الأربعاء، 29 أكتوبر 2025

06:38 ص

tru

آبل تدخل عالم الإعلانات عبر خرائطها الذكية لتوسيع مصادر الدخل

Apple Maps

Apple Maps

ياسين عبد العزيز

A A

تستعد شركة آبل لإدماج الإعلانات التجارية داخل تطبيقها الشهير “Apple Maps” خلال العام المقبل، في خطة قد تُحدث تحولًا جوهريًا في تجربة الملاحة الرقمية التي اعتاد عليها مستخدمو أجهزة الشركة منذ سنوات، وتفتح الباب أمام نقاش واسع حول العلاقة بين الخصوصية والربحية في بيئة آبل المغلقة.

إعلانات ذكية

وبحسب تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ الأمريكية، فإن آبل تمضي قدمًا في خطتها لجلب الإعلانات إلى نظام التشغيل iOS، بعد أن حققت تجربة ناجحة في متجر التطبيقات “App Store”، حيث يُتوقع أن تسمح للشركات المحلية مثل المطاعم والمحال التجارية والمقاهي بدفع مبالغ مالية مقابل إبراز بياناتها ومواقعها ضمن نتائج البحث في تطبيق الخرائط. 

وتُخطط الشركة لاستخدام خوارزميات ذكاء اصطناعي متطورة لضمان أن تكون الإعلانات موجهة وملائمة للمستخدمين بناءً على موقعهم الجغرافي وسلوكهم السابق في التطبيق.

وتُشير المصادر إلى أن هذه الخطوة قد تمنح المستخدمين تجربة أكثر تخصيصًا ودقة، لكنها في الوقت ذاته تثير مخاوف بشأن احتمالية تشويه تجربة التصفح الخالية من الإعلانات التي تميّز تطبيق خرائط آبل منذ انطلاقه، خصوصًا أن العديد من مستخدمي الشركة يختارونها تحديدًا بسبب سياستها الصارمة في حماية الخصوصية.

تطوير وتجديد

على مدى السنوات الأخيرة، استثمرت آبل بكثافة في تحسين خرائطها لتصبح منافسًا حقيقيًا لخدمة خرائط جوجل، إذ قامت بإعادة تصميم الواجهات وتحسين تغطية البيانات وتحديث الخرائط بشكل دوري لتشمل تفاصيل أكثر دقة عن الطرق والمعالم. 

كما أضافت الشركة أدوات لاكتشاف المطاعم والأماكن الترفيهية وتقييمات المستخدمين، بالإضافة إلى دمج مراجعات الخبراء والمحتوى المحلي الموجّه.

وتوسعت الخدمة لتشمل نسخة ويب متوافقة مع متصفحات متعددة، مما أتاح للمستخدمين الوصول إلى الخرائط من خارج أجهزة آبل لأول مرة. 

وقد جعلت هذه الخطوات تطبيق “Apple Maps” منصة متكاملة للملاحة والاكتشاف، ولم تعد تقتصر على التوجيه فحسب، بل أصبحت جزءًا من تجربة الحياة اليومية لمستخدمي منظومة آبل.

منافسة شرسة

ورغم هذه التطورات، لا تزال خرائط جوجل تحتفظ بتفوق ملحوظ في الكم الهائل من البيانات والمراجعات، إضافة إلى تغطيتها الأوسع في مختلف الدول، خاصة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. 

وتوفر جوجل كذلك بنية تحتية متقدمة للبحث وتحديثات لحظية تعتمد على بيانات المستخدمين، وهو ما يمنحها دقة عالية يصعب مجاراتها.

لكن آبل تمتلك بدورها نقاط قوة جوهرية، أبرزها تكاملها العميق مع أجهزة الشركة الأخرى مثل آيفون وآيباد وساعة آبل، إلى جانب التزامها الواضح بحماية بيانات المستخدمين وعدم بيعها لأطراف ثالثة، هذه الخصائص تجعل من خرائطها بيئة مناسبة للإعلانات “الآمنة”، التي قد تُقدَّم بطريقة ذكية وغير مزعجة، ما يخلق توازنًا بين الاستفادة التجارية وتجربة الاستخدام الموثوقة.

تجربة محسوبة

ويرى محللون أن إدخال الإعلانات في خرائط آبل يُعد خطوة منطقية في إطار إستراتيجية الشركة لزيادة الاعتماد على خدماتها كمصدر رئيسي للأرباح بعد تباطؤ مبيعات الأجهزة، لكن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية عرض هذه الإعلانات دون الإضرار بالانطباع المميز الذي تحرص آبل على ترسيخه لدى مستخدميها، فالشركة تدرك أن أي إخلال بتجربة المستخدم قد يؤدي إلى ردود فعل سلبية تُهدد نجاح المشروع منذ بدايته.

ومن المتوقع أن تكشف آبل خلال عام 2026 عن تفاصيل إضافية حول طريقة ظهور الإعلانات ومدى تحكم المستخدمين بها، بالإضافة إلى الدول التي ستبدأ فيها هذه التجربة مبدئيًا. 

ويبدو أن الشركة تسعى إلى تطبيق نظام إعلاني “راقي” يعتمد على الذكاء الاصطناعي والبيانات الدقيقة، وليس على الإعلانات العشوائية أو المزعجة التي قد تُضعف ثقة المستخدمين في المنظومة.

وبينما يرى البعض أن دخول آبل هذا المجال يشكل تحولًا استراتيجيًا نحو نموذج أعمال أكثر استدامة، يرى آخرون أن الخطوة تحمل مخاطرة كبيرة قد تهدد صورة الشركة كرمز للخصوصية والابتكار النقي. 

في النهاية، تبقى تجربة المستخدم هي الحكم الفصل بين نجاح الخطة أو تحولها إلى عبء على سمعة واحدة من أكثر العلامات التجارية احترامًا في العالم الرقمي.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً