الأربعاء، 12 نوفمبر 2025

04:33 م

فايرفوكس يطلق آلية ذكية لتقليل التتبع بنسبة سبعين في المئة

فايرفوكس

فايرفوكس

A A

بدأت شركة موزيلا مرحلة جديدة في سباق الخصوصية عبر تحديث شامل لمتصفح فايرفوكس، إذ أعلنت عن إطلاق ميزة متقدمة تقلل قدرة المواقع على تتبّع المستخدمين باستخدام بصمة الأجهزة الرقمية بنسبة تصل إلى 70%، وهي خطوة تمثل تحولاً واضحًا في حماية الهويات الرقمية للملايين من مستخدمي الإنترنت حول العالم، بعد أن أصبحت بصمات الأجهزة وسيلة أساسية تستخدمها المواقع والمنصات الإعلانية لتحديد هوية المستخدم حتى في وضع التصفح الخفي، مما يجعل الميزة الجديدة إحدى أبرز مبادرات موزيلا في مواجهة التتبع غير المرئي الذي يصعب على المستخدم العادي التحكم فيه أو الحد من آثاره.

حماية متطورة

الميزة الجديدة مدمجة ضمن خدمة الحماية المعززة من التتبع Enhanced Tracking Protection في الإصدار رقم 145 من المتصفح، وهي متاحة حاليًا في وضعي التصفح الخاص والحماية الصارمة ETP Strict Mode.

بينما تخطط موزيلا لتوسيع نطاقها لتشمل جميع أوضاع التصفح في المستقبل القريب، حيث تعمل التقنية على منع المواقع من الوصول إلى تفاصيل دقيقة عن الأجهزة مثل نوع وحدة المعالجة وعدد الأنوية، ودقة الشاشة، ونوع بطاقة الرسوميات، ونظام اللغة والمنطقة الزمنية، وهي البيانات التي تستغلها أدوات التتبع لتكوين بصمة رقمية فريدة يمكنها التعرف على المستخدم عبر مواقع مختلفة حتى دون ملفات تعريف ارتباط، وهو ما يمثل نقلة في فلسفة الحماية داخل فايرفوكس الذي يسعى لتقديم تجربة تصفح لا تعتمد على الثقة العمياء في إعدادات الخصوصية الافتراضية.

تشويش ذكي

وأكدت موزيلا أن التحديث الجديد لا يكتفي بمنع جمع البيانات بل يضيف طبقة من التشويش الذكي، إذ أصبح فايرفوكس يولد ضوضاء عشوائية في الصور الخلفية أثناء قراءتها من المواقع، ويجبر النظام على استخدام الخطوط القياسية فقط بدلًا من الخطوط المخصصة التي تُستخدم أحيانًا لتحديد هوية الجهاز، كما يُخفي خصائص معينة في الشاشة واللمس والمعالج، وهو ما يقلل من احتمالية تكوين بصمة دقيقة بنسبة كبيرة.

وأشارت الشركة إلى أن هذه الخطوات تأتي استكمالًا لجهود بدأت منذ عام 2021 عندما طورت تقنيات أولية لتشويش البيانات المستخدمة في إنشاء البصمات الرقمية، وقد أظهرت نتائج الاختبارات أن نسبة المستخدمين القابلين للتبصيم انخفضت من 60% إلى نحو 20% فقط بعد تطبيق النظام الجديد، وهو ما يعد أحد أكبر التحسينات التي تحققها موزيلا منذ إطلاق خاصية الحماية المحسّنة قبل عدة سنوات.

خصوصية أوسع

وترى الشركة أن الوصول إلى حماية مطلقة بنسبة 100% أمر غير ممكن نظرًا لتعقيد آليات التتبع المتقدمة، لكنها تؤكد أن الميزة الجديدة تضع المستخدم في موقع أقوى أمام تقنيات المراقبة الرقمية، كما تعتبرها خطوة استراتيجية في مواجهة توسع الشركات الإعلانية وشبكات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الخفية، حيث أصبح تحليل سلوك المستخدمين من خلال بصماتهم الرقمية سوقًا متناميًا يهدد استقلالية المتصفح ويقيد حرية المستخدم في تصفح الإنترنت دون مراقبة، لذلك تعتبر موزيلا هذا التحديث رسالة واضحة مفادها أن الخصوصية يجب أن تكون الخيار الافتراضي، لا الميزة الإضافية التي يبحث عنها المستخدم بعد التثبيت.

ويعزز فايرفوكس بهذه الخطوة مكانته كأحد أكثر المتصفحات التزامًا بسياسات حماية المستخدمين، إذ يواصل منذ أعوام تطوير أدوات مفتوحة المصدر لحظر الإعلانات المتتبعة وتعطيل السكربتات الخفية التي تعمل في خلفية الصفحات، مما جعله خيارًا مفضلاً لدى المهتمين بالأمن الرقمي والمستخدمين الذين يرفضون المقايضة بين راحتهم وخصوصيتهم، وتؤكد موزيلا أن هدفها المستقبلي هو بناء تجربة تصفح تمنح المستخدم تحكمًا كاملاً في بياناته، دون أن يحتاج إلى إضافات خارجية أو إعدادات معقدة.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً