كوالكوم تختبر تصنيع معالجها الرائد بتقنية 2 نانومتر من سامسونج

كوالكوم
بينما بدأت كوالكوم فعلياً بإنتاج معالج Snapdragon 8 Elite Gen 5 عبر خطوط TSMC بدقة 3 نانومتر، ظهرت خطوة غير متوقعة قد تغيّر موازين القوة في صناعة المعالجات، إذ كشفت تقارير حديثة أن الشركة تختبر عينات من المعالج نفسه ولكن بتقنية تصنيع سامسونج الجديدة بدقة 2 نانومتر، وهي خطوة تعكس رغبة كوالكوم في تنويع مصادر الإنتاج وفتح الباب أمام منافسة شرسة قد تمتد إلى الأسعار وجودة الأداء معاً، مما ينذر بمرحلة مختلفة في العلاقة بين أكبر شركتين في سوق الشرائح المتقدمة.
اختبار جديد
المصادر الصناعية تشير إلى أن كوالكوم لم تكتفِ بتجربة محدودة، بل طلبت دفعات اختبارية كاملة من سامسونج لتقييم قدرات خطوط إنتاجها الجديدة SF2، وهي العملية التي تمثل أول تطبيق فعلي لتقنية Gate-All-Around المتطورة.
وتعد هذه الخطوة جزءاً من استراتيجية مدروسة تقوم على ما يُعرف باسم “المصدر المزدوج”، أي الاعتماد على شركتين لتصنيع المعالج ذاته بهدف كسر الاحتكار وتعزيز الموقف التفاوضي في الأسعار والمواصفات.
وتُظهر هذه الخطوة أن كوالكوم تدرس احتمالية منح سامسونج جزءاً من عقود الإنتاج المستقبلية إذا أثبتت التقنية الجديدة تفوقها في الأداء والكفاءة.
منافسة الأسعار
تسعى سامسونج من جانبها إلى استعادة موقعها الذي فقدته لصالح TSMC خلال السنوات الماضية، لذلك تقدم للشركات الكبرى مثل كوالكوم حوافز مالية ضخمة وتخفيضات في التكلفة لإقناعها بتحويل إنتاجها.

وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن سامسونج قد تعرض تخفيضات تتجاوز 20% مقارنة بأسعار TSMC، وهو ما يجعل الصفقة مغرية من الناحية التجارية، خصوصاً في ظل ارتفاع تكاليف تصنيع الشرائح المتقدمة.
ويرى محللون أن نجاح كوالكوم في توزيع إنتاجها بين المصنعين سيمنحها مرونة أكبر في تسعير منتجاتها المستقبلية ويخفف من اعتمادها الكامل على جهة واحدة كما حدث خلال السنوات الماضية.
تحدي التقنية
ما يميز عملية سامسونج الجديدة هو استخدامها بنية GAA المتقدمة، التي تمنح المعالج تحكماً أدق في تدفق الكهرباء عبر الترانزستورات، مما يعني استهلاك طاقة أقل وأداء أعلى في الوقت نفسه، بينما تعتمد TSMC على تقنية N3P ذات البنية التقليدية.
وتعد تقنية GAA التطوير الأهم منذ ظهور FinFET في العقد الماضي، إذ تتيح بناء معالجات أكثر كفاءة تناسب متطلبات الهواتف الذكية الرائدة وأجهزة الذكاء الاصطناعي المحمولة.
كما تعتمد سامسونج التقنية نفسها في تطوير معالج Exynos 2600 الذي سيظهر في سلسلة Galaxy S26 المقبلة، ما يجعل نجاحها في هذه المرحلة الاختبارية مؤشراً حاسماً على جاهزيتها الإنتاجية.
سباق الهيمنة
لكن التحدي الحقيقي أمام سامسونج لا يتعلق فقط بالتصميم أو الأداء بل بمعدل النجاح الإنتاجي، فالشركات الكبرى لا تكتفي بنتائج الأداء العالية بل تبحث عن استقرار في التصنيع وقدرة على تلبية الطلبات بكميات ضخمة دون خسائر.
وتشير مصادر داخل الصناعة إلى أن معدل النجاح في خطوط سامسونج لم يصل بعد إلى مستوى TSMC، إلا أن الشركة تعمل على تحسينه تدريجياً عبر تحديث معداتها وتقنيات الاختبار.
وإذا تمكنت سامسونج من تجاوز هذه العقبة، فقد تبدأ حقبة جديدة في سوق أشباه الموصلات حيث تتقاسم الشركتان الحصة الأعلى من إنتاج الشرائح الرائدة.
في حال مضت كوالكوم قدماً في اعتماد عملية 2 نانومتر من سامسونج، سيعني ذلك تحولاً كبيراً في الصناعة. فبدلاً من الاعتماد الكامل على TSMC، ستفتح كوالكوم الباب أمام منافسة مباشرة تعيد توزيع الطلبات وتدفع الأسعار للانخفاض.
كما أن نجاح التقنية الجديدة سيؤثر على قرارات شركات أخرى مثل NVIDIA وAMD التي تراقب أداء سامسونج عن قرب.
ويرى محللون أن العام المقبل قد يشهد بداية حرب أسعار حقيقية في قطاع المعالجات المتقدمة، مع دخول تقنية 2 نانومتر إلى مرحلة الإنتاج التجاري وتوسع المنافسة بين المصنعين على جذب العملاء الكبار.
كوالكوم تدرك أن المستقبل سيكون لمن يملك المرونة في التصنيع وليس فقط التصميم، وسامسونج تسعى لإثبات أنها قادرة على المنافسة في أصعب مراحل الإنتاج.
وبين التجارب والاختبارات والمفاوضات، يبدو أن سوق المعالجات مقبل على فصل جديد من التنافس الحاد قد يعيد رسم خريطة الهيمنة في عالم التكنولوجيا المتقدمة.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً