OpenAI تسعى لابتكار ذكاء اصطناعي يفكر بعقل الإنسان وينافس الباحثين
                        OpenAI
ياسين عبد العزيز
أعلنت شركة OpenAI، المطوّرة لمنصة ChatGPT، عن نيتها تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على التفكير النقدي والفهم العميق على نحو يُحاكي طريقة تفكير الإنسان، في مسعى يهدف إلى تجاوز حدود الاستخدام التقليدي للأدوات الذكية وتحويلها إلى كيانات تحليلية مستقلة تمتلك القدرة على البحث، والاستنتاج، واتخاذ القرار بشكل ذاتي.
رؤية طموحة
كشف الرئيس التنفيذي للشركة سام ألتمان خلال تصريحات حديثة أن OpenAI تخطط لإطلاق مساعد ذكاء اصطناعي بمستوى “متدرّب بحثي” بحلول عام 2026، على أن تتطور قدراته بحلول 2028 ليصبح بمستوى “باحث فعلي” قادر على إجراء الدراسات بشكل مستقل دون إشراف بشري مباشر.
وتُعتبر هذه الخطوة بمثابة نقلة نوعية في مسار تطور الذكاء الاصطناعي، إذ تسعى الشركة إلى خلق نظام يستطيع أن يتعلم من تلقاء نفسه، ويحلّل المعطيات بعقل نقدي، ويفهم السياق المعقّد للمعلومات على غرار ما يفعله الباحثون الأكاديميون المحترفون.
ورغم أن الأدوات الحالية مثل ChatGPT وGemini وClaude أظهرت قدرات مذهلة في جمع المعلومات وتلخيصها بسرعة تفوق أي باحث بشري، فإنها لا تزال تفتقر إلى جوهر “الفهم التحليلي” الذي يُميز الإنسان، حيث يظل التفكير النقدي وتقييم المصداقية وتقدير المعنى العميق للنصوص من المهارات التي لم يتمكن الذكاء الاصطناعي من إتقانها بعد.
تفكير نقدي
ترى OpenAI أن الفجوة الحقيقية بين الإنسان والآلة لا تكمن في السرعة أو الكم، بل في القدرة على التفكير في السياق وإدراك العلاقات المنطقية بين المعلومات، فبينما يمكن للنظام الحالي تلخيص عشرات المقالات والبحوث خلال دقائق، يظل عاجزًا عن تحديد أيّها أكثر دقة أو أهمية.

ولهذا، تعمل الشركة على تدريب نماذجها المستقبلية بحيث لا تكتفي بجمع البيانات، بل تقوم أيضًا بتحليلها وتفسيرها ضمن سياقها الواقعي، ما يمكّنها من صياغة استنتاجات أصلية تتسم بالذكاء والموضوعية في آن واحد.
ويشير الخبراء إلى أن الوصول إلى هذا المستوى من الذكاء يتطلب دمج تقنيات “الفهم المعرفي” في النماذج اللغوية الكبرى، بحيث تتمكن من محاكاة الطريقة التي يعالج بها الدماغ البشري المعلومات، من خلال الربط بين السبب والنتيجة، وتحديد الأولويات، وإعادة بناء الأفكار المعقدة، هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي لن يقتصر على الردود السريعة، بل سيصبح قادرًا على “التفكير” بالمعنى الحقيقي للكلمة.
باحث رقمي
تطمح OpenAI من خلال مشروعها الجديد إلى إنشاء نموذج يمكن وصفه بأنه باحث رقمي مستقل، قادر على إجراء التجارب، وتوليد الفرضيات، واختبارها علميًا دون تدخل مباشر من الإنسان، وإذا تحقق هذا الهدف، فقد نكون على أعتاب ثورة جديدة في البحث العلمي، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح شريكًا فعليًا في الابتكار والاكتشاف، لا مجرد أداة مساعدة.
ويُتوقع أن يُحدث هذا التطور تأثيرًا عميقًا في مختلف المجالات الأكاديمية والتقنية، بدءًا من علوم الحوسبة والطب، ووصولًا إلى الاقتصاد والفلسفة، إذ سيسمح للباحثين البشريين بالتركيز على الرؤية الإبداعية، بينما يتولى الذكاء الاصطناعي عمليات التحليل والتدقيق وجمع البيانات الضخمة بكفاءة فائقة.
ورغم التفاؤل الكبير الذي يرافق هذا المشروع، إلا أن المخاوف الأخلاقية لا تزال حاضرة، خاصة فيما يتعلق بمسألة استقلالية القرار واحتمال تجاوز الذكاء الاصطناعي للحدود التي يضعها البشر.
ومع ذلك، تؤكد OpenAI أن رؤيتها تركز على تطوير أنظمة “آمنة ومُنضبطة”، تخضع لمعايير الشفافية والمساءلة لضمان استخدامها في خدمة البحث والتقدم الإنساني.
بهذه الخطوات، تواصل OpenAI رسم مسار جديد في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، مُعلنةً بداية مرحلة لا يسعى فيها الذكاء الاصطناعي ليكون مجرد أداة ذكية، بل كيانًا مفكرًا، يملك القدرة على التحليل والنقد والمساهمة الفعلية في تطوير المعرفة البشرية.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
- 
            
                
                Apple iPhone 13 Pro Max
 - 
            
                
                Xiaomi Redmi Note 11
 - 
            
                
                Samsung Galaxy A52s
 - 
            
                
                OPPO Reno6 Pro 5G
 - 
            
                
                realme GT2 Pro
 - 
            
                
                vivo Y19
 - 
            
                
                Honor 50 Pro
 - 
            
                
                Huawei Nova 9
 - 
            
                
                Nokia 8.3 5G
 
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
- 
                                
                                
نعم
 - 
                                
                                
لا
 - 
                                
                                
غير مهتم
 
أكثر الكلمات انتشاراً