الصين تسرّع خطاها نحو القمر بإطلاق مهمة مأهولة تمهيدًا لهبوط تاريخي
الصين
ياسين عبد العزيز
أعلنت وكالة الفضاء المأهول الصينية أن البلاد تمضي بخطى واثقة نحو تحقيق هدفها بإرسال أول بعثة مأهولة إلى سطح القمر قبل عام 2030، مؤكدة أن المشروع يدخل الآن مرحلة حاسمة تتضمن تنفيذ اختبارات متقدمة لمختلف مكونات برنامجها الفضائي، في وقت تتطلع فيه الصين إلى ترسيخ مكانتها كقوة عالمية في مجال استكشاف الفضاء.
اختبارات حرجة
وذكرت الوكالة، في بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، أن المرحلة المقبلة من البرنامج ستتضمن سلسلة من التجارب الميدانية والاختبارات التقنية الدقيقة، من بينها الاختبارات المتكاملة لمركبة الهبوط القمري "لانيويه"، التي تمثل العمود الفقري لعملية الوصول إلى سطح القمر.
كما تشمل المرحلة اختبارات حرارية عالية الدقة لقياس قدرة المعدات على تحمّل الظروف القاسية في الفضاء، إلى جانب اختبارات الهروب من الضغط الديناميكي القصوى لمركبة الفضاء المأهولة "منغتشو"، وهي اختبارات مصممة لضمان سلامة الطاقم في حال حدوث أي طارئ أثناء الرحلة.
وأشارت الوكالة إلى أن مهندسيها يعملون أيضًا على التحقق من كفاءة الصاروخ الحامل الجديد "لونغ مارش-10"، الذي يُتوقع أن يكون الركيزة الأساسية لإطلاق المركبات المأهولة نحو القمر، موضحة أن هذا الطراز من الصواريخ صُمم خصيصًا لعمليات الإقلاع الثقيلة والرحلات الطويلة خارج المدار الأرضي المنخفض، وهو ما يمثل نقلة نوعية في قدرات الصين التقنية في هذا المجال.
مهمة شنتشو-21
وفي سياق متصل، كشفت وكالة الفضاء المأهول الصينية عن استعداد ثلاثة من أبرز روادها، وهم "تشانغ لو"، و"وو في"، و"تشانغ هونغ تشانغ"، لتنفيذ مهمة الفضاء الجديدة "شنتشو-21"، التي تُعد إحدى أكثر المهمات تطورًا في تاريخ البرنامج الصيني، مشيرة إلى أنه من المقرر إطلاق المركبة صباح الجمعة من مركز "جيوتشيوان" لإطلاق الأقمار الاصطناعية في شمال غربي الصين.
وتأتي هذه المهمة ضمن سلسلة متواصلة من الرحلات التجريبية التي تهدف إلى اختبار الأنظمة الحيوية والتقنيات الملاحية والقدرات البشرية على تحمل فترات الإقامة الطويلة في الفضاء.
كما أنها تمثل تمهيدًا لمرحلة لاحقة من المشروع، تتضمن عمليات ربط بين المركبات الفضائية ومركبة الهبوط القمري في المدار القمري، وهي خطوة أساسية نحو تنفيذ الهبوط الفعلي على سطح القمر.
طموح متجدد
ويؤكد خبراء الفضاء أن التحرك الصيني المتسارع في هذا المجال يأتي في ظل تنافس عالمي متجدد حول استكشاف القمر، خاصة بعد أن أعادت الولايات المتحدة تفعيل برنامج "أرتميس" الذي يهدف بدوره إلى إعادة روادها إلى القمر في السنوات القادمة.
ويرى محللون أن دخول الصين هذا السباق بقوة يعكس استراتيجية بعيدة المدى تهدف إلى تطوير قدراتها التكنولوجية، وتعزيز حضورها في الفضاء كمجال جديد للتأثير الجيوسياسي والعلمي.
وتطمح الصين إلى بناء محطة قمرية مأهولة مستقبلاً يمكنها دعم بعثات علمية طويلة الأمد، وهو هدف يبدو طموحًا لكنه يتماشى مع التطور الملحوظ الذي حققته البلاد في مجال الفضاء خلال العقد الأخير، بدءًا من نجاحها في إرسال مركبة إلى الجانب المظلم من القمر، وصولًا إلى تشغيل محطة الفضاء الصينية "تيانغونغ" التي أصبحت رمزًا لنهضتها العلمية.
ويبدو أن السنوات القليلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ملامح المستقبل الفضائي للصين، إذ تدخل البلاد في مرحلة التنفيذ العملي لأكبر مشاريعها العلمية في التاريخ الحديث، وسط متابعة عالمية حثيثة للخطوات التي قد تضعها على أعتاب إنجاز فضائي غير مسبوق في آسيا، وربما خطوة أولى نحو منافسة مباشرة مع القوى الفضائية الكبرى.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً