الأربعاء، 12 نوفمبر 2025

02:44 م

OpenAI تواجه نزيفاً مالياً هائلاً بسبب تطبيق الفيديو الذكي Sora

Sora

Sora

A A

تعيش شركة OpenAI واحدة من أكثر مراحلها المالية صعوبة، إذ كشفت تقارير اقتصادية أن الشركة تنفق ما يقارب 15 مليون دولار يوميًا على تشغيل تطبيق الفيديو الذكي Sora، وهو التطبيق الذي يحوّل النصوص إلى مقاطع مرئية قصيرة تشبه محتوى "تيك توك"، ويعتمد على قدرات حوسبية ضخمة تستهلك موارد باهظة، مما جعل تكلفة إنتاج فيديو واحد مدته عشر ثوانٍ تصل إلى 1.3 دولار، وهو ما يعادل خسائر سنوية تقارب 5.4 مليارات دولار إذا استمر هذا المعدل المرتفع من التشغيل.

توسع سريع

منذ إطلاق Sora، نجح التطبيق في جذب أكثر من مليون مستخدم خلال أيام قليلة، وحقق انتشارًا واسعًا في الأسواق التقنية، غير أن هذا النجاح لم يترجم إلى استقرار مالي، إذ أقرّ رئيس فريق التطوير في OpenAI بيل بيبلز بأن “الوضع الاقتصادي الحالي غير مستدام”، وأوضح أن الحفاظ على مستوى الأداء التقني للتطبيق يتطلب استثمارات متواصلة في الخوادم ومعالجات الرسوميات باهظة الثمن، وهو ما يضغط بقوة على ميزانية الشركة.

وفي المقابل، أشار الرئيس التنفيذي سام ألتمان إلى أن إدخال نموذج إعلاني داخل التطبيق لن يكون كافيًا لتغطية التكاليف المرتفعة، موضحًا أن الخطة المستقبلية قد تشمل دمج نظام اشتراك مميز للمستخدمين مقابل مزايا حصرية، بهدف تخفيف العبء المالي دون التأثير على قاعدة المستخدمين الحالية.

دعم متزايد

رغم الخسائر، أكد ألتمان أن OpenAI لا تزال تسير بخطة توسع طموحة، متوقعًا أن تتجاوز إيرادات الشركة حاجز 100 مليار دولار بحلول عام 2027، غير أن محللين حذروا من المبالغة في هذه التقديرات، واعتبر بعضهم أن سوق الذكاء الاصطناعي يعيش حالة "تضخم استثماري" قد تتسبب في انفجار فقاعة اقتصادية إذا لم تتحقق العوائد الموعودة.

وجاء هذا الجدل في وقت عززت فيه مايكروسوفت شراكتها مع OpenAI بعد توقيع اتفاقية جديدة رفعت بموجبها حصتها إلى 27%، بقيمة تقارب 135 مليار دولار، ما يجعلها أكبر شريك استراتيجي للشركة حتى الآن، إلا أن بيل غيتس، الشريك المؤسس لمايكروسوفت، عبّر عن تحفظه تجاه هذا التوسع، إذ نصح الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا منذ عام 2019 بعدم استثمار أول مليار دولار في الشركة، محذرًا من أن الأموال قد تُنفق بلا جدوى في مشاريع غير مضمونة الربحية.

نموذج معقد

أظهر تحليل مجلة "فوربس" أن Sora يعتمد على نموذج حوسبي متقدم يُعرف باسم Sora 2، يقوم بمعالجة البيانات في أربع أبعاد لضمان تماسك الحركة داخل مقاطع الفيديو التي تنتجها الخوارزميات، وهو ما يجعله أكثر تطلبًا للطاقة والمعالجة من النماذج النصية مثل GPT-5.

ويُعتقد أن هذه البنية التقنية العالية تمثل السبب الرئيس وراء الكلفة التشغيلية الكبيرة، إذ يتطلب التطبيق مراكز بيانات ضخمة وأجهزة معالجة متطورة، فيما تظل آلية تحقيق الأرباح غامضة حتى الآن، إذ تركز الشركة على توسيع الحصة السوقية وتأمين الريادة التقنية قبل تطبيق أي نموذج تجاري فعّال.

ويُذكر أن إجمالي الخسائر التشغيلية لـ OpenAI خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة تجاوز 12 مليار دولار، وتشمل تكاليف البنية التحتية السحابية، وتمويل الأبحاث، وتطوير النماذج الجديدة، ورواتب فرق العمل المتزايدة، ما يشير إلى أن الشركة تخوض سباقًا مكلفًا للحفاظ على موقعها الريادي في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي.

ورغم هذا النزيف المالي، يرى بعض الخبراء أن OpenAI تراهن على المستقبل، إذ تسعى لترسيخ مكانتها كشركة رائدة في تكنولوجيا الفيديو التوليدي، متوقعة أن يحقق هذا القطاع أرباحًا ضخمة خلال العقد المقبل، إذا استطاعت تجاوز مرحلة الخسائر الحالية وإيجاد نموذج استثماري يوازن بين النمو والتكلفة.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً