شركة صينية تكشف عن رأس روبوت بملامح بشرية واقعية يعكس ثورة جديدة في التفاعل

أعلنت شركة صينية ناشئة تحمل اسم AheadForm عن ابتكار لافت في عالم الروبوتات عبر تطوير رأس آلي متطور أطلقت عليه اسم Origin M1، يتميز بقدرته على محاكاة تعبيرات الوجه البشرية بدقة مدهشة، وهو ما يمثل خطوة متقدمة في اتجاه جعل التفاعل بين الإنسان والروبوت أكثر طبيعية. 

وجاء الكشف عن هذا الابتكار عبر مقطع فيديو نشرته الشركة على منصة يوتيوب، أظهر الروبوت وهو يلتفت ويحرك عينيه بطريقة واقعية لدرجة يصعب التمييز بينها وبين السلوك البشري.

ملامح واقعية

يُظهر الفيديو الذي أثار اهتمام آلاف المتابعين حول العالم أن الروبوت الجديد لا يكتفي بمحاكاة الحركة فحسب، بل يسعى لتجسيد تعابير الوجه بدقة تجعل التواصل أكثر قربًا للطبيعة البشرية. 

وتؤكد الشركة أن الهدف من هذا التطوير يتمثل في جعل الروبوتات أكثر قدرة على الانخراط في مواقف حياتية حقيقية، بحيث يستطيع الإنسان التعامل معها دون شعور بالغرابة أو الانفصال.

ويأتي هذا الإنجاز استكمالًا لجهود متنامية في سوق الروبوتات العالمي، حيث تتنافس الشركات على إنتاج نماذج تجمع بين الذكاء الاصطناعي المتقدم والمظهر البشري المألوف، لتجاوز عقبة الجفاف العاطفي الذي كان يميز الروبوتات السابقة.

تقنيات متطورة

الابتكار يعتمد على مزيج من خوارزميات ذكاء اصطناعي ذاتي التعلم وتقنيات التحريك البيوني المستوحاة من آليات حركة العضلات البشرية، هذه المنظومة تجعل الروبوت قادرًا ليس فقط على تقليد الحركات، بل أيضًا على التعبير عن مشاعر تبدو طبيعية عند المشاهدة. 

وتهدف الشركة إلى تطوير روبوتات تفهم لغة الجسد والإشارات غير اللفظية، وهو ما يفتح الباب أمام استخدامات واسعة في التعليم، والرعاية الصحية، وخدمات العملاء.

السر وراء هذا المستوى من الدقة يكمن في استخدام محركات دقيقة بلا فرش صغيرة الحجم وخفيفة الوزن وذات كفاءة عالية في استهلاك الطاقة، هذه المحركات تمنح الروبوت قدرة على التحكم في تعابير الوجه بأدق التفاصيل، من حركة الحاجبين وحتى ارتعاش الشفاه، ما يعزز واقعيته ويدفع حدود التطوير في هذا المجال.

مستقبل الروبوتات

يوهانغ، مؤسس الشركة، أشار في تصريحات إعلامية إلى أن العقد المقبل سيشهد قفزات نوعية في قدرة الروبوتات على التفاعل مع البشر بشكل طبيعي، مضيفًا أن العقدين القادمين قد يحملان روبوتات قادرة على المشي وتنفيذ مهام يومية متنوعة بطريقة تحاكي الإنسان بدرجة شبه كاملة، هذه التوقعات تعكس الطموح الكبير لصناعة الروبوتات التي تسعى إلى تجاوز دورها كأدوات ميكانيكية إلى شركاء يوميين في حياة البشر.

ويشير خبراء إلى أن تطوير رؤوس روبوتية بملامح واقعية قد يكون نقطة تحول في دمج الروبوتات داخل المجتمع، إذ يمكن أن تسهم في تقليل فجوة التواصل النفسي بين البشر والآلات، وتفتح مجالات جديدة مثل العلاج النفسي عبر الروبوتات أو رعاية كبار السن الذين يحتاجون إلى تفاعل إنساني مستمر.

في ظل هذا التوجه، يبدو أن مشروع Origin M1 ليس مجرد تجربة تقنية، بل بداية لمرحلة جديدة من صناعة الروبوتات، حيث يصبح المظهر والتواصل العاطفي عنصرين أساسيين إلى جانب الكفاءة والذكاء الاصطناعي. 

ومع استمرار المنافسة بين الشركات، قد نكون أمام حقبة تقترب فيها الروبوتات من لعب أدوار اجتماعية حقيقية داخل حياة البشر اليومية.