الإثنين، 27 أكتوبر 2025

09:35 ص

tru

Steam توضح سياستها بشأن الألعاب الجريئة وتنفي فرض أي حظر رسمي

Steam

Steam

ياسين عبد العزيز

A A

في خضم الجدل المتصاعد حول حرية المحتوى في صناعة الألعاب، وجدت منصة Steam نفسها في مواجهة انتقادات واسعة بعد تقارير تحدثت عن فرض قيود غير معلنة على الألعاب المخصصة للبالغين ضمن برنامج الإتاحة المبكرة (Early Access)، وهو ما أثار مخاوف مطوري الألعاب المستقلة من فقدانهم أحد أهم منافذ النشر والتمويل. لكن الشركة المالكة للمنصة، Valve، سارعت مؤخرًا إلى توضيح موقفها، نافية وجود أي سياسة رسمية تستهدف هذا النوع من الألعاب.

خلفية الأزمة

تعود بداية القصة إلى الأسابيع الأخيرة، حين لاحظ عدد من مطوري الألعاب الجريئة أن ألعابهم رُفضت ضمن برنامج الإتاحة المبكرة دون توضيح الأسباب. 

وأثار ذلك تكهنات حول وجود ضغوط من شركات الدفع الإلكتروني الكبرى مثل Mastercard وVisa، والتي يُعتقد أنها طالبت Steam ومواقع مشابهة مثل Itch.io بتشديد الرقابة على المحتوى المخصص للبالغين.

 وقد أدى هذا الضغط إلى إزالة بعض الألعاب من قوائم المتاجر الإلكترونية، ما تسبب في حالة من الارتباك داخل مجتمع المطورين.

الكاتبة آنا فالينز، التي عُرفت بتغطياتها الصحفية الجريئة لقضايا الرقابة الرقمية، كشفت عبر منصة Bluesky أن أحد المطورين تلقى ردًا من دعم Steam يؤكد أن المنصة “تراجع كل لعبة على حدة”، مشيرة إلى أنه “لا توجد سياسة عامة تمنع أي نوع من الألعاب من المشاركة في برنامج الإتاحة المبكرة”، هذا الرد بعث بعض الطمأنينة في أوساط المطورين، لكنه لم يبدد بالكامل حالة الشك حول الممارسات الفعلية للمنصة.

تضارب المواقف

ورغم التصريحات الرسمية التي تؤكد حياد المنصة، فإن الواقع يشير إلى تباين في تطبيق السياسة، ففي أغسطس الماضي، تلقى مطور لعبة Heavy Hearts ردًا مغايرًا تمامًا يفيد بأن الألعاب التي تتضمن محتوى ناضجًا “لا يمكنها المشاركة في نموذج الإتاحة المبكرة”، وهو ما يعكس وجود اختلاف واضح في طريقة تعامل Steam مع طلبات المطورين.

ورغم بقاء بعض الألعاب الجريئة متاحة على المنصة، إلا أن المطورين يخشون أن تؤدي ضغوط شركات الدفع إلى فرض رقابة تدريجية على هذا النوع من المحتوى، خصوصًا بعد تهديد تلك الشركات بسحب خدماتها من أي منصة لا تلتزم بمعاييرها الأخلاقية. 

وأعلنت منظمة Collective Shout الأسترالية، المعروفة بمواقفها المناهضة لما تصفه بـ “تسليع المرأة”، أنها نجحت في دفع شركات الدفع لاتخاذ مواقف أكثر تشددًا تجاه الألعاب التي تحتوي على عناصر ناضجة أو مثيرة للجدل.

مستقبل غامض

في الوقت نفسه، يرى مطورون أن الخطر الحقيقي لا يكمن في Steam ذاتها، بل في هيمنة شركات الدفع على مفاصل الصناعة، إذ إن توقف خدمات مثل Visa أو Mastercard يعني فعليًا حرمان المنصات من قدرتها على تلقي المدفوعات أو بيع الألعاب. 

وقد حاول بعض اللاعبين في المملكة المتحدة الضغط على المشرعين لإجبار تلك الشركات على التراجع، لكن الحكومة البريطانية أوضحت أنها لا تتدخل في “القرارات التجارية الخاصة بالمؤسسات المالية”، مما ترك المطورين دون دعم قانوني واضح.

بعض المنصات المنافسة مثل DLsite اليابانية لجأت إلى حلول بديلة، فأنشأت نظام دفع داخلي خاصًا بها لتفادي هذه القيود، في حين لم تقدم Steam أي بدائل جديدة حتى الآن، مما يفاقم استياء المستخدمين، خصوصًا في الدول التي لا تتوفر فيها خيارات دفع مثل PayPal أو التي تحظر بنوكها التعامل مع مواقع تقدم محتوى ناضجًا.

ويؤكد محللون أن برنامج الإتاحة المبكرة يُعد ركيزة أساسية في دعم الألعاب المستقلة، إذ يسمح للمطورين بجمع التمويل وملاحظات اللاعبين قبل الإطلاق الرسمي. 

ومع استمرار حالة الغموض، يبدو أن الضغط سيستمر على شركة Valve لإقرار سياسة أكثر شفافية واستقرارًا، تضمن للمطورين حرية النشر دون خوف من القرارات المفاجئة أو القيود غير المعلنة.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً