الجيل الخامس يغير الاقتصاد الرقمي ويخفض تكاليف التشغيل بالمصانع

تشهد مصر استعدادات متسارعة لإطلاق خدمات الجيل الخامس بصورة تجارية خلال الفترة المقبلة، بالتنسيق بين وزارة الاتصالات والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وشركات المحمول الأربع العاملة بالسوق، وهي فودافون وأورانج واتصالات مصر ووي.

وتشير التقديرات إلى أن استثمارات تطوير الشبكات وبناء البنية اللاسلكية قد تتجاوز 1.3 مليار دولار خلال المراحل الأولى، مع التركيز على توسيع التغطية في المدن الجديدة والمناطق الصناعية الكبرى مثل العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر وبرج العرب.

تطبيق صناعي

يمتد تأثير الجيل الخامس إلى الصناعات الثقيلة والمناطق الصناعية الذكية، حيث تعتمد المصانع الحديثة على الروبوتات وأنظمة التحكم الآلي منخفضة التأخير.

وتشير بيانات Ericsson إلى أن تطبيق الجيل الخامس يقلل متوسط تكاليف التشغيل بنسبة قد تصل إلى 25% بفضل تقليل الأخطاء البشرية وزيادة دقة التحكم ومراقبة خطوط الإنتاج ذاتيًا.

ومن المتوقع أن تستفيد مناطق صناعية مثل مجمع تكنولوجيا الروبيكي لصناعة الجلود من تطبيقات الصيانة التنبؤية والتحكم في الإنتاج عن بعد.

قطاع صحي

في مجال الصحة، تستعد مستشفيات كبرى مثل "500500" و"مجمع مستشفيات وزارة الصحة بالعاصمة الإدارية" لتجربة روبوتات جراحية وأنظمة تشخيص بالذكاء الاصطناعي تعتمد على سرعة نقل البيانات الفائقة، ويسمح الجيل الخامس بإجراء جراحات دقيقة عن بعد.

وتشير دراسة لمنظمة الصحة العالمية إلى أن الجراحة الروبوتية عبر شبكات فائقة السرعة تقلل نسبة المضاعفات الطبية بحوالي 18% مقارنة بالجراحات التقليدية، ما يمثل نقلة نوعية في جودة الرعاية الصحية داخل مصر.

لوجستيات ذكية

في مجال النقل واللوجستيات، يلعب الجيل الخامس دورًا محوريًا في إدارة الموانئ والمطارات الذكية، حيث يعتمد ميناء شرق بورسعيد وميناء السخنة على أنظمة تتبع الحاويات ذاتيًا وربطها بمركبات نقل موجهة تلقائيًا، ما يمكن أن يرفع كفاءة المناولة بنسبة تصل إلى 30% وفق تقارير شركة Huawei المشاركة في تطوير البنية الاتصالية.

ومع دخول الجيل الخامس مرحلة التشغيل التجاري، تتجه مصر لتصبح مركزًا إقليميًا رئيسيًا للربط بين سلاسل الإمداد في أوروبا وآسيا وأفريقيا.

تسهم هذه الخدمات أيضًا في تحسين كفاءة الطاقة وتقليل الهدر في المصانع، كما تدعم تطبيقات المدن الذكية في مراقبة المرور والتحكم في الإضاءة والمرافق العامة.

ويؤكد خبراء تكنولوجيا المعلومات أن الانتقال الكامل إلى الجيل الخامس سيعزز قدرة مصر على استقطاب الاستثمارات الأجنبية ويتيح للشركات المحلية منافسة إقليمية على مستوى الصناعات الذكية والخدمات اللوجستية، وهو ما يضع البلاد على خريطة الاقتصاد الرقمي العالمي.

كما يعمل الجيل الخامس على دعم الربط بين الصناعات والخدمات، ويتيح استخدام البيانات الكبيرة والتحليلات الذكية لاتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة، كما يسهم في تطوير منصات تعليمية وصحية رقمية متقدمة، ويوفر بنية تحتية متطورة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تعتمد على تقنيات إنترنت الأشياء، ما يجعل مصر بيئة خصبة للابتكار الرقمي والنمو الاقتصادي المستدام.