الأربعاء، 01 أكتوبر 2025

12:07 ص

tru

الذكاء الاصطناعي يغيّر سوق العمل ويضيف تريليونات للاقتصاد

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

A A

أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا رئيسيًا من التحولات الاقتصادية العالمية، ولم يعد مقتصرًا على المساعدة التقنية أو البحث بل تحوّل إلى محرك إنتاج وإبداع واسع التأثير، إذ كشفت دراسة حديثة صادرة عن شركة "برايس ووتر هاوس كوبرز" أن أدوات الذكاء الاصطناعي مرشحة لإضافة ما يقارب 15.7 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، وهو رقم يضع هذه التقنية في قلب التحولات الاقتصادية المقبلة.

وقد سارعت شركات كبرى مثل Adobe إلى إدماج تقنيات التوليد بالذكاء الاصطناعي في منتجاتها مثل Firefly مما ساهم في رفع قيمة أسهمها بنسبة 18% خلال عام 2024 مع تزايد استخدام تلك الأدوات بين المبدعين والمصممين.

وظائف جديدة

لم يقتصر تأثير الذكاء الاصطناعي على دعم الشركات فقط، بل امتد إلى سوق العمل العالمي حيث بدأت مؤسسات إعلامية رائدة مثل Bloomberg وThomson Reuters في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنتاج الأخبار والملخصات بشكل أسرع وبتكلفة أقل، إذ سجلت بعض الأقسام انخفاضًا في النفقات التشغيلية بنسبة وصلت إلى 30%.

ورغم هذا التوجه الذي يثير المخاوف بشأن الاستغناء عن بعض الوظائف التقليدية إلا أن المنتدى الاقتصادي العالمي توقع أن تشهد الأسواق العالمية ظهور أكثر من 97 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2025، وتشمل هذه الوظائف مجالات مثل محرري الذكاء الاصطناعي ومدربي النماذج ومطوري الأنظمة المتقدمة، وهو ما يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي يعيد توزيع القوى العاملة بدلًا من تقليصها.

نمو الإعلانات

كان قطاع التسويق والإعلانات من أبرز المستفيدين من هذه الطفرة، حيث أعلنت منصة HubSpot أن دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في الحملات الرقمية ساعد على رفع معدلات التفاعل بنسبة 45% مقارنة بالأساليب التقليدية.

كما أوضحت شركة أمازون أن خوارزميات التوصية الجديدة القائمة على الذكاء الاصطناعي ساهمت في زيادة مبيعاتها الفصلية بما يتجاوز 12 مليار دولار خلال عام 2024 وحده، مما يعكس التحول الكبير الذي أحدثته هذه التقنيات في آليات استهداف المستهلكين وفهم أنماطهم السلوكية بشكل أدق.

إبداع رقمي

في مجالات الفن والإبداع لم يعد الذكاء الاصطناعي خصمًا للفنانين بل تحول إلى أداة مساعدة تفتح آفاقًا جديدة أمامهم، فقد انتشرت منصات مثل MidJourney وRunway بين ملايين المستخدمين حول العالم، ووصل عدد الاشتراكات المدفوعة في منصة MidJourney وحدها إلى 15 مليون مشترك بحلول منتصف 2025، وهو ما يعكس إقبالًا واسعًا على أدوات توليد الصور والفيديو والنصوص، وقد ساعدت هذه التطبيقات على إنتاج محتوى أسرع وأكثر انتشارًا مع الاحتفاظ بدور الإنسان كمصدر الخيال والإبداع، لتتشكل علاقة جديدة بين الموهبة البشرية والآلة في صناعة الفن الرقمي.

أصبحت التقنيات الذكية عنصرًا أساسيًا في جميع القطاعات بدءًا من الإعلام مرورًا بالتسويق وصولًا إلى الفنون، وبينما تفتح هذه التطورات الباب أمام فرص اقتصادية ضخمة فإنها تفرض في الوقت نفسه تحديات تتعلق بالتكيف مع أنماط العمل الجديدة وضمان تأهيل القوى العاملة لمواكبة التغيرات المتسارعة، ما يجعل الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية بل قوة اقتصادية واجتماعية تعيد تشكيل مستقبل العالم.

search

أكثر الكلمات انتشاراً