طفرة GPT-5 العلمية.. حل "مسألة إردوش" وتسريع الأبحاث بخمسة وعشرين عامًا
نموذج GPT-5 في البحث العلمي
أعلنت شركة OpenAI عن تحقيق إنجازات جديدة ومهمة في دمج أحدث نماذجها للذكاء الاصطناعي، GPT-5، ضمن مسارات البحث العلمي، مؤكدة أن هذا النموذج أصبح عاملاً حاسماً في تسريع الاكتشافات في مجالات بالغة التعقيد مثل الرياضيات، والأحياء، والفيزياء، في ظل تسابق عالمي بين عمالقة التكنولوجيا على تطوير أدوات موجهة للعلماء كرافد جديد للإيرادات المستقبلية.
وكشفت الشركة في ورقة بحثية حديثة عن قدرات مثيرة للنموذج، منها مساهمته المباشرة في مساعدة أحد علماء الرياضيات البارزين في جامعة كولومبيا على حل واحدة من المعادلات الشهيرة والصعبة في نظرية الأعداد، وهي المسألة المعروفة بـ "إردوش"، والتي ظلت عصية على الحل لسنوات طويلة.
ولم تتوقف إنجازات النموذج عند الحدود النظرية للرياضيات المعقدة، ففي غضون دقائق معدودة، نجح GPT-5 في تحديد تغيير حاسم ودقيق يحدث داخل الخلايا المناعية البشرية، وهو اكتشاف كان يتطلب شهوراً طويلة من البحث المخبري والتحليل المعقد من قبل فريق من العلماء.
سرعة الاكتشاف
ويُضاف إلى ذلك أن النموذج لم يكتفِ بتحديد المشكلة فحسب، بل اقترح تجربة مخبرية محددة وموجهة، تمكن الباحثون من تنفيذها لاحقاً وتأكيد صحة الملاحظات التي قدمها الذكاء الاصطناعي، مما يعزز الثقة في قدراته على صياغة فرضيات عملية قابلة للتطبيق العلمي الفوري.
وفي سياق التعليق على هذه النتائج المذهلة، أعرب "كيفن وايل"، نائب رئيس قسم العلوم في OpenAI، عن تفاؤله، مشيراً إلى أن توفير هذه الأدوات النوعية في أيدي الباحثين والمختصين حول العالم قد يختصر "خمسة وعشرين عامًا من البحث العلمي" ويحققها "في غضون خمس سنوات فقط"، ما يشير إلى ثورة حقيقية في وتيرة الإنجاز العلمي.

وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه القطاع العلمي اندفاعاً كبيراً من شركات التكنولوجيا العملاقة، حيث أعلنت "أنثروبيك" في الشهر الماضي عن إدماج نموذجها "Claude" في أدوات تستخدمها شركات علوم الحياة والباحثون في تخصصات مختلفة.
وفي المقابل، كشفت جوجل عن أداة "العالِم المشارك" التي تساعد الباحثين في صياغة الفرضيات العلمية الدقيقة، وأكدت أن نموذجها مفتوح المصدر "Gemma" أسهم بالفعل في اكتشاف مسار جديد محتمل قد يُستخدم لعلاج مرض السرطان، مما يؤكد أن السباق العلمي بات ميداناً جديداً للتنافس التقني.
وحدة العلوم
وفي إطار تعزيز طموحاتها في هذا المجال الحيوي، لم تكتفِ OpenAI بدمج النموذج في التجارب البحثية، بل أنشأت وحدة جديدة متخصصة للعلوم في شهر أكتوبر، وعيّنت عالم الفيزياء النظرية البارز "أليكس لوبساشكا" كباحث رئيسي فيها، وهو معروف عالمياً بأبحاثه المعمقة حول الثقوب السوداء.
وتخطط الشركة لبناء نظام بحث علمي مؤتمت بالكامل بحلول مارس 2028، مما يؤكد النظرة المستقبلية للشركة نحو تحويل الذكاء الاصطناعي إلى محرك أساسي للاكتشافات، بدلاً من مجرد أداة مساعدة عادية.
ورغم هذه القدرات غير المسبوقة، يؤكد الباحثون المختصون أن الذكاء الاصطناعي، على الرغم من قدرته الكبيرة على دفع عجلة الاكتشافات، لم يصل بعد إلى مستوى "العالِم الآلي المستقل" الذي يعمل من دون تدخل بشري، بل يظل دوره محصوراً في كونه "مساعداً بحثياً" فائق القدرة.
ويتميز هذا المساعد بقدرته الواسعة على الوصول الفوري إلى الأوراق العلمية والأدوات الكمية المعقدة، ولكنه يحتاج دوماً إلى التوجيه والإشراف من خبير بشري يمتلك الرؤية والاستراتيجية العلمية اللازمة لتعريف المشكلة وتحديد مسار البحث.
دور مساند
وأكدت ورقة OpenAI أن نموذج GPT-5 يتفوق بشكل لافت في مهام "البحث العميق" داخل الأدبيات العلمية المترامية الأطراف، كما يمتلك قدرة فريدة على ربط المعارف الموزعة عبر لغات ومجالات علمية متعددة، مما يجعله أداة مثالية لتوليف المعرفة المبعثرة.
ولعل اللافت للنظر هو نجاح النموذج في إعادة اكتشاف نتائج بحثية جديدة لم تكن موجودة ضمن بيانات تدريبه الأصلية، وهو ما يُعد دليلاً قوياً على قدرته على "استخراج ما غاب عن العين البشرية" وتقديم رؤى جديدة وغير تقليدية للعلماء.
وأظهرت الورقة البحثية كيف اعتمد الباحثون على GPT-5 لإعادة العثور على أبحاث قديمة تتعلق بمسألة "إردوش"، كانت مدفونة داخل مجلات علمية متخصصة وهامشية أو كانت مكتوبة باللغة الألمانية أو في مراجعات طويلة، ولم تلتفت إليها الدراسات الحديثة، وهو ما يُعد من أقوى جوانب النموذج في استرجاع المعرفة التاريخية.
وفي المقابل، شددت الورقة على أن النموذج ما زال عرضة لـ "الهلوسات" وصياغة معلومات خاطئة وغير دقيقة، مما يجعل الحاجة ماسة إلى التدقيق البشري الدائم في صياغة الفروض العلمية وتصحيح المخرجات والنتائج النهائية التي يقدمها النموذج، لضمان صحة الاكتشافات.
وحتى مع كل هذه المساهمات النوعية، يظل الدور المحوري لنموذج GPT-5 دوراً مسانداً وليس قيادياً، حيث كان العلماء هم من عرّفوا المشكلة وحددوا الإستراتيجية واتخذوا القرارات الأساسية، بينما قدم النموذج مساعدة في صياغة مخططات البراهين والتجارب الرقمية، مما يؤكد أن جوهر الاكتشاف ما زال بشرياً، لكن الذكاء الاصطناعي بات أداة تفتح مسارات لم يكن من السهل سبر أغوارها سابقاً.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً