.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً