جوجل تنفي اختراقاً هائلاً وتكشف حقيقة تسريب بيانات 183 مليون حساب

أكدت شركة جوجل بشكل رسمي أنها لم تتعرض لأي عملية اختراق واسعة النطاق كما زعمت بعض التقارير الإعلامية، نافيةً أن تكون حسابات Gmail قد تسربت أو تأثرت بما وصفه البعض بـ"الاختراق الأكبر في تاريخ الشركة". 

وتأتي هذه التصريحات بعد موجة من الأخبار التي انتشرت سريعاً على مواقع التواصل والمنصات التقنية، مدعية أن أكثر من 183 مليون حساب Gmail تم اختراقها وتسريب بياناتها إلى العلن، وهو ما أثار قلق المستخدمين حول العالم ودفع جوجل إلى التحرك السريع لتوضيح الموقف.

نفي رسمي

في بيان مطوّل نشرته عبر حساباتها الرسمية، أكدت جوجل أن ما تم تداوله حول خرق أمني ضخم لخوادم Gmail لا يمت للحقيقة بصلة، موضحة أن البيانات التي ظهرت في التسريبات ليست ناتجة عن أي اختراق جديد، بل تعود إلى تجميعات قديمة من بيانات اعتماد تم تسريبها على مرّ السنين من خلال هجمات قرصنة متعددة استهدفت مواقع مختلفة. 

وأضافت الشركة أن التقارير التي تحدثت عن خرق جماعي لحسابات المستخدمين اعتمدت على سوء فهم لقواعد البيانات المنتشرة على الويب المظلم، والتي تُجمع فيها معلومات مسروقة من هجمات متنوعة.

وأكدت جوجل أن دفاعات Gmail لا تزال قوية، وأن مستخدميها يتمتعون بحماية متعددة المستويات تشمل التحقق بخطوتين ورصد النشاطات المشبوهة في الوقت الفعلي. 

وقالت الشركة في بيانها: “التقارير التي تتحدث عن خرق أمني ضخم تؤثر على ملايين المستخدمين هي كاذبة تماماً، ولا وجود لأي هجوم جديد على أنظمتنا”. 

كما شددت على أن البيانات التي يتم تداولها لا تخص منصة واحدة أو خوادم جوجل، بل تشمل مزيجاً من الحسابات التي تم اختراقها على مر السنين من مواقع وتطبيقات أخرى.

مصدر القصة

تعود جذور القصة إلى إعلان الباحث الأمني الشهير تروي هانت، مؤسس منصة Have I Been Pwned (HIBP)، الذي أوضح أنه أضاف مؤخراً مجموعة ضخمة من بيانات الاعتماد تضم 183 مليون حساب إلى قاعدة بياناته، إلا أن هذه الإضافة لم تكن نتيجة اختراق واحد، بل كانت حصيلة سنوات من عمليات التصيد الإلكتروني وسرقة المعلومات وتجميع بيانات الاعتماد من مصادر مختلفة عبر الإنترنت.

هانت أوضح أيضاً أن 91% من هذه البيانات كانت معروفة مسبقاً وظهرت في تسريبات سابقة، ما يشير إلى أن الأمر لا يتعلق بتسريب جديد، بل بإعادة تجميع معلومات قديمة تم جمعها من عدة قواعد بيانات، وبذلك يتضح أن ما أُثير حول “اختراق Gmail” كان تحريفاً للحقائق، ناتجاً عن سوء تفسير للبيانات التي تمت إضافتها إلى المنصة، وليس بسبب أي ضعف في أنظمة جوجل الأمنية.

توعية المستخدمين

وعلى الرغم من نفي جوجل لحدوث أي اختراق لخوادمها، إلا أن الخبراء الأمنيين يرون أن التسريبات الأخيرة تمثل جرس إنذار جديداً للمستخدمين، إذ تعكس مدى انتشار بيانات الاعتماد المسروقة عبر الإنترنت. 

ويؤكد المختصون أن إعادة استخدام كلمات المرور نفسها في أكثر من حساب يُعد من أكثر الأخطاء شيوعاً التي تمنح المهاجمين فرصة لاختراق الحسابات بسهولة.

لهذا تنصح جوجل المستخدمين بالتحقق من حساباتهم عبر موقع Have I Been Pwned، لمعرفة ما إذا كانت بياناتهم مدرجة ضمن تلك القوائم، مع ضرورة تغيير كلمات المرور بشكل فوري إذا تبين وجود تطابق. 

كما تشدد على أهمية تفعيل التحقق بخطوتين واستخدام مديري كلمات مرور موثوقين لتوليد كلمات مرور قوية وفريدة لكل حساب.

وبينما تستمر الشائعات التقنية في الانتشار بسرعة، تُبرز هذه الواقعة الحاجة الماسة إلى التحقق من المصادر قبل تداول الأخبار، خصوصاً في القضايا الأمنية الحساسة التي تمس خصوصية المستخدمين وثقتهم في الشركات التقنية الكبرى. 

وتبقى الحقيقة المؤكدة أن جوجل لم تتعرض لأي اختراق جديد، وأن ما تم تداوله مجرد إعادة تداول لبيانات قديمة أعيد تجميعها في قاعدة بيانات واحدة، دون أن تمسّ أنظمة الشركة أو مستخدميها بشكل مباشر.